السيمر / فيينا / الأثنين 22 . 01 . 2024
رفعت فصائل مسلحة في العراق درجة التأهب بين صفوفها خشية رد فعل واشنطن على استهداف قواعدها وقامت بعدة إجراءات أمنية لحماية مراكزها وقياداتها، ويأتي ذلك بالتزامن مع جهود متواصلة من قبل الحكومة العراقية لحماية القواعد الأميركية في البلاد والحد من استهداف هذه القواعد بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
إجراءات استباقية من فصائل العراق
وقال مصدر مقرب من “حركة النجباء“، التي يتزعمها أكرم الكعبي وتُعتبر من أبرز الفصائل العراقية المسلحة التي تتصدر التصعيد العسكري ضد الجيش الأميركي في العراق وسورية، لـ”العربي الجديد” إن “احتمالات استهداف واشنطن قيادات في الحركة وفي فصائل أخرى دفعت إلى إجراءات استباقية من بينها تغيير مواقع ومقرات الإقامة وتغيير أرقام الهاتف والسيارات الخاصة بقيادات الصفين الأول والثاني بحركات المقاومة”.
من جهته، أكد مسؤول في المكتب السياسي لحركة النجباء لـ”العربي الجديد” اتخاذ الحركة عدة “إجراءات أمنية مشددة حول تحركات قيادات المقاومة الإسلامية في العراق تحسباً من أي رد أميركي جديد”.
وأضاف المسؤول أن “قيادات الفصائل تلقت تحذيرات من أطراف سياسية عراقية وغير عراقية حول أمنها الشخصي. لهذا اتخذت إجراءات مشددة في حركة تنقل بعض القيادات وأماكن الوجود والمبيت، إضافة إلى إخلاء بعض المقرات خشية استهدافها أميركياً”، مشيراً إلى أن “مقرات الفصائل الثابتة لم تعد تضم أعداداً كثيرة من العناصر لتقليل الخسائر في حال حدوث أي قصف، وتم نشرهم في مواقع بديلة أخرى”.
كما أكد المتحدث باسم “كتائب سيد الشهداء“، كاظم الفرطوسي، في حديث مقتضب لـ”العربي الجديد”، أن “عمليات فصائل المقاومة لن تتوقف، وهناك مزيد منها بالأيام المقبلة”، مضيفاً: “نتوقع رداً أميركياً عليها، لهذا اتخذنا جميع الاحتياطات بما فيها مسألة استهداف قادة الفصائل، وهناك خطط بديلة لأننا نتوقع كل السيناريوهات مع استمرار العدوان على غزة”.
حماية القواعد الأميركية في العراق
وتأتي إجراءات الفصائل بالتوازي مع إجراءات اتخذتها الحكومة العراقية لحماية القواعد الأميركية بالبلاد. ووفقاً لمصادر رسمية عراقية في وزارة الدفاع، فإن الإجراءات الحكومية متواصلة في ما يتعلق بفرض شريط أمني بمحيط القواعد والمعسكرات، التي تستضيف قوات أميركية أو قوات التحالف والناتو، بعمق 5 كم، يشمل نقاط مراقبة وحواجز تفتيش.
وتتضمن الإجراءات كذلك إخضاع جميع سيارات وأرتال القوات العراقية للتفتيش والفحص بما فيها السيارات التي تحمل شعار الحشد الشعبي، وأكدت المصادر أن طائرات مسيّرة عراقية ستشارك بتأمين القواعد أيضاً، واصفةً الإجراءات الجديدة بأنها “تأتي بعد تعذر التوصل إلى تفاهم سياسي بين الحكومة والفصائل لإيقاف عملياتها أو نقلها إلى سورية وتجنيب العراق التصعيد”، وفقاً لقوله.
بالمقابل، قال الخبير في الشأن العسكري، مخلد حازم، لـ”العربي الجديد” إن “الأميركيين كانوا واضحين في كل الرسائل والتحذيرات التي نقلوها إلى الحكومة العراقية، بأن أي خسائر بشرية في قواتهم ستؤدي لردود فعل عسكرية ضد الفصائل المتورطة بقصف القواعد. وأميركا نفذت ذلك فعلاً بالسابق ووجهت ضربات ضد عناصر في الفصائل آخرها كان اغتيال قيادي بارز في حركة النجباء وسط العاصمة بغداد”.
وتوقع حازم حدوث رد فعل أميركي إذا كانت هناك إصابات بين صفوف الأميركيين في قصف قاعدة عين الأسد، “وأكيد أن الحكومة وكل قيادات الفصائل تعرف ذلك، ولهذا اتخذت حالياً إجراءات أمنية مشددة، فهي تعرف أن واشنطن انتقلت إلى خطة الاغتيال بدلاً من قصف المقرات والعناصر المنتشرة”.
وأضاف حازم أن “الولايات المتحدة الأميركية تمتلك معلومات دقيقة على الأرض بخصوص قادة الفصائل وتحركاتهم، وكذلك المقرات المهمة لتلك الفصائل كما تبين في عملية اغتيال القيادي في النجباء (أبو تقوى). ولهذا نعتقد أن بعض إجراءات الفصائل المشددة قد لا تنفع مع المعلومات والرصد التي تمتلكها واشنطن، خصوصاً أن طيرانها المسيّر يرصد كل شيء على الأرض ويتابع بدقة كل التحركات والأهداف المهمة بالنسبة لها”.
وكانت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) قالت، مساء السبت، في بيان إن “مسلّحين مدعومين من إيران أطلقوا صواريخ باليستية وصواريخ أخرى على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، ممّا أسفر عن إصابة عسكري عراقي بجروح، واحتمال إصابة عدد من العسكريين الأميركيين بارتجاج دماغي”.
ومنذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، استهدفت عشرات الهجمات القوات الأميركية وقوات التحالف المنتشرة في العراق وسورية، وأعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي شبكة من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، مسؤوليتها عن غالبية الضربات التي نفذت بصواريخ وطائرات مسيّرة.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعرّض الجيش الأميركي لأكثر من 120 هجوماً في العراق وسورية، كان معظمها بصواريخ وطائرات مسيّرة هجومية.
المصدر / العربي الجديد