“عين الأسد” في عين العاصفة.. تصعيد من الفصائل العراقية و”رسالة تحذير” من واشنطن
22/10/2023
تقارير صحفية وسياسية
48 زيارة
السيمر / فيينا / الأحد 22 . 10 . 2023
باتت قاعدة عين الأسد التي تضم قوات أمريكية في محافظة الأنبار غرب العراق، هدفاً شبه يومي لهجمات المسيرات والصواريخ، بعد تهديد صريح من الفصائل العراقية باستهداف مصالح واشنطن بسبب دعم الأخيرة للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة.
هذا التصعيد من جانب الفصائل المسلحة، ردت عليه واشنطن بـ”رسالة تحذيرية” وفق ما كشف عنه مصادر عراقية، تضمنت عزم الأمريكيين “الرد العسكري” مقابل “أي إصابات أو خسائر بشرية أو مادية جراء عمليات القصف”.
المصادر ذاتها كشفت أيضا عن تطور لافت يتعلق بموقف الحكومة العراقية من استهداف القواعد الأمريكية ومنها “عين الأسد”، تمثلت بحراك يقوده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، صوب قادة الإطار التنسيقي والفصائل، من أجل وقف سلسلة الهجمات.
هجوم جديد يطال “عين الأسد”
وقال مصدران عسكريان أميركيان إن صواريخ كاتيوشا استهدفت، اليوم الأحد، قاعدة عين الأسد التي تضم قوات أميركية وقوات دولية أخرى في غرب العراق، وإن انفجارا سمع داخل القاعدة.
وكانت قاعدة عين الأسد تعرضت أمس السبت لهجوم بطائرة مسيّرة واحدة على الأقل، دون تسجيل سقوط ضحايا أو أضرار.
وقال مصدر أمني عراقي إن “طائرتين مسيرتين” هاجمتا قاعدة عين الأسد الواقعة بمحافظة الأنبار في غرب العراق أمس السبت، وفي حين “تم اعتراض الأولى وإسقاطها أثناء تحليقها بالقرب من القاعدة” فإن “الأخرى سقطت بسبب خلل فني داخل المعسكر دون أن تتسبب بأضرار”.
وتبنت ما تعرف بـ”المقاومة الإسلامية في العراق” عبر قنوات تليغرام هجوما بطائرة مسيّرة على قاعدة عين الأسد ظهر أمس السبت.
لكن وزارة الدفاع الأميركية أفادت بأنها ليست على علم بأي هجوم من هذا النوع، وقال مسؤول في الوزارة طلب عدم كشف هويته “لم تردنا أي تقارير عملياتية تؤكد” وقوع هجوم السبت.
تهديد الفصائل العراقية
والأسبوع الماضي، هددت جماعات عراقية مسلحة باستهداف المصالح الأميركية بصواريخ وطائرات مسيرة إذا استمرت واشنطن بمساندة إسرائيل في حربها على المقاومة الفلسطينية.
وكانت فصائل عراقية اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة بارتكاب مجزرة في غزة، من بينها كتائب حزب الله العراقي التي شددت في بيان على ضرورة “مغادرة هؤلاء الأشرار البلاد”، في إشارة إلى الأميركيين، وتوعدتهم في حال لم يفعلوا ذلك “بأنهم سيذوقون نار جهنم في الدنيا قبل الآخرة”.
ومنذ الأربعاء الماضي تعرضت 3 قواعد تضم قوات أميركية وقوات من التحالف الدولي -هي عين الأسد وحرير في إقليم كردستان العراق ومعسكر قرب مطار بغداد- لـ5 هجمات.
القوات الأمريكية في العراق
وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق، منتشرين في 3 قواعد عسكرية عراقية، كما ينتشر 900 جندي أميركي في سوريا.
وحتى العام الماضي، تعرضت القواعد التي تضمّ قوات أميركية للعديد من الهجمات الصاروخية وبطائرات مسيرة.
ومنذ صيف 2022، توقفت هذه الهجمات فيما شهد العراق استقرارا نسبيا، ولم تتبنّ أي جهة تلك الهجمات حينها، لكنّ الولايات المتحدة تنسبها إلى فصائل عراقية موالية لإيران.
وأواخر 2021، أعلن العراق أنّ وجود قوات “قتالية” أجنبية في البلاد انتهى وأنّ مهمة التحالف الدولي باتت استشارية وتدريبية فقط.
