الرئيسية / مقالات / تهديد الرعايا الغربيين والأمريكيين في بغداد … الكيد سيد
الكاتب القدير الأستاذ محمد ضياء عيسى العقابي

تهديد الرعايا الغربيين والأمريكيين في بغداد … الكيد سيد

السيمر / الخميس 09 . 02 . 2017

محمد ضياء عيسى العقابي

كان النفخ الزائد أيام تظاهرات الصيف الماضي في بغداد من جانب جميع أعداء الديمقراطية الوليدة بكلمات زائفة من قبيل (الشعب كله ثائر، الشعب كله غاضب، الشعب كله هائج، الشعب كله وراءك فاقتحمهم… واسحلهم ….. إنهم الفاسدون … إنهم الإرهابيون…الخ الخ) هو نفخ زائف كان يُقصد منه التحريض على إقتتال شيعي – شيعي على مستوى الشارع لينقضّوا بعدئذ على الديمقراطية والديمقراطيين كما إنقضوا عليهم صبيحة يوم الجمعة الأسود في 8 شباط 1963، إذ قطعت دبابات المتآمرين القادمة من معسكر الرشيد، قطعت شارع الرشيد المكتظ بالجماهير المناوئة للإنقلاب لكنها كانت تصفق بحماس للدبابات المتآمرة لأنها كانت تحمل صور الزعيم عبد الكريم قاسم على واجهتها وجوانبها ويلوّح الإنقلابيون للجماهير بإشارة النصر حتى وصلوا وزارة الدفاع، حيث كان الزعيم محاصراً، فاستدارت الدبابات نحو الجماهير ورشقتهم ثم انشغلت بقصف وزارة الدفاع!!!
إنه ذات الكيد والتآمر الذي يمارسه اليوم أحفاد أولئك الطغمويين(1) وكيد سادتهم وكيد غرف عملياتهم الذي يقف وراء الإرهاب والفساد والإفساد وإغراء النواب الجهلة على جني المنافع المبالَغ بها وتبديد الأموال وتعطيل حركة الإعمار والتنمية والخدمات ومن ثم تأجيج الجماهير بسبب تلكؤها وتضليل الأجهزة الأمنية والتستر على الإرهابيين ومساعدتهم ودعمهم والتستر على مصانع التفخيخ ومن ثم التباكي على الأمن المفقود، والتشجيع على الإستهتار والإساءة للناس في الشوارع وفي دوائر الدولة، ونشر الإشاعات، والخطف الكيدي والفلتان العشائري وزرع العشوائيات والإعتداء على الأطباء والمدرسين والتظاهرات المفتعلة في ساحة التحرير (والتي أصبحت بايخة!!) وإضعاف هيبة الدولة والتخريب بأنواعه.
وحتى التهديد الأخير الذي إدّعت السفارة الأمريكية في بغداد إستلامه وفحواه قتل رعايا الدول الغربية في فنادق بغداد وصدّقته السفارة الأمريكية بتأريخ 7/2/2017 وبناءً عليه حذرت الخارجية الأمريكية رعاياها في العراق!!! ورد عليه رئيس الوزراء الدكتور العبادي ووصفه بعدم الدقة ـ أقول حتى هذا التهديد، بتقديري، هو كيدي من جانب أحد عدة جهات محتملة كلها تمارس الكيد لهدف ما أو لعدة أهداف مجتمعة وهم:
– أمريكا وهي الإحتمال الأرجح لكثرة المنافع المستقاة:
– ربما تريد أمريكا، أمام العالم، إثبات صحة قرار ترامب بمنع دخول العراقيين وغيرهم الى أمريكا لدواعٍ أمنية،
– وتريد صرف أنظار الجماهير في العراق والعالم المنصب على قرار ترامب وتصريحاته المهينة بحق العراقيين وغيرهم،
– وربما الإيحاء بتورط الحشد الشعبي ،
– وربما إظهار، وهو الأهم، أن الوضع الأمني منهار في بغداد والعراق عموماً وتعزيز التخويف الإبتزازي من إحتمال إنهيار سد الموصل وقتل الملايين بفعل “الإرهاب” وإتهام الحكومة بالإهمال (والإنشغال بالسرقات!!!) وبالتالي إبتزاز حكومة الدكتور العبادي (الصامدة بشجاعة) ربما لقبول قوات أمريكية مقاتلة حسب مشيئة بعض أعضاء مجلس الشيوخ الذين يضغطون بقوة بهذا الإتجاه ومنذ مدة طويلة كجزء من مخطط أشمل يرمي الى “تكييف” الأوضاع السياسية في العراق بصيغة ما من أجل مهاجمة إيران وتدمير منشآتها النووية التي أصر العسكريون ومنهم رئيس هيئة الأركان السابق الجنرال (مارتن دمبسي) على أن تدمير تلك المنشآت لا يمكن أن ينجح عبر الغارات الجوية أو الصواريخ متوسطة أو بعيدة المدى، كما أراد قادة إسرائيل اليمينيين المتهورين بهستيريا، لأن المنشآت محصنة تحت الأرض في محيط جبلي.
