السيمر / الثلاثاء 26 . 12 . 2017 — الآن وبعد ان ساعدت القوات الامنية العراقية في دحر تنظيم داعش، تحاول الفصائل الشيعية تدريب منتسبيها لشن هجمات على قوات التحالف الدولي في العراق، وتحديداً القوات الامريكية.
ويبدو هذا التفكير موجود بين بعض الفصائل المسلحة الشيعية ذات القوة البالغ عددها 100 الف منتسب.
سيف علي، 37 عاماً منتسبٌ في “حركة حزب الله” التي تتخذ من البصرة مقراً لها يقول “امريكا يجب ان تكون حاضرة فقط على مستوى سفارتها وعلى قواتها العسكرية، فنحن قاتلنا الجيش الامريكي بعد عام 2003 فضلاً عن البريطانيين وأنا سعيدٌ بذلك، فنحن لا نكره الشعب الامريكي بل الجيش الامريكي الذي قتل المدنيين العراقيين”
المقاتل علي من الاف المنتسبين في فصائل الحشد الشعبي الذين استفادوا من الأسلحة والذخيرة الت زودت بها طهران بغداد.
ريان الكلداني 32 عاماً، قائد كتائب بابليون وهي فصيل عسكري مسيحي بدأ بمحاربة الامريكان كما يقول بعد عام 2003، وعلى الرغم من أن الكلداني لديه اقارب في الولايات المتحدة الذين زاروه قبل بضع سنوات، إلا انه هدد بمهاجمة افراد المخابرات الامريكية الذين لاحظهم في معركة الموصل.
فصائل الحشد الشعبي تم انشاءها بعد وقت قصير من ظهور تنظيم داعش في صيف العام 2014، إثر فتوى المرجع الاعلى في العراق السيد علي السيستاني حين دعا العراقيين ممن يمتلك القدرة في القتال الى حمل السلاح ومحاربة مسلحي داعش.
وكانت فصائل الحشد الشعبي، مظلة لاكثر من 40 فصيلاً مسلحاً، اظهروا مهاراتهم العسكرية والقتالية في حرب المدن وصد هجمات تنظيم داعش. واليوم، حصل معظم مقاتلي الحشد الشعبي على رواتب من الحكومة العراقية، لكن المتحدث باسم الهيئة يقول إن “اكثر من 50 الف مقاتل لم يستلم راتبه حتى الآن، لكنهم يقاتلون في جبهات القتال وحتى ضد القوات الامريكية التي يعتبروها محتلة”.
وأضاف “موقفنا واضح، امريكا لم تكن في بداية الأزمة حين ظهر تنظيم داعش، وعندما كان بحاجتها لم تلبِ اي مساعدة للحكومة العراقية، فنحن اقوياء ونقاتل من أجل العراق، ولا حاجة لنا للامريكيين على ارضنا”.
ووسعت هيئة الحشد الشعبي من نفوذها في العراق حين دخلت المجال السياسي قبل الانتخابات، ومن المتوقع ان يفوز العديد من قادة الفصائل داخل الحشد الشعبي في مقاعد برلمانية حاسمة ويطرحون العبادي الذي يعتبروه، وبسحب قولهم، شريكاً لامريكا غير موثوقٍ به
وتزداد المخاوف بشأن التأثير المتزايد من قبل الحشد الشعبي، بأنه يأخذ قراراته من قيادييه وليس من رئاسة الوزراء.
هاشم المياحي 44 