كافر

السيمر / السبت 25 . 02 . 2017

د . إبراهيم الخزعلي

ذات مساء..
قالت أُمّي :
أنا أُؤمن بالرّبِّ ،
وأُؤمِنُ باليومِ الآخر
فلماذا ولدي كافر ؟
فَقُلْتُ :
يا أُمّي أَنا شِيوعي ،
وأنا لَسْت بكافر
قالت:
ولماذا أَنت تُغامر؟
فَقُلْتُ:
لأنّكِ أَوّل مَنْ عَلَّمَني
ماذا تُعني الشُيوعِيّهْ
بوَجْهي اصْطَدَمَتْ دَهْشَتها ..
أنا ؟!! قالت
نَعَمْ يا أُمّي أَنتِ
أَنتِ مَنْ عَلَّمَني ..
في البَدءِ مَعَ نَفْسي
أَن أَصْدُق
ومَعَ الناسِ ..
هي أَسْمى المِصْداقيّهْ
وأَنتِ مَنْ عَلَّمَني
أَن لا أَسرق
أَن لا أَكذُب
أَن لا أأكل
إلاّ من عَرَقِ جَبيني
وأَنتِ مَنْ عَلَّمَني
أَنْ أَعْمَل
وأَنتِ مَنْ عَلّمَني
أَنْ أَبني
وأَنتِ مَنْ عَلَّمَني
أن لا أهْدم
وأَنتِ مَنْ عَلَّمَني
كيف أكون
ودوداً
خَلّاقاً
معطاءا
وأَنتِ مَنْ عَلّمَني
كيف أكون إنساناً وعصاميّا
وأَنتِ مَنْ عَلّمَني
بالعَدْلِ والأنصافِ والحرية
تحيا الدنيا والبشرية
وأَنتِ مَنْ عَلّمَني
كيف أذودُ عن الفقراء
وعن المحرومين
والضعفاء
وأبناء الطبقة المنسيّة
وأَنتِ مَنْ عَلَّمَني
أن لا أَغدر
وكَيْفَ أَكون وفيّا
وأَنتِ مَنْ عَلَّمني
حُب الوطن
وحُب الناس
وأَنتِ يا أُمّي
رَسَمتِ لي دَرْب الخير جميلاً
فَوَجْدتُ نَفسي
شيوعيّا
أَجَلْ يا أُمّي قُلْتُ
أنا كافر بالطاغوت
حاكم رأس المال
وأنا كافر
بالفُجّار
وأَنا كافر
بالظّلْم
وأَنا كافر بالأنذال
والمُحْتال
وأنا كافر ، لا بالدّينِ
بَلْ بالسّمسار
والخَوّان
والغدّار
وأَنا كافر يا أُمّي
باعداء المُثُلُ العُلْيا
وأَعداء الأنسانية
فابْتَسَمَت أُمّي قائلة :
ياولدي أَنّي أَعرف
لكنّي أَخافُ عليك
من هذا الدّربِ الصّعْبِ
وعيونِ الأشرار الوحشيهْ

اترك تعليقاً