لذا، إستنتاجاً، فإن الأمر يحتاج الى إجتياح بري. وأنسب ساحة هو العراق، من وجهة نظر أولئك السياسيين الذين يعتقدون أن العراق لقمة سائغة، إذ هناك الحكومات الراغبة (السعودية وقطر) وهناك “النشامة” الطغمويون المصرون على رفض الآخر وإسترداد سلطتهم بأي ثمن!! وهناك المستثقفون !!!
أعتقد أن مشروع المحافظين الجدد الذي تم بموجبه إحتلال العراق عام 2003 كان يتضمن هذا الهدف غير أن حكومتي الجعفري والمالكي لم تسمحا بتنفيذه بل إن حكومة المالكي قد أخرجت القوات الأمريكية من العراق في 1/1/2012 الى أن عاد بعضها على هيئة مستشارين بعد أن مهد لهم الطغمويون والبرزانيون وحلفاؤهم من مدعي اليسار الطريقَ للعودة من الشباك ممتطين داعش ومتذرعين بمقاتلتها.
ولما يئس الرئيس أوباما من إمكانية ترتيب أوضاع العراق السياسية بما يلائم المصالح الأمريكية وذلك بعد الفشل الكبير والنجاح المحدود لمؤامرة داعش الكبرى (التي كانت ستصبح “ثورة العشائر” لو نجحت وكان هناك من طبل لها مرحِّباً من المستثقفين كسيار الجميل والنائبة ميسون الدملوجي وهيفاء زنكنة وزياد العجيلي وحمزة مصطفى ومعد فياض وذلك “الموثوق” الذي إتصل هاتفياً من الموصل بصائب خليل ممتدحاً داعش وغيرهم!!)، إستسلم الرئيس للأمر الواقع وعقد الإتفاقية النووية مع إيران وهي تمثل مقاربة أوباما الناعمة الخاصة به من أجل تشجيع البرجوازية الليبرالية الإيرانية على إحداث التغيير السياسي المطلوب.
لم ترق هذه المقاربة للرئيس ترامب، لذا عاد الى المربع الأول حيث يريد إستخدام القوة الخشنة ضد إيران بدفع اليمينيين أمثال السناتورين جون ماكين وليندزلي كراهام واللوبي الصهيوني و”حلفاء” حكومتي السعودية وقطر في الكونغرس وترحاب النائبين الطغمويين “العراقيين” أحمد المساري ورعد الدهلكي(2) (من تحالف أسامة النجيفي والمطلوب للقضاء بتهمة الخيانة العظمى أثيل النجيفي) ، مستفيداً من نفط وشباب العراق لتنفيذ هذه المغامرة، كما أوضح هو صراحة بذريعة داعش والغمز يتجه نحو إيران.
أكرر أن السيد ترامب جاءنا هذه المرة وهو مفتوح الشهية للآخر فهو يريد الشباب العراقي وبأموال نفطه يقاتل الإيرانيين … عفواً يقاتل داعش.
قبل سنين قليلة أصدرت (كونداليزا رايس)، مستشارة الأمن القومي ثم وزيرة الخارجية في عهد الرئيس بوش الإبن، كتاباً قالت فيه ما يُذهل. بررت إخفاق أمريكا في العراق بـ”ضعف الإستخبارات الأمريكية”. وهذا أمر في غاية الإستغراب فهم قد فتشوا كل شيء في العراق حتى جحر صدام. فكيف “ضعف الإستخبارات” إذاً؟ أعتقد أنها قصدت إخفاق الإستخبارات في تقييم مدى قوة مرجعية النجف الدينية في العراق التي تبيَّنَ أنها تمتلك ما هو أقوى من جميع الترسانة العسكرية الأمريكية وترسانة حلفائها وعملائها أينما كانوا. ظنوا أن الطغموي صدام قضى على كل نَفَس طيب وهشَّم عظامه تهشيماً. إكتشفوا لاحقاً وبعد فوات الأوان أن المرجعية تمتلك ثقة الجماهير العراقية العريضة المستعدة للنزول الى الشارع بملايينها الغفيرة (التي تستعرض عدة مرات في السنة في المناسبات الدينية لتحذير من تحدثه نفسه…..!!) وإعلان “عصيانٍ مدنيٍّ سلميٍّ” يجعل من القوات والحكومة الأمريكية مهزلة أمام الشعب الأمريكي وشعوب العالم لا يقوى على تحملها أي رئيس مهما بلغت سفاهته!!.
