السيمر / الاثنين 13 . 11 . 2017
د. ماجد احمد الزاملي
الواقع أن جميع الأطراف مرهقة ومثقله بالديون وانحسار الموارد والتوجس من اندلاع حروب لا قبل لهم بها والسعودية بدأت تتجرع كأس الخلافات الداخلية بمرارة . الاسره فقدت هيبتها نتيجة صراعها الداخلي والذي هو أكبر من الفساد او تبادل المقاعد بل صار لإزاحة أفرادها من سدة الحكم ,لا شك أن السعودية منذ تأسيسها لم تشهد مثل هذا الصراع الأسري وانهيار الجسور والشعب في بلادهم لازال في حالة ذهول لانه لم يتوقع في اي يوم ان تنهار هيبة الدوله علي هذه الشاكلة ويفضح بعضهم البعض بأنهم لصوص ومدمني مخدرات سارقي أموال الدوله ومراقبين وقتلة والدوله تنهار بشده والملك تهتز هيبته التي اعتمدت دوما على السرية واخفاء الصراع والظهور بمظهر اليد الواحدة واحترام الكبار .الأزمة الان فجرت ما كان مستورا وأخطر ما أفرزته خلال الساعات لا الايام ظهور الشكوك في التصفيات الدموية. الشعب يتفرج بحق ولكنه في كل ثانية يسقط حجر كان مقيدا في هيكل هيبة الدوله وراءها الانهيار الاقتصادي بات يحل بديلا برؤيه كانت تستهدف زرع الأمل.
السعودية تتخبط من الخوف والخائف لايستطيع القيام باي شيء صحيح ولا تجد غير الامريكي والصهيوني يسرع الئ نجدتها فالدول العربية مثل مصر لا تريد ان تخوض حرب بالنيابة عن السعودية واذا هناك دول مستعدة لخوض الحرب بالنيابة فخزينة السعودية وحدها لا تكفي لحرب يوم واحد مع ايران ,فايران تستعين بجيش قوي وصاحب عقيدة ومعامل سلاح تنتج ما تتطلبة المعركة عكس السعودية تستأجر مرتزقة وتشتري السلاح وعليها مساعدات تلك الدول التي تعتاش علئ السعودية اما امريكا واسرائيل لا يحاربان من اجل عيون سلمان السعودية الخاسر الاكبر ومطوقة بدول مثل العراق واليمن وقطر هؤلاء عانو كثيرا من تدخلات السعودية وتامرها هذا جانب ومن جانب اخر السعودية من الداخل علئ صفيح ساخن واي غلطة حتئ وان كانت بسيطة سوف يثور بركان غضب الشعب السعودي لم يعرف الحرب ولم يتذوق مرارتها علئ مدى 80 عام اذا امطرت سماء السعودية صواريخ الشعب يكون الضحية والملك والامراء يصبحون في امريكا واوربا الاهداف المرسومة في السعودية من قبل ايران هي محطات تصفية المياء والطاقة الكهربائية وابار النفط .
ما يحدث في السعودية هو صراع على السلطه وهو امر وارد وحصل في عدة دول عربيه ان كان انقلابات او توريث اباء لصالح الابناء الوضع بالسعوديه قريب من الجانب الاخر الى حرب اهلية وصراعات طويلة على السلطه ان استمر ولي العهد محمد بن سلمان بالسياسه الحالية لا يمكن ابدا اختلاق ازمات بل حدوثها ولهذه الازمة الحالية هي عالقة وخطرة وقد تؤدي الى زعزعة استقرار السعودية الان بما يخص سيناريوهات الحرب مستبعد جدا دخول السعودية بحرب مع ايران خصوصا بعد وحل اليمن وخسائر السعودية من خلال حملة عاصفة الحزم التي حتى الان لم تخضع الحوثي رغم الحلف الكبير وكميات السلاح والدول المشاركه لتلك الحرب ما زالت مستمره وهي باتت تهدد السعودية من الداخل خصوصا بمسالة الصورايخ. موضوع قطر تحت المجهر الامريكي واحتلال الجزيرة غير وارد ما دام عدم موافقة امريكا صاحبة القرار والخشية من اندلاع حرب تركيه سعودية ما دامت القوات التركيه هي راس الحربه هناك .
