السيمر / الاحد 04 . 06 . 2017
ملهم الملائكة
كل شيء يضعف بعد الخمسين، الشعر يبيض، والمفاصل تضعف، والعظام تؤلم ، والجفون تتهدل، والشفاه تجف، والفحولة تضعف والأنوثة تذبل. لكن كل هذا هل يؤثر في لقاء الرجل والمرأة في سرير المتعة؟ وهل تتلاشى اللذة حقا بعد الخمسين؟
الحقيقة أنّ العلاقة الجنسية بعد الخمسين تستقر في المنطقة الرمادية في كل شيء، فالرجل غير راغب عن الجنس، ولا هو مبتعد عنه، لكنّ المرأة وهي تمر بسن اليأس تفقد بسرعة رغبتها الجنسية لفترة مؤقتة على الأقل. وهذا ما يخلق أزمة بين الجنسين. الرجل يريد، والمرأة مبغضة متمنعة لا تريد. ومع ذلك فثمّ أساطير كثيرة تدور حول العلاقة الجنسية في عصرها الرمادي .
*بعد الخمسين يفقد الجنسان رغبتهما في المضاجعة
الرد. لا يوجد سقف عمري للعلاقات الجنسية وخاصة لدى الرجال، فنوادي الجنس والساونا وجزر المتعة يملؤها رجال جاوزوا الخمسين، بل أنّهم يشكلون أكثر من 85 بالمئة من زبائن هذه الأماكن في أوروبا والأمريكتين.لكنّ الأمر يتباين مع النساء، فجلّهن يزهدن في العلاقة الجنسية بعد بلوغهن سن الياس، وهو عادة دون الخمسين، ثم يستعيد بعضهن هذه الرغبة بعد سن الخمسين. وقد أجرى المجلس الوطني للمسنين في الولايات المتحدة الامريكية إحصاء حول هذا الموضوع فخلصت النتائج الى أنّ بين 70 الى 74 بالمئة ممن جرى عليهم البحث من نساء ورجال جاوزوا الستين من العمر قد كشفوا عن تمتعهم بالجنس أكثر مما كانوا عليه وهو في سن الأربعين.
لكن دراسة شاملة هي الأولى من نوعها، ونشرتُ مقالاً عنها في صفحة DW عربية أظهرت تأثير المواقعة الجنسية على قلوب من تقدم بهم السن. فالنساء اللواتي جاوزت أعمارهن السابعة والخمسين ستقل نسبة تعرضهن لارتفاع ضغط الدم المسبب الأهم للنوبات القلبية إذا ما تكررت مواقعتهن الجنسية مع بعولتهن أسبوعيا. وتوصل علماء من جامعة ولاية مشيغان الأمريكية إلى أنّ السيدات اللائي أعلنّ أنّ الجنس يمثل لهن “متعة جسدية بالغة” هنّ أقل تعرضا بنسبة 47% إلى ارتفاع ضغط الدم المفاجئ من غير المكتفيات جنسيا، بعد فحوص تكررت على مدة 5 أعوام.
وكشفت الدراسة التي نشرها موقع ديلي ميل أنّ تدفق الهورمونات المرتبط باللقاء الجنسي للسيدة مع زوجها الذي تحب مسؤول بالدرجة الأولى عن تعافيها صحيا.
في المقابل، كشفت نفس الدراسة أنّ الرجال – ولسوء حظهم – هم أكثر تعرضا لحوادث تصلب الشرايين المفاجئة بنسبة مرتين من زوجاتهم إذا مارسوا معهنّ الجنس لمرة واحدة أسبوعيا على الأقل.
وقد يكون هذا الضرر ناجما عن تعرض من تقدم بهم السن من الرجال لمشكلات تتعلق بالقذف والانتصاب والفشل في إنجاز اتصال جنسي كامل ما يسلط ضغوطا بالغة على قلوبهم وأجهزة الدوران في أجسادهم كما يقول الخبراء القائمين بالدراسة الذين أجروا مقابلات مع 2200 رجل من الفئة العمرية بين 57 عاما وصولا إلى 85 عاما ، تحروا خلالها أدائهم الجنسي وصحتهم البدنية خلال 5 أعوام.
قائدة فريق البحث، الدكتورة هوي ليو، رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة مشيغان، قالت بهذا الخصوص” نتائج هذا البحث تضع أسئلة حول الافتراض السائد بأنّ المواقعة الجنسية مفيدة لصحة طرفي اللقاء”. ولكنّ الدكتورة ليو في المقابل أكدت أنّ حالة الحب والاستقرار العاطفي التي يمر بها الإنسان، تقلل من حجم الضغط النفسي عليه، وستعزز بهذا من عافيته النفسية، وبالتالي فإنّ من غير المحتمل تعرضه لتقلصات مفاجئة في الشرايين. لكنها ما لبثت أن استدركت،” هذا قد يصح على النساء طبعا وليس الرجال “.