لذا بدّلَ الرئيس أوباما التكتيك وأصبح ناعماً فأنتج لنا مَن رَفَعَ شعارات: “بإسم الدين باكونا الحرامية” و “بغداد حره حره …. إيران بره بره”، مدعومين بالشعار “الفلسفي الديالكتيكي” للكَشر الذي طرحه الرفيقان المدنيان جاسم الحلفي وأحمد عبد الحسين بدعم من الرفيقين المأجورين في فضائية الحرة عماد جاسم وناصر طه وبرعاية أبواق مسعود “الثوريين”: “الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة” أي إن الشيعة هم الإرهابيون القتلة وهم الحرامية!!! (مساكين ماركس وأنجلز وهيغل ولينين وهوشي منه وكاسترو وفهد العظام … هبط الحال ببعض العراقيين الى هذا الحظيظ … وبإسمهم فأوسخوه مع بالغ الأسى والأسف!!).
ومع كل هذه الحذاقة الناعمة من جانب الرئيس أوباما إلا أنه لم يحقق الكثير فالوضع الديمقراطي صامد وما أصحاب تلك الشعارات والتظاهرات التشويشية والمنبطحين إلا فقاعات.
يبدو أن الرئيس دونالد ترامب لم يستوعب هذه الدروس البليغة وظن أنه يخيفنا حينما كلف مساعديه بدراسة إحتمال إندلاع حرب عالمية (على ذمة صحيفة الكلوب أند ميل الكندية).
أنصحه نصيحة لوجه الله وسلام العالم أن يتأنّى ولا يختبر صبر وأناة نظيره العراقي الرئيس الدكتور حيدر العبادي ورفاقه في حزب الدعوة وإئتلاف دولة القانون والتحالف الوطني المدعومين بالجماهير العراقية.
– الطغمويون وذلك لتبرير إجراء الرئيس ترامب بمنع دخول العراقيين الى أمريكا خوفاً من الإرهاب وتشجيعه على المضي في هذا المسار المهين ليوصل الى توتير العلاقات العراقية – الأمريكية، أو للإيحاء بأن الحشد الشعبي هو الذي يريد أن ينتقم من أمريكا.
– داعش: لنفس أهداف الطغمويين وإثبات الوجود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): الطغموية والطغمويون
الطغمويون هم لملوم من جميع أطياف الشعب العراقي حكموا العراق منذ تأسيسه وفق صيغة تبادل المصالح مع القوى الإمبريالية وبالحديد والنار للإنتفاع الطبقي من ثرواته المادية والمعنوية بذرائع مختلفة منها إدعاء القومية. سمات الطغمويين: الطائفية والعنصرية والدكتاتورية والديماغوجية. لقد مارسوا في العهد البعثي سياسة ممنهجة للتطهير العرقي والطائفي فاقترفوا جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب؛ ولم يعد قادراً على إطاحة النظام سوى الله أو أمريكا. وأطاحت به أمريكا لأهدافها الخاصة، وفق المشروع العالمي الذي رسمه المحافظون الجدد للهيمنة على العالم، ولكنها ساعدت على تأسيس النظام الديمقراطي الذي جعله السيستاني نظاماً ديمقراطياً حقيقياً عراقياً لا شكلياً، ومن ثم أخرج العراقيون قواتها، أمريكا، واستعاد العراق استقلاله وسيادته في 1/1/2012 ورفض تمرير مشروع المحافظين الجدد باستخدام العراق كوسيلة. غير أن الأمريكيين ركبوا حصان داعش الذي أوجده الطغمويون وحكام تركيا والسعودية وقطر بإيحاء من أمريكا نفسها، ودخلوا العراق من الشباك.
