السيمر / الخميس 15 . 12 . 2016
وداد عبد الزهرة فاخر *
حلاوة النصر طعمها غريب طالما العدو جاهل بكل قيم الدنيا ، وحوادث التاريخ وما تحدثت به عن نهضة الشعوب ، وفشل الغرباء باحتلال اراض طاهرة من الاوطان .. هذه هي بشائر النصر وهزيمة منكرة لكل حاملي حقائب الدولارات الخضر التي لا تنفع احيانا حتى ولو حملها من يسمون بآل سعود او آل ثاني ، وعبد الطرق امامهم ” خليفة ” المسلمين رجب طيب اردوكان ، وشملتهم امريكا بكل بركاتها .
وبعد ان استردت حلب عافيتها ، وطردت ” معارضتها ” التي يقودها السعودي عبد الله المحيسني ، ورهط لا يفقه لغة العرب من التركمستانيين ، والافغان ، والشيشان ، وبقايا نفايات العرب من المتاسلمين ، حضروا انفسكم لتحرير الباقي من الارض ، ان كان في سوريا او في العراق ، مما خلط اوراقه عراب ” ثورات ربيع العرب ” الاسود ، الصهيوني برنارد هنري ليفي .
ماحصل ان ” نهض ” بسوريا فجأة . صدقوني ” فجأة ” ، شخوص ’خلقت من العدم اغرتها حقائب مليئة بالبترودولار ، فصار اشخاص فقراء ، وبسطاء من ادنى سلم للمجتمع ، وبعض المحرومين اقتصاديا ، وهذه هي سبة دولنا التي تفقر المواطن فتلجئه بسبب الحاجة لممارسة احقر الاعمال الخيانية .. لذلك اصبح ابو العبد الفلاح المعدم ، وابو صياح بائع الفلافل ، ابطالا وهميين . وابو محمد العدناني عامل البناء البسيط من ادلب ، ناطقا رسميا باسم التنظيم الارهابي ” داعش ” ، واصبح مؤذن بسيط جدا لا يعرف لغة الخطاب فيملأ خطابه آيات قرآنية ، ومواعظ تقرب للشيطانية ، يدع انه يحمل الدكتوراه بالقراءات السبع . وآخرين قادة عسكريين ، وسياسيين كبار ببعض المدن السورية وخاصة بارياف سوريا ، حيث المال نقطة ضعف المتريفين دائما ، واغدقت عليهم صناديق المال والاسلحة الالقاب المزيفة ، فصدقوا الكذبة التي خلقتها امريكا التي سمتهم زورا ” معارضين معتدلين ” .. كما حدث ذلك في العراق حيث اصبح حيدر الفلاني الذي لم يكن زمن النظام الصدامي سوى شرطي امن ، نائبا في البرلمان العلاني .. وآخر وهو بوق من ابواق النظام يدعى ظافر العاني نائبا برلماني ، وآخر جميلي وزيرا لكن بلقب حرامي .
اليوم فقط تخلصت حلب من ادران العربان ، وافرازاتهم مع اردوكان ، ورمتهم مع دولارتهم خارج حلب الشهباء ، كأي افرازات تستقبلها دور الخلاء ، لتصبح بعد ذلك سمادا للارض .
ما نشعر به اكثر من نصر ، ونفخر بان المنتصر كان شريفا بحيث خير الارهابي المعتدي من السوريين بين البقاء في ارضه ، او الخروج مع الغرباء من التركمستان والشيشان ، رغم ما صدر من فبركات وصيحات ، ونداءات لم تجد لها اذانا صاغية من قنوات العهر العربان ، لان الحقيقة مرة ، وحبل الكذب قصير ، ولو اجتمعت جامعة العربان وعقدت حبل الكذب من النرجس والريحان .
سنفضحكم ، ويزيل الغشاوة عن العيون الطفل الرضيع الذي حضر الواقعة ، وتشئ بهمجية ” معارضتكم ” الارهابية الشيب والولدان .
ما حصل في حلب هو سقوط ، وتفتيت للمشروع التقسيمي الطائفي الجيوسياسي ، الذي اراد لحلب ان حلب ان تكون حلب الشرقية والغربية ، كما فشل من قبل مشروعهم في لبنان وعادت بيروت موحدة لكل اللبنانيين ، وليس كما ارادوا ببيروت الشرقية والغربية . فقد انتصرت ارادة الشعب ، وكسر وتهشم مشروع التفتيت الدولي والاقليمي لتقسيم سوريا ، والعراق ، وعاد الشعب قويا موحدا ولم ينتصر بتحرير حلب لا الشيعة ولا السنة ، ولكنه الشعب السوري وجيشه البطل ، وحلفاءه من المقاومين الذين قدموا الضحايا من اجل وأد المشروع الاستعماري ، وما خطط له بايدن ، وجون ماكين وغيرهم .
وبالاخير نقول لكم ايها السادة انتهت اللعبة ، وانفض السمار ، وتحررت الاوطان ، لكن ما يثير الالم ان وطننا العراقي يتناوشه الصبيان ، لذلك يرفع الصوت فيها عاليا عملاء اردوكان ، ورجال امريكا من الاصنام ، التس سيهدمها يوما شعبنا من دون كلام .
سادتي هذه هي ارادة الشعوب عندما تجد ان ارضها يتناوشها العدوان ، ويقفز عليها المغول من كل جانب ومكان .
وحتى نذكر ثوار امريكا بحقيقتهم المذلة فهاكم ما قاله الثائر ارنستو تشي جيفارا :
الثورة شيء تحمله في اعماقك وتموت من اجله .. وليس بالشيء الذي تحمله في فمك وتعيش على حسابه. // تشي جيفارا
والسلام ختام …….
* رئيس تحرير جريدة السيمر الاخبارية
alsaymarnews@gmail.com