الرئيسية / ثقافة وادب / قصيدة تائهة…؟!

قصيدة تائهة…؟!

السيمر / السبت 22 . 10 . 2016

عبد الستار نور علي

“يُولجُ الليلَ في النهارِ
ويُولجُ النهارَ في الليلِ”
ـ فاطر 13 ـ

الناسُ في الليلِ غَرْقى،
وفي النهارِ غَرْثى،
جيراني يمتشقونَ لُعَبَ عقائرِهمْ!
الكلبُ الأبلقُ سكرانٌ،
حشرَ أنفَهُ في جدارِ برلينَ،
فضاعَ الخيطُ والعصفور!
يتدحرجُ لبُّ الشاطرِ
في بئرِ الذئبِ،
فيقومُ مأسورَ الجناحْ….
أقبلَ الليلُ والبحرُ هائجٌ….
موجةٌ تضربُ أخرى….
الزورقُ الفضيُّ يترنحُ…
الربّانُ فقدَ المِقودَ….
فهلْ عيناهُ تُضيئانِ
في عمقِ المُثقَلاتِ؟
أقبلَ الليلُ يتقلَّبُ
على فراشٍ منَ الصافناتِ،
أقبلَ النهارُ مرتاحاً
على هدير العواصفِ،
الترابُ يملأ الأشجارَ،
وعيونُ العصافيرِ ظمأى
لزرقةِ البحرِ،
بانتظارِ السفينةِ غيرِ المرئيةِ….
هل السفينةُ استقرّتْ على الجودي؟
وهل الحمامةُ حلَّقتْ؟
سؤالٌ غريبٌ!
أقبلَ…
أقبلَ…
أقبلَ الكلبُ الأبلقُ بسرعةِ البرقِ،
واللهاثُ لهيبٌ من اللُعابِ
في لعبةِ الأقدامِ.
نامَ على سريرِ المغامراتِ
السائحُ في الصحفِ اليوميةِ.
أقبلَ…
أقبلَ…
أقبلَ الحرفُ محمولاً في التابوتِ
على أكتافِ الذارياتِ
منْ أيامِ الصُحُفِ الأولى….؟
سماءٌ تتفجّرُ بالبراكينِ،
أرضٌ تتصدّعُ بالرعودِ،
شجرٌ تائهٌ في الظلالِ،
ظلالٌ عائمةٌ في الخريفِ،
وجهُهُ ممتلئٌ بحشرجاتِ الرواياتِ.
كلبٌ يموءُ….
قطةٌ تنبحُ….
ذئبٌ يُمأمئُ….
خروفٌ يعوي….
ثعلبٌ يصيحُ….
ديكٌ يضبحُ….
الدجاجةُ تعودُ القهقرى.
ديكُ الجنِّ بغيرِ عُرفٍ،
ولا ريشٍ،
ولا همْ يحزنون…!
قمرٌ يغيبُ.
شمسٌ تأفلُ.
نجمةٌ تتلاشى.
سحابةٌ تنتشرُ…
الظلامُ دامسٌ.
الهواءُ خانقٌ…
بيوتٌ تتداعى…
أطفالٌ يصرخون…
نساءٌ يبكيْنَ….
رجالٌ يتناهبون….
الطريقُ مُقفِرٌـــــ
النهرُ جافٌّ.
الأشجارُ واقفةً تبكي….
السمكُ يلبطُ متعثراً بالصخور…
كاترينا امرأةٌ طروبٌ.
طروبٌ مغنيةٌ ولّتِ الأدبارَ.
المغني أضاعَ صوتَهُ
في سوقِ الهرجِ.
الأوتارُ جفّتْ ضروعُها.
الموسيقيُّ ضيّعَ لحيتَهُ.
المهرجانُ متواصلٌ
في احترافِ اختلاسِ النظرِ……

اسكلستونا/ المكتبة العامة
الثلاثاء 01.09.2015

اترك تعليقاً