السيمر / الجمعة 04 . 08 . 2018
صالح الطائي
أعتقد أن (النقد) فنا قائما بذاته بقدر ما هو موهبة تُصقَل بالتعلم والتمرس والمران، وصنعة تُصقل بالمعرفة وسعة الإطلاع والثقافة والقراءة والمتابعة. كما أؤمن في يقيني لا في ظني أن تسمية (ناقد) ليست مجرد تسمية عابرة من السهل إطلاقها جزافا على كل من يجرب حظه في الكتابة التفكيكية عن منجز الآخرين، لأن للناقد مواصفات من الصعب اجتماعها في شخص ما خارج إطار ما تقدم، وللنقد عناصر لا يمكن لمن يتخلي عنها كلها أو بعضها أن يحوز صفة (ناقد).
ومن هنا، من حيث التزامهم بالمواصفات والعناصر، جاء اختلاف النقاد في أدائهم، وهو الأمر الذي دعاني إلى إطلاق تسمية (قراءات نقدية انطباعية) على هذه المجموعة من الكتابات التي ضمنتها هذا الكتاب، ربما لأني أجد نفسي قارئا أكثر مني ناقدا، مع كوني أمتلك بعض صفات النقاد، وبعضا من همتهم ونشاطهم وشجاعتهم وأدواتهم.
وهي بكل الأحوال قراءات جاءت غالبا نتيجة تلك العلاقة التفاعلية بيني وبين المقروء وصاحبه، فالقراءة النقدية مثلما هو معروف تعتبر نظرية في القواعد التي تحكم تفسير نص من النصوص الأدبية، من خلال القارئ بوصفه أحد منتجي النص، وهي على نقيض القراءة الاستهلاكية، أو القراءة التخصصية، فالقارئ المستهلك يقرأ للإفادة، أو المتعة، أو سدا لوقت الفراغ، أو لاكتساب معلومة قد يكون بحاجة إليها، أو للتثقيف على أمر ما، أما القراءة النقدية فهي قراءة تدبرية إنتاجية، وفعل حضاري، وهي معيار المتذوقين للحكم على جمالية النص، ولها قدرة التفاعل مع المنجز(النص) وإعادة بنائه افتراضيا ومعرفيا من خلال استدراجه، وحثه على التكلم والبوح بحثا عن المعنى والمغزى غير المصرح به، دون الالتفات إلى المعنى المعجمي للمفردة، وتركيبها البلاغي واللغوي، ولا الاهتمام بالشكل البنائي والدلالي لها.
ويعني هذا أن القراءة النقدية الانطباعية فن لا يقل أهمية عن النقد الأدبي التخصصي، فهي نقد من جوانب أخرى، تشغل بعضا من جوانب النقد؛ هو الجانب الجمالي؛ الذي لا يهتم به النقد كثيرا بقدر اهتمامه بمحاكمة النص، والبحث عن مواطن القوة والوهن فيه.
وقد قيض لي خلال مسيرتي الطويلة مع الأدب قراءة ثم الكتابة عن عشرات المؤلفات التي تعود إلى أصدقاء تربطني بهم علاقة متينة أو لأشخاص آخرين من غير أصدقائي، جذبني سحر منجزهم لأكتب عنهم، وقد تجمعت لدي كمية من النصوص في هذا الباب، ارتأيت أن أجمعها في كتاب تخليدا لمن كتبت عنهم، وضمانا لها من الضياع المحتم في حال بقائها متفرقة، ولكني صدمت حينما وجدت العدد الأكبر منها قد ضاع بسبب تعرض حاسوبي إلى أعطال، تسببت بمسح الكثير من محتوياته بما فيها بعض مسودات بعض كتبي المهمة، لكن من بين ذلك الكم الكبير، تمكنت من استخلاص مجموعة مواضيع كتبتها عن:
البروفسور عبد الرضا علي
الأخت الأديبة خلود المطلبي
الأستاذ ماجد الغرباوي
الدكتور رحيم الغرباوي
الدكتور ثامر نعمان مصطاف
الأديب يحيى السماوي
الأديب أديب كمال الدين
الأديب حميد الزاملي
الدكتور طالب محيبس الوائلي
الدكتور سعد الصالحي
الأديب عبد الجبار فياض
الأديب صلاح حسن
الدكتورة كريمة نور عيساوي
الأديب صالح مطروح السعيدي
الأديب حميد حسن جعفر
الأديب زهير البدري
الأديب جواد كاظم غلوم
الأديب باسم فرات
الأديب شلال عنوز
الدكتور محمد تقي جون
الدكتور فاضل جابر ضاحي
الباحث صباح محسن كاظم
الأديبة وفاء عبد الرزاق
الأديب ياسر العطية
فرج ياسين
الدكتور وليد جاسم الزبيدي
الأديب إسماعيل سكران
الأديب طه الزرباطي
الأديبة وفاء السعد
الدكتور صالح الرزوق
الأستاذ موسى فرج
الأديب حمودي الكناني
الأديب حميد الحريزي
الأديب سلام كاظم فرج
جمعت كل ما كتبته عن هذه القامات الباسقة، وأصدرته بكتاب، من منشورات دار العطار البيروتية، بواقع 296صفحة حجم نصف أي فور.
أنتهز هذه الفرصة لأوجه التحية إلى القامات الباسقة التي وردت أسماؤها في الكتاب مع أمنية ان أعثر على باقي المواد لأصدرها في جزء ثان لكي لا أغبن بعضا آخر من أصدقائي حقهم.