القوة الخفية – تأثير الهرمونات على الجسم
ارتفاع في ضغط الدم وارتعاش في الجسد، إنها علامات على أننا وقعنا في الحب. في هذه الحالة يفرز الجسم مادة الإندورفين التي تبعث مشاعر السعادة فينا.
ومضت أستاذة علم الاجتماع إلى القول “الرجال الذين تقدمت أعمارهم يواجهون مشكلات أكبر في الوصول إلى النشوة الجنسية لأسباب طبية أو عاطفية، ولهذا السبب قد يحاولون بذل جهد كبير للوصول إلى الذروة، ما يسلطا ضغطا بالغا على أوعيتهم الدموية وعلى مستوى أدائها”.
وحذرت الدكتورة ليو من استخدام هورومون تيستسرون وحبوب الفياغرا المنشطة لتحسين مستوى الأداء الجنسي عند من تقدمت بهم السن مؤكدة “رغم عدم وجود شواهد مؤكدة، لكنّ من المرجح أنّ للمنشطات الجنسية تأثيرا سلبيا على الأوعية الدموية وأجهزة الدوران عندهم”
وأكدت الدكتورة ليو أن ممارسة الجنس في فترات معقولة سيفيد صحة الكهول والشيوخ، إلا أنها نبهت الأطباء إلى ضرورة تحذير مرضاهم من الذكور متقدمي السن من مخاطر المواقعة الجنسية المتكررة وما يترتب عليها من توتر ونشاط مضر بجهاز الدوران.
*الرجل حين يتقدم به العمر تضعف قدروة ذكره على الانتصاب
الرد. التقدم بالعمر بحد ذاته ليس سببا لضعف قدرة الذكر على الانتصاب، لكنّ انخفاض مستوى الهورمونات الذكرية سبب أكيد لهذا الضعف، فالرجل غالبا يحتفظ بالقدرة على التهيج ولكن العضو أحيانا يكون رخواً بسبب تباطؤ أثر عناصر الاثارة الفسلجية، ولا يمكن المقارنة بين عضو رجل بلغ السبعين وبين عضو شاب في السادسة والعشرين، لكنّ هذه ليست قاعدة، فبعض من تقدم بهم العمر يحتفظون بقدرة عالية جدا على تحقيق انتصاب بالغ الصلابة ويستمر ساعات، لكنّ الأصعب هو تحقيق تكرارية المواقعة في مدد قصيرة، وهو ما يمكن أن يفعله الشاب بواقع فاصلة ربع أو نصف ساعة، فيما تلزم من تقدم به السن فاصلة لا تقل عن 4 ساعات لتحقيق المواقعة الثانية وبصعوبة بالغة، ويعقبها قذف ضعيف.
*التغيرات الفسلجية بعد انقطاع طمث المرأة تخفّض رغبتها بالجنس
الرد. بل أنّ التغيرات الفسلجية يمكن أن تقضي على رغبة المرأة في الجنس بعد انقطاع الطمث، وهو ما يحدث غالبا لدى النساء الشرقيات أكثر منه لدى الغربيات وربما يكون سببه تباين مستويات الخصوبة بينهن. لكنّ العنصر الحاسم في انهدام الرغبة الجنسية للمرأة اليائسة هو انخفاض مستوى هرمون الاستروجين، ما يسبب جفافا في المهبل، يجعل من المواقعة مع الرجل سببا لآلام وجروح فضيعة، ما ينفّر المرأة بشكل مطلق من الجنس. ولدى بعض الناس ، يؤدي انخفاض هورمون التستترون الى تناقص الطاقة، والضعف في مواجهة عملية المواقعة التي تتطلب نشاطا وقوة بدنية.
لكن، عند بعض النساء، وبسبب اختلال مستويات الهورمونات، وخاصة هورمون بوغيسترون، يتعاظم شوقهن للجنس والمواقعة الجنسية، ولكن ليس بالضرورة مع رجالهن، بل قد يتجه الى المثلية، فيبحثن عن نساء أخريات لغرض المساحقة.
*الرجال والنساء بعد الخمسين يعافون المواقعة الجنسية بسبب الملل
الرد. هذا غير صحيح غالبا، فالنساء غالبا تنعدم رغبتهن في الجنس بعد بلوغهن سن اليأس، والرجل تستمر رغبته حتى الثمانين، وهذا يعني أنه لن يبقى ملاذ للرجل إلا في دكاكين صناعة وتجارة الجنس، وهي شحيحة رديئة خطيرة محظورة في الشرق، عامرة أمنة كريمة في الغرب.كما أنّ التغضنات التي تصيب جسد المرأة وتهدّل نهديها وفخذيها واليتها ينّفر الرجل ويجعله عازفا عن مواقعتها، فيبحث – وهو ما زال قادرا على مواقعة جنسية كاملة و منتجة – في دكاكين الجنس عن نساء أكثر طراوة منها، وهنّ متوفرات. إنها حقيقة مؤلمة فعلا، لكن لا مناص منها، ولا سبيل الى تجاهلها.