السيمر / السبت 16 . 12 . 2017
محمد جواد الميالي
المعيق والمعاق، هي كل شيء، يعمل على منعك، من إنجاز العمل.
والإعاقة تكون، أما جسدية أو حكومية، والمعيق يكون، أما ظروف شخصية أو إجتماعية، يفرضها المجتمع أو الحكومة على الأشخاص.
الإبداع لدى شباب وطني، لم يعيقهم شي، رغم عدم وجود الدعم الحكومي، ورغم قلة الإمكانات المادية، والظروف الأمنية والإقتصادية الصعبة للبلد، إلا أنهم كانوا، يتحلون بالعزيمة والإرادة، لتحقيق حلمهم المشروع، في كافة مجالات إختصاصهم، سواء على مستوى، التحصيل الدراسي أو الفني.
من ضمن هذه الكفاءات، هناك العديد، من طلبة الدكتوراة والماجستير، ممن لديهم طاقات، وإمكانات كبيرة، وكانت طموحاتهم تهدف، لإستغلال كافة طاقاتهم، للنهوض بالعراق، من مستنقع الفقر والجهل، والتدني الإقتصادي والإجتماعي، إلى المستوى الذي يرقى، بكونه بلد الحضارات، لكن بعد تخرج أغلبهم، وجدوا أن الإعاقة الحكومية كبيرة جداً، بسبب تفشي، الفساد المالي والإداري، في كافة مفاصل الدولة، حيث لايوجد أي دعم لهذه الطاقات، كما لا يستطيعون، الإستثمار بالقطاع الخاص، بسبب الفشل الإقتصادي، و أما الإعاقة الإجتماعية، تكمن في أصحاب النفوذ، الذين تربطهم صلة بالدولة، حيث بدأت أغلب الجامعات الأهلية، بأستغلال أصحاب الشهادات، وعدم تقديرهم مادياً ولا معنوياً، وذلك في ظل عدم وجود، الرقابة الحكومية، لضمان لحقوق أصحاب الشهادات.
إن أصعب وضع نفسي، قد يتعرض له من أفنى عمرة في الدراسة، والوصول لتلك المرحلة العلمية، هو أن تستهزئ بعقليته، ومايملكه من قيمة معرفية، حيث في سابقة غريبة، قام أحد من يمثلون الدولة، بالإستهزائ علنياً، بأصحاب شهادة الدكتوراه، وقال( أتحداهم أن يستطيعوا كتابة سطرين من دون خطأ إملائي) هذا ما قد يحصل عليه، من يفكر أن يخدم بلده، فبدل أن تقوم الحكومة بتكريمهم، تقوم بالإنستهزء بعقليتهم العلمية.
مجتمعنا وحكومتنا، أصبحت معيقة ومعاقة، ولا يوجد فيها مكان، لأصحاب الشهادات والطاقات، على الرغم من تحديهم لكل تلك الظروف، للوصل إلى مرتبة علمية عالية، يجابهون بإستهزائ، وعدم مبالاة من حكومتهم، الكل يعلم أن البلدان تنهض بشبابها، إذا كيف سينهض بلدي؟