أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / مُستهجناً إطلاق العيارات الناريَّة في “العراضات .. داعياً إلى تغيير الطاقم الذي يتصدَّر المشهد السياسيَّ مُمثِّلُ المرجع الحيدريِّ يُندِّدُ بالتجاذبات والسجالات الإعلاميَّة بين السلطتين التنفيذيَّة والتشريعيَّة ويطالب بسحب السلاح من الشارع، وتجريم من يحمله خارج إطار الدولة

مُستهجناً إطلاق العيارات الناريَّة في “العراضات .. داعياً إلى تغيير الطاقم الذي يتصدَّر المشهد السياسيَّ مُمثِّلُ المرجع الحيدريِّ يُندِّدُ بالتجاذبات والسجالات الإعلاميَّة بين السلطتين التنفيذيَّة والتشريعيَّة ويطالب بسحب السلاح من الشارع، وتجريم من يحمله خارج إطار الدولة

السيمر / الجمعة 17 . 03 . 2017 — ندَّد مُمثِّلُ المرجع الدينيِّ السيد كمال الحيدريِّ اليوم الجمعة الموافق 17/3/2017 بالتجاذبات والسجالات الإعلاميَّة بين السلطتين التنفيذيَّة والتشريعيَّة جراء اتِّهام رئيس الحكومة حيدر العبادي لمجلس النوَّاب بمناقلة أكثر من 50 مليار دينار من أبوابٍ حسَّاسةٍ في الموازنة لمصلحة تخصيصات أعضاء المجلس وهو ما نفاه الأخير.
الشيخُ علي قاسم جدَّد، خلال صلاة الجمعة التي أُقِيْمَت في مسجد الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، دعوته الجماهير لتغيير الوجوه التي تتصدَّر المشهد السياسيَّ العراقيَّ وتتحكَّم في ثرواته من خلال اختيار الكفوئين النزيهين من غير مزدوجي الجنسيَّة، مطالباً بالتحضير مبكراً من أجل ذلك عبر تغيير قانون الانتخابات والمُفوَّضيَّة التي قال: إنَّ تغييرها سهلٌ وسيكون بمصلحة الفقراء من جماهير الشعب العراقيّ، لافتاً إلى أنَّ تغييرها صعبٌ على المنتفعين من الكتل والأحزاب والتيارات التي احتكرت السلطة منذ 2003.
ودعا قاسم الجهات المُختصَّة إلى سحب السلاح من الجميع في محافظات العراق كافَّة وتجريم من يحمل السلاح خارج إطار الدولة، مُستهجناً المظاهر المُسلَّحة التي يقوم بها بعض الأفراد فيما يُسمَّى “العراضات” وحفلات الزفاف والألعاب الناريَّة، مُنبِّهاً إلى أنَّ ذلك يُسبِّبُ مخاطر حقيقيَّة لحياة المواطنين وأمنهم وسلامتهم لا سيما في الوقت الذي تخوض فيه قواتنا المُسلَّحة والحشد الشعبيُّ معارك تحرير محافظة نينوى من براثن داعش الإرهابيِّ، مباركاً لهم انتصاراتهم التي حقَّقوها في الأيام المنصرمة واقترابهم من تحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل.
وحثَّ مُمثِّلُ الحيدريِّ مقلدي المرجع ومحبيه والذين يرجعون إليه في المسائل المستحدثة إلى حضور صلاة الجمعة وعدم التهاون في ذلك، عادّاً من يتخلف عن صلاة الجمعة بحجَّة مشاهدتها ومتابعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعيِّ آثماً وبأنَّ متابعته تلك غير مًجزيةٍ عن الحضور، لافتاً إلى أنَّ صلاة الجمعة وإن كانت عند المرجع واجبة وجوباً تخييراً إلا أنها تتعيَّن إن أمر بها الوليُّ الجامع للشرائط.