حراك حكومي لوقف الهجمات
وفي سياق متصل، أفادت مصادر عراقية بوجود حراك يقوده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من أجل وقف سلسلة الهجمات التي تنفذها الفصائل المسلحة القريبة من إيران منذ أيام عدة ضد قواعد عسكرية توجد بها قوات أميركية شمالي وغربي البلاد.
ويأتي حراك السوداني بعد سلسلة هجمات استهدفت قاعدة عين الأسد بالأنبار وقاعدة حرير في أربيل، وقاعدة فيكتوريا قرب مطار بغداد الدولي في العاصمة بغداد، خلال الأيام الأخيرة.
وقال أحد مستشاري رئيس الوزراء العراقي، لـ”العربي الجديد“، إن “السوداني تحرك صوب قادة الإطار التنسيقي وبعض قادة الفصائل المسلحة من أجل إيقاف أي تصعيد ضد القوات الأميركية الموجودة داخل القواعد العراقية في الأنبار وبغداد وأربيل”.
وبين المستشار، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ “السوداني أبلغ قادة الإطار والفصائل (المحسوبين على إيران) خطورة هذا التصعيد، وتأثيره على استقرار حكومته والخشية من فقدان الدعم الأميركي لحكومته، خصوصاً وهو بانتظار تحديد موعد لزيارة البيت الأبيض، وهذه العمليات يمكن أن تؤثر على الزيارة”.
رسالة تحذير أمريكية
وأضاف أن السوداني أبلغ قادة التحالف الحاكم (الإطار التنسيقي) والفصائل المسلحة، بشكل واضح، بوجود “رسالة أميركية بأن أي إصابات أو خسائر بشرية أو مادية جراء عمليات القصف سيكون هناك رد عسكري حازم تجاه كل متورط فيها، وهذا ما ينذر بتصعيد عسكري جديد ما بين أميركا والفصائل”.
من جهته كشف قيادي بارز في جماعة “عصائب أهل الحق”، في حديث مقتضب، أن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني سيعقد اجتماعاً غير معلن هذا اليوم، مع الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة، بحضور أغلب قيادات الفصائل لمناقشة التصعيد العسكري الأخير للفصائل ضد الأميركيين وخطورة هذا التصعيد وتأثيره على الوضع العراقي بصورة عامة”.
في المقابل قال الخبير في الشأن الأمني مؤيد الجحيشي، إن “تصعيد الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية ضد الأميركيين سيكون له تأثير واضح على حكومة السوداني، خصوصاً أن الرؤية الأميركية والدولية بصورة عامة بأن الحكومة الحالية هي حكومة الفصائل، وهذا الأمر ربما تترتب عليه قرارات مهمة تجاه العراق خلال المرحلة المقبلة”.
وبيّن الجحيشي أن “الرد الأميركي على الهجمات المتواصلة للفصائل على القوات الأميركية، ربما سيكون حاضراً في قادم الأيام والرد هنا قد يكون من خلال فرض عقوبات على تلك الفصائل وقادتها، أو ربما يكون من خلال عمل عسكري، كما حصل سابقاً بقصف بعض مقرات الفصائل، التي تدرك واشنطن بتورطها في الهجمات الأخيرة ضد قواتها”.
مخاوف من “زعزعة الاستقرار”
وأضاف الخبير في الشأن الأمني أن “تحرك السوداني من أجل تهدئة الفصائل المسلحة ومنع أي تصعيد لها ضد الأميركيين أمر طبيعي جداً، فهو يدرك أن هذه العمليات سوف تحرج حكومته بشكل كبير، وربما تكون عاملاً في زعزعة الاستقرار الحكومي، الحاصل منذ ما يقارب عام”.
ولم تصدر الحكومة العراقية أي موقف رسمي إزاء الهجمات ضد القواعد التي يوجد فيها الجيش الأميركي، التي تبنتها ما تسمى “المقاومة الإسلامية” في العراق، التي تضم فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران.
وأنهت الفصائل العراقية المسلحة الحليفة لطهران، الأربعاء الماضي، هدنة دامت أكثر من عام كامل مع القوات الأميركية الموجودة في البلاد، وذلك بعد الإعلان عن استهداف قاعدتي عين الأسد وحرير، غربي وشمالي العراق، بواسطة طائرات مسيّرة.
فيما أعادت القوات العراقية تشديد إجراءاتها في محيط المنطقة الخضراء التي تضم السفارتين الأميركية والبريطانية، عقب ظهور دعوات تحشد للتظاهر أمام سفارات الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على قطاع غزة.
المصدر / صوت الجالية العراقية
2023-10-22