السيمر / الأربعاء 01 . 11 . 2017
عبد الحمزة سلمان
طيور مهاجرة من مواطنها, تشكل أسراب فرضتها طبيعة الأرض والطرقات, رسمت إتجاهها القباب الذهبية كربلاء, من الجنوب حيث البصرة السمراء, ومن شمالها, وشرقها وغربها, ومن أي اتجاه, تتسابق بخطوات متقاربة, تغريدها آيات من الذكر الحكيم والدعاء, تحمل رايات ظلالها كريش ناعم براق, رغم عتمة الحزن السوداء, يعلوها رفيف أرواح الشهداء.
إستقبلهم خدام كملائكة, مسخرة من البشر, غرس الباري بقلوبهم الحب, لخدمتهم و إطعامهم بما لذ وطاب, يتجدد وينمو ويترعرع كل عام, ويفيض ريعها, ملوك على طريق الحق تسير, خدامهم ملائكة من البشر, دقائق تراب أقدامهم الذي يطير, أثناء المسير, للوجوه تعفير, مسيرة وخدمة ليست من صنع البشر بل من الباري بتسخير.
بنيت أعشاش لهم على امتداد الطرق, وبكل حدب ومفترق, مواكب ودور وحسينيات وجوامع ومباني, تفتح أبوابها لتؤويهم, يدخلونها كعصافير, تستقر على أغصان الأشجار, وقت الغروب, تصدح بصوتها المعتاد قدوس, أو مثلها بالصلاة على محمد وعلى آله, تهوى للأرض ساجدة لخالقها كالخيام, إستظلت بها من قسوة ظلام ليل أسود, يهددها الحزن.
حشود من البشر, مواساة لقطع من كبد الرسول الأعظم, ذاقت أشد مرارة وحزن, وتعذيب وقتل, وصبر على مصاب لا يطاق, لكن شاء الباري أن يشد على قلوبهم وهي تعتصر, مأساة عاشوراء وصفر, نستمد منها قصص وعبر, ودروس يستفيد منها البشر.
معركة الطف, وتضحيات سيد الشهداء, الإمام الحسين (عليه السلام) من دروسها وعبرها, إقامة الصلاة, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والإبتعاد عن النميمة, وعدم ربط الأقوال الكاذبة, بذوي الشأن وأصحاب الرأي, لتخدعوا قلوب البسطاء, أن نقل الخبر الغير صحيح والمزوق, للنيل من شخص ما أو جماعة, يحقق للعدو مآربه .. سبحانه يهدي الجميع, لنصرة الحق على الباطل.