السيمر / الاحد 02 . 07 . 2017
حسن المولوع / السودان
يحاول السيد إلياس العماري زعيم الأصالة والمعاصرة أن ينفخ صدره كالديك ويصيح بصياحه قائلا للدجاج اعلموا أن الشمس لا تشرق إلا بوجود صياحي ، ويتظاهر عبر حائطه بخلو بطنه من العجين أو ما شابه ذلك ، لا أخفيكم أنا من المتتبعين لصفحة السيد إلياس ، وفي كل تدوينة يضعها لا بد لي من قراءتها والتركيز في قراءتها ، لأنه ليس من عادتي الإطلاع فقط والمرور على تدوينات السياسيين مرور الكرام بل أقرأ ما يكتب وأقرأ ما يقصد بين السطور .
وعلى الرغم من أنني لا أجيد قراءة النوايا ولا أعطي التكهنات والتأويلات ، لكن أستطيع التحليل والاستنتاج ، واستنباط الألغام الواقعة بين السطور والكلمات ،ولا شك أن الملاحظة التي يمكن أن نستشفها من تدوينات السيد العماري ومروره على برامج يوتوبية أو تلفزية ، هي أنه يتظاهر دائما بالتباكي ودغدغة العواطف ،ويريد اقتسام عذابات الفقراء لترويجها سياسيا ، لأن عذاب الفقر عملة سياسية ناجحة للترويج والظهور بمكياج الضحية ، فعندما يقول رجل السياسة لقد عشت الفقر المدقع فهو في قرارة نفسه يعرف أن المغرب الغريق له قاعدة شاسعة من الفقراء الذين سيتماشون مع أيقونة الفقر التي يتغنى بها السيد إلياس في كل مناسبة وينال منهم عطفا وحبا .
لكن دعونا من بكاء إلياس ودغدغة العواطف ، وتعالوا لنستدرك حديثنا عن الديك الصائح ، أقصد السيد العماري الذي يجعلني كلما قرأت له إلا وتذكرت قاعدة في علم الإجرام سأحيلكم إلى مضمونها ،وهو أن المجرم القاتل دائما ما يحوم حول جثته ويمكن أن تجده متجمهرا في مسرح الجريمة وله الشجاعة الكافية لتقديم شهادته وإعطاء تصريحات للمحققين لمساعدتهم على إلقاء القبض على الجاني ، والحقيقة أنه هو بعينه مرتكب الفعل ، وما فعله هذا في تقديم الشهادة إلا لإبعاد الشكوك عنه ، و غالبا ما تحمله تصريحاته نوعا من الارتباك والتناقض والتحامل على شخص ما وذلك لتوجيه الأنظار لذلك الشخص على أنه هو مرتكب الفعل الإجرامي.
نفس القاعدة تنطبق على زعيم الأصالة والمعاصرة ، فهو يصيح بالنزاهة لنفسه ويدعي أن الجميع جناة وهو من بينهم بريء ،ومستعد لتقديم شهادة “شاهد مشفش حاجة” ومستعد للمثول أمام أي لجنة ، ولا تجده في اي مناسبة إلا وينفخ صدره ليصدقه الدجاج ويصيح من بينهم كوكوعووو أنا أرفع التحدي في وجوهكم وكأنه يتهم الجميع ضمنيا وهو من بينهم صافي اليد والماضي المؤسس لحاضره ، ويرقص على ليلاه من شدة الذبح ، وصياحه بالنزاهة هذا يذكرني بأحد الزعماء السياسيين الذي قال يوما بأحد البرامج الحوارية رافعا التحدي في وجه الجميع ” تقولون عني أنني سارق سأجيبكم بنعم ، أنا أسرق ومن يستطيع أن يعرفني كيف أسرق وماذا أسرق فليذهب للقضاء شريطة توفره على حجة” ضحك الجميع وصفق لقوله .
فعلا لا يمكن أن نعرف كيف يسرق اي زعيم ولا نستطيع الحصول على أي حجة ، لأن ذكاءنا في السرقة مازال قاصرا ،ولكن نعرف فقط كيف يدافعون عن أنفسهم بمكر ونفخ للصدر ، وعند اقتراب أجل موتهم أو وقوعهم في الفخ ، يرقصون كالديكة مت شدة الذبح في إطار التمويه على الطريقة التي ذكرنا بها في علم الإجرام ، وإن لكم في شعو لعبرة لمن يعتبر.