واستكمل الشيخ علي قاسم سلسلة بحوثه عن اليقين ومراتبه، ناقلاً أقوال بعض العلماء في تحديد معناه كقول الجرجاني في بيان اليقين بأنّه ” طمأنينة القلب على حقيقة الشيء وتحقيق التصديق بالغيب بإزالة كلِّ شكٍّ وريبٍ” مُؤكِّداً أنَّه من المفاهيم المعرفيَّة القرآنيَّة ويتمُّ بلوغه من خلال العلم والمعرفة التي تعطي للعبد المُقدمات النفسيَّة والروحيَّة والسلوكيَّة الصحيحة للوصول إلى اليقين التامِّ الذي هو الإيمان التامُّ بالله سبحانه وتعالى.
وبيَّن قاسم أنَّ اليقين له بواباتٌ ومنافذ، من أهمِّها: الصدق والإخلاص والعمل الهادف وهي خطوات المؤمن الذي يحمل الركائز القويَّة؛ لأجل البناء الفرديِّ والجماعيِّ، مُنوِّهاً بآثار اليقين كالتوحيد الخالص وبمعرفة الله حق معرفته والإيمان به حقَّ إيمانه، واصفاً اليقين الذي يكون في العبد بأنَّه مخٌّ للعبادة الحقَّة مع الله، شارحاً قول أمير المؤمنين علي (ع) : ” سلوا الله اليقين .. المغبون من غبن دينه والمغبوط من غب يقينه”، مُحصياً المراتب التي ينبغي للفرد التدرُّج فيها التي عدَّ منها الإسلام ثمَّ الإيمان فالتقى فاليقين، مُنبِّهاً أنَّ الفرد إذا ما وصل لليقين فإنَّه سيستغرق في المجاهدة والدعاء؛ ليتجاوز عُقَدَ الشكِّ.
وتابع خطبته بتعداد علامات صدق اليقين كدوام الاستقامة على صراط الحقِّ، وأنْ لا يتَّخذ الإنسان وليجة من دون الله ورسوله وأن يكون مُستعداً لكلِّ تضحيةٍ وعطاءٍ، مُعرِّجاً على مراتب اليقين وأقسامه، لافتاً إلى أنَّه من المفاهيم المُشكِّكة أي الذي تكون مصاديقها غير متساويةٍ بل تختلف شدَّةً وضعفاً، ومراتبه هي علمُ اليقين وعينُ اليقين وحقُّ اليقين، مُعرِّفاً علمَ اليقين بأنَّه الدرجة التي يحصل من خلالها العلم بالشيء المتيقن به من عبر مشاهدة الدلائل المختلفة كرؤية الإنسان الدخان دون مشاهدة اللهيب فإنَّه يقطع بوجود النار، أمَّا الثاني فهو عين اليقين وهي درجة أعلى من علم اليقين تحصل للإنسان عبر وصوله لدرجة المشاهدة كمن يرى النار بعينه وليس من خلال دلائلها، والدرجة الثالثة هي حقُّ اليقين وتتحقَّق بملاسة الفعل وأحسَّ بآثاره كمن دخل النار وأحسَّ بآثارها واحترق بها حتى يصل لمرحلةٍ تكون خواصُّه خواصَّها، حاثاً المؤمنين للقيام بأفعال للوصول إلى اليقين، منها: مجاهدةُ النفس ومراقبتُها وإصلاحُها والمداومةُ على ذكر الله، فضلاً عن اتِّخاذ أهل البيت وسيلة إلى الله في تحقيق ذلك، مُقتبساً من خطبة الإمام (ع) في أحوال الموقنين : ” فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ، وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ ” وختم الخطبة بمقطعٍ من المناجاة الشعبانيَّة التي تحكي حال الموقنين والغارقين في لذَّة العشق الإلهيِّ ” إلهي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاع إِلَيْكَ، وَأَنْرِ أَبْصَارَ قُلوبِنَا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ حَتّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ القُلوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ”.

اترك تعليقاً