بعد سقوط نظامهم في عام 2003 أجج الطغمويون الطائفية بأعلى وتيرة، بعد أن كانت مبرقعة مبطنة منذ تأسيس الدولة العراقية، وذلك لشق صفوف الشعب والمحافظة على ولاء أعوانهم ودفعهم الى عرقلة بناء العراق الديمقراطي الجديد عبر الإرهاب والتخريب من داخل العملية السياسية إصطفافاً وتنفيذاً للمشروع الطائفي السعودي الوهابي المطروح على نطاق المنطقة والعالم لدرء خطر الديمقراطية الزاحفة على النظام في المملكة من الجار الشرقي ودرء خطر الإحراج الذي سببته إيران للمملكة بعد أن كشفت، إيران، تآمرهم على القضية الفلسطينية حينما مدت المقاومتين الفلسطينية واللبنانية بالسلاح بينما إقتصر الدعم السعودي على المال المسموم ثم إنحدرت الى مستوى التآمر لتصفية القضية الفلسطينية وتآمرت على التضامن العربي.
وقد انتفع الامريكيون من اثارة الطائفية في العراق بقدر كبير جداً وكفاءة عالية مستخدمين الطغمويين أنفسهم في هذا المجال كأدوات طيّعة لإضعاف العراق الجديد وتشويه الديمقراطية والإستهانة بها وتحويله، العراق، الى دولة فاشلة؛ وربما كان الأمريكيون هم المحرضين على تأجيجها وذلك من أجل تنفيذ مشروع المحافظين الجدد الحقيقي وهو الهيمنة على منابع البترول في العالم للي أذرع جميع الدول المؤثرة عالمياً للقبول بنتائج ما بعد الحرب الباردة التي جعلت الولايات المتحدة القطب الأعظم الأوحد في العالم، الأمر الذي أوجبته ضرورات معالجة أمراض النظام الرأسمالي المأزوم بطبيعته عبر تصدير أزماته للعالم وخاصة الفقير منه دون رادع.
أفشل العراق، على يد التحالف الوطني، مشروع أمريكا هذا الذي إصطدم مع المصالح الإمبريالية الأوربية أيضاً، ولكن إدارة الديمقراطيين الأمريكية أعادت إحياءه بعد إصلاح التحالف التقليدي مع أوربا الإمبريالية الذي هدده المحافظون الجدد بدافع الإنفراد والإستحواذ.
فرض الطغمويون والأمريكيون، بالإبتزاز، المحاصصة بعد تشويه مفهومي الشراكة والتوافق، مقابل مجرد المشاركة في العملية السياسية أي العملية الديمقراطية المعترف بها عالمياً وهي الوسيلة الوحيدة القادرة على حماية مصالح الجميع وبالتالي تحقيق التعايش المشترك والسلم الأهلي. ولكن الطغمويين لم يتراجعوا ولحد الآن عن رفضهم للديمقراطية وللآخر والسعي الحثيث لتخريبها وإفشالها ولو بإستدعاء قوى إمبريالية وعميلة لـ”ترتيب” أوضاع العراق لصالحهم.
كان وما يزال هذا الإصرار من جانب الطغمويين على إستعادة السلطة بأية وسيلة هو الجوهر الحقيقي للمســــــــــألة العراقـيــــــــــــــة ولم تليّن الهزيمة الإستراتيجية الداعشية من إصرارهم بسبب وجود الدفع والدعم الخارجيين لهم وتشرذم القوى العراقية الإسلامية الديمقراطية؛ ذلك الإصرار الذي لم تشخصه سوى المرجعية في النجف والحريصين من المسؤولين الذين تُحتمُ عليهم مسؤوليتُهم عدمَ البوح بهذا التشخيص تجنباً لشرعنة المشروع الطغموي ولتثبيت الإنقسامات كقدر لا مفر منه؛ ولكن المثقفين والفاشلين أهملوا هذا التشخيص وشوهوه بطروحات منتقصة أو زائفة رغم أن واجبهم المقدس يلزمهم بإبراز هذا التشخيص الذي يمثل الحقيقة الموضوعية الناصعة وتوعية الشعب والرأي العام العربي والإسلامي والعالمي بها وتوجيه الضغوط المعنوية على الطغمويين للحد من تماديهم في التخريب والإرهاب.
شكل الطغمويون والبرزانيون العنصريون تحالفاً غير رسمي مع الأمريكيين وتوابعهم في المنطقة حكام السعودية وتركيا وقطر كل لغايته؛ ولكن يجمعهم دفعُ العراق باتجاه الديمقراطية المشوهة والدولة الفاشلة لتنفيذ المشروع الامبريالي الصهيوني السعودي الذي صاغه المحافظون الجدد والقاضي بتفتيت البلدان العربية من داخلها وتمكين إسرائيل من الهيمنة على المنطقة بقفاز سعودي ولدينا مما جرى في سوريا خير مثال.
