الرئيسية / مقالات / تبادل اشارات خطيرة ومؤسفة

تبادل اشارات خطيرة ومؤسفة

الأحد 08 . 11 . 2015

عبد الصاحب الناصر

تبادل اشارات متعانده / متعاكسه وخطيرة ، بل مضرة بمصالح العراق ، بين السيد العبادي و الكونغرس الامريكي مؤخرا. ربما جاءت عفوية من طرف تفكير العبادي دفعته الى ان يقوم بزيارة مقتدى الصدر كردة فعل على دعوة اعضاء من الكونغرس الامريكي ، بدعوتهم لبعض الرموز التافهة لحضور لجنة برلمانية امريكية، لا تقدم ولا تؤخر ، بل يستفادون منها في الصراع الدائم بين الجمهوريين و الديمقراطيين . انها، على أية حال قراءة ساذجة و بدائية من طرف العبادي، التي دفعته الى ان يزور مقتدى كركري في النجف الاشرف. و في نفس الوقت زيارة المراجع الدينية الشيعية الكبار ، و كأن العبادي اخذ يؤمن بمرجعية مقتدى كركري. هذه غلطة سيصعب أن يتجاوزها او يتناساها الشعب العراقي في المستقبل .
ننطلق هنا من معرفتنا للدرجة العلمية للعبادي و لأسلوبه التكنوقراطي الذي يتحدث عنه ضد عناد ومناكدات الآخرين لأسلوبه الحالي .

المؤشرات الخطيرة.
1ـ مازال كل السياسيين الامريكان و من كل الاطراف السياسية تعتبر الحشد الشعبي “مليشيات” تصفها بالارهابية في كثير من الاحيان، و بالأخص معرفتهم لمقتدى الصدر والتهم الموجة له منذ احتلالهم للعراق، و اهمها اتهامه بدوره في قتل السيد عبدالمجيد الخوئي (رحمه الله). فما الفرق عندهم بين دعوة ابو ريشه المساند للدواعش و بين زيارة العبادي لمقتدى زعيم مليشيات شيعية، حسب الوصف الامريكي لهم .
2 ـ زيارة العبادي لمقتدى في نفس اليوم و الوقت زيارة المراجع الشيعية الكبرى، هو اعتراف ساذج و مخجل للمرجعيات الاصلية الحقيقية بان العبادي اخذ يعتبر مقتدى قد اصبح مرجعاً معترفاً به رسميا كمرجعية شيعية كبرى !
3 – إعتراف لم يتوقعه العبادي، بانه يعتبر الآن كشخص ساذج، و لا يحسب للمواقف و الاتصالات السياسية اعتبار كما يجب، عندما يجمع الكبار و الصغار في اعتبارات متساوية. و يضعهم في سلة واحدة .
4 ـ فقد و سيفقد العبادي كل الاهتمام و الاسناد الذي تلقاه من آية الله العظمى السيد السستاني (دام ظله) في خطواته و بالأخص بعد كل هذا الاسناد له و لمقترحاته، وبعض هذا الشعور المخيب نسمعه عند بيانات المرجعية العظمى الاسبوعية، خصوصا عندما تدفعه لاتخاذ مواقف اكثر ثباتا و اقدما و ربما اخلاصا. كيف ستنظر له وهو يتخاذل امام طفل ساذج مثل مقتدى و يعده من المراجع كما صرح بذلك من على منصة جمعته بمقتدى اليوم .
5 ـ أخيرا و ليس آخرا ، وضوح سذاجة و عدم فهم العبادي للمناكدات السياسية في العراق او العالم ، التي لا يجب الاهتمام بها من قبل شخص على رأس السلطة التنفيذية في العراق، و يقود حملة اصلاحات؟ لأن اكثر هذه المناكدات هي ثرثرة سياسية محلية و دعايات انتخابية، محلية كانت ام دولية .
بقي تسائل نتمنى ان لا يصح، هل اخذ السيد العبادي يشعر بالعزلة محليا و دوليا؟ ويشعر بالإحباط حد الفشل قبل حينه، الامر الذي دفعه إلى التشبث بالتوافه و الفتات من الامور. و ماذا عن الاصلاحات التي يجب ان تكون ثورية صرف، و الا فهي تخريجات سياسية كغيره .
ملاحظة مهمة عن حالة يجب الاعتراف و الاعتزاز بها . هي اندماج متطوعي الخط الصدري مع جموع الحشد الشعبي . هذا الحشد الذي ربما هو الوحيد من يدافع عن العراق و وحدته .
عاش الحشد الشعبي رافع راية الوحدة العراقية الوطنية .