استبعد ايضا ضرب لبنان وحزب الله انما تهيئة الوضع لدول اخرى في اولها اسرائيل وامريكا ممثله بالتحالف الدولي بالاخير الصراع على السلطه والعرش داخل السعودية قد ياخذ الحيز الكبير والطويل جدا حتى استقرار الاوضاع هناك وبداية بناء الدولة الرابعه والاسلام المعتدل والرؤية الاقتصادية والتي جميعها مع الاسف حتى الان لا نتوقعها على المدى القريب. أنا لاأعتقد أن الحرب ستقوم بل كل مافى الأمر أن السعودية قد فشلت فى هزيمة اليمنيين وفرض وصايتها عليهم عبرمايسمى بالشرعية رغم ما ألحتقة بهذا البلد الفقير من خراب ودمار وقتل للأنفس دون وجه حق وكعادة كل فاشل أن يحمّل الآخرين اسباب فشله ,فقد رأت السعودية لكي تحافظ على ماء وجهها أن سبب صمود اليمنيين لثلاث سنوات من الحرب على بلدهم وخاصة الحوثيين مرده الدعم الإيراني وبما أنها ورطت نفسها فى حرب اليمن فهي فى حاجة الى من يخرجها من ورطتها ولذلك تعالت نبرتها وزاد صراخها وتهديها لإيران وحزب الله هذه الأيام بالحرب أملا منها أن يؤدي ذلك الى وقف دعمهما العسكري للحوثيين وصالح مما يمكنها من فرض إرادتها على اليمن إما بالسلم عبر المفاوضات أو بالقوة ونرى مستقبلا حملة دبلوماسية سعودية إماراتية فى الأمم المتحدة مدعومة أمريكيا وغربيا ضد حزب الله وإيران لفرض عقوبات جديدة عليهما والتلويح بالحرب ضدهما ولكنها ستفشل بالدبلوماسية الإيرانية أو بالفيتو الروسي /الصيني وقد تحاول تحريك بعض الجماعات السنية فى لبنان لإرباك الوضع الأمني فيه ولكن حكمة القيادات السنية الوطنية فيه ستمنع ذلك كما أنها ستقدم المزيد من الدعم للجماعات الأثنية المسلحة فى إيران للقيام بعمليات وهجمات هناك .هذا كل ماتستطيع السعودية فعله ..أما الحرب فهي أبعد عن القيام بها الا إذا كانت بقيادة أمريكا ومشاركة إسرائيل ولا أعتقد أن هاتين الدولتين ستجازف بخوض الحرب مالم تتحققا من الإنتصار فيها وإستبعاد النتائج الرهيبة التي سستتمخض عنها فى حالة خسارتهما لها ومنها زوال دويلة إسرائيل وفقدان أمريكا لمصالحها نهائيا فى المنطقة والتي ستزول منها دول وتتشكل أخرى ستكون مستقلة إستقلالا حقيقيا بعيدا عن التبعية والهيمنة الأمريكية والغربية وعندها ستكون هذه الحرب إن وقعت فى مصلحة الأمة العربية والشعوب العربية ولرب ضارة نافعة.
القارئ للسياسة الامريكية منذ الحرب العالمية الثانية والى الان يتبين ان ما من خطوة تريد القيام بها وتعلن عنها علنا فكثيرا ما تقوم بالعمل وبعدها تعلن وليس من سياسة امريكا او اسرائيل ان تقاد لحرب بل هي من تقود الاخرين للحرب فكيف تستطيع دولة مثل السعودية وهي صغيرة بكل المقاييس ما عدا اموالها تستطيع ان تجعل الولايات المتحدة او اسرائيل للدخول في مغامرة قوية خاصة وان اطرافها ليسوا بالضعفاء . ان الولايات المتحدة لا تدخل في حرب الا بعد ان تكون متأكدة خصمها ضعيف غير قادر على مواجهتها وايران وحزب زالله والعراق وسوريا لوحدهم بدون تدخل تركيا او روسيا قوة كافية لتدمير السعودية والامارات ومصر ان تدخلت وحتى اسرائيل التي اشك بتدخلها وبالنتيجة لا اعتقد ان مثل هذه السيناريوات قابلة للتنفيذ الان .
روسيا محاصرة و تحاول امريكا و الغرب عموما إذلالها و معاملتها كبلد من العالم الثالث قوي و لكن ليس قوة عظمى كما هو حال ايران و تركيا و اسرائيل. اعلنوا على روسيا فعلا حربا اقتصادية و لن تقبل روسيا ان ترى الغرب منتصرا و مغيرا خريطة الشرق الاوسط. اذا حدثت حرب فان روسيا ستشارك فيها و هذا يجر امريكا قسراً.
الان عرفنا لماذا خرج الخليجيون الى العلن في التعامل مع اسرائيل جهارا وكجارة لهم ، اذ لم يبق شيء خفي والمشاريع كبيرة وجاهزة ، فقد عرفوا بانهم خسروا كثيرا في تدخلاتهم الطويلة واللامتناهية ، ودفعت تريليوناتها دونما فائدة من بداية حرب افغانستان لصد الشيوعية بدفع من امريكا وابتزازها لهم يوميا ، ثم جاءت الكوارث متلاحقة الى ان غاصت السعودية في حرب اليمن ولن تخرج منها الا مهزومة ومقسّمة.