فَقَدَ البرزانيون إهتمامهم بالديمقراطية العراقية بعد أن أخذوا منها ما أخذوا ودسوا ما دسوا من ألغام في الدستور بتنسيق أمريكي معهم ثم إنخرطوا في المشروع الإمبريالي آنف الذكر على أمل تحقيق “مملكة برزانية” على حساب نضال الشعب الكردي لتحقيق طموحاته القومية المشروعة بالتحالف النضالي مع شعوب المنطقة، وعلى حساب إستقرار العراق ومصالحه.
الطغمويون لا يمثلون أية طائفة أو مكون لكنهم يدَّعون تمثيلَهم السنةَ لتشريف أنفسهم بهم والخروج من شرنقة الطغموية الخانقة الى ساحة الطائفة الأرحب. غير أن السنة براء منهم وقد نبذوا الطغمويين خاصة بعد توريطهم الجماهير إذ دفعوا بها الى العصيان لتغطية إحضار داعش الى العراق لإحداث تغيير ديموغرافي، ومن ثم دفعوا بها الى حياة النزوح في المخيمات تحت رحمة البؤس والشقاء وتهديدات داعش.
كانت هذه المغامرة الداعشية الخطرة الفاشلة قد ِشكلت الضربة الإستراتيجية القاصمة الكبرى للطغمويين ورعاتهم حكام أمريكا وتركيا والسعودية وقطر، وما عادوا قادرين على الإبتزاز وفرض المطالب فهم الفاشلون في معركة “الديمقراطية والوطنية” الحاسمة.
للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع الرابط التالي رجاءً

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995

(2): ما أن أطلق الرئيس دونالد ترامب تهديداته لإيران حتى هرع الطغمويون الى تجديد “أوراق إعتمادهم” له كعملاء جاهزين للمساهمة. أدلى النائب أحمد المساري، رئيس الكتلة النيابية “متحدون” التي يقودها أسامة النجيفي، بتصريح ذي مغزى إذ قال: “يريدون الحشد الشعبي على غرار البسيج” (أي حرس الثورة الإيراني). وتكلم النائب عن نفس الكتلة رعد الدهلكي عن “الدولة العميقة” في العراق “ولاصها لوصة الذين كفروا”!!
لهذه المواقف المشينة إمتداد تأريخي وهي ليست بالجديدة.
كان إستهداف المنشآت النووية الإيرانية، بل حتى ضرب النظام الإيراني برمته، على رأس أهداف الغزو الأمريكي للعراق. لقد كان الطغمويون على علم بهذا الطموح الأمريكي وأيدوه لظنهم أن ذلك كان سيضعف النظام الديمقراطي العراقي ويساعد على إطاحته. وقد طرحوه بصيغ مختلفة كـ”التمنّي” مثلما فعل علي الصجري النائب السابق عن “القائمة العراقية”، التي كان يقودها أياد علاوي وأسامة النجيفي، يوم قال في برنامج “بانوراما” في فضائية “العربية” بتأريخ 3/9/2007 حول موضوع “ما هو هدف زيارة بوش وأركان إدارته إلى العراق؟”، قال الصجري وكان يتحدث من بيروت ، ما يلي: “……. أراد الرئيس بوش أن يرى حقيقة بنفسه أيضاً قبل اتخاذ القرار حول موضوع أو ما هو مصير العملية السياسية. أنا أعتقد أيضاً أن الأمور ما رح يكون تغيير في تقرير بتريوس في العملية السياسية بشكل كبير, ولكن أعتقد التغيير اللي ممكن أن نعول عليه قد يكون بعد أن تكون هناك مواجهة بإذن الله ما بين الطرفين ما بين إيران والولايات المتحدة الأميركية, هذا اللي نأمله حقيقة..”!!!
الحق يُقال أن السيد الصجري قد إستقال وتوارى عن الأنظار لحد هذا اليوم بعد عودته وزعيمه الدكتور أياد علاوي من زيارة لقطر قبيل إنتخابات 7/3/2010 حيث شهد بأم عينه أن السيد علاوي إستلم أموالاً من أمير قطر فاشمأز المسكين وأدرك أنه كان مخدوعاً وقد ذكرت ذلك الصحف المطلعة في ذلك الوقت.

اترك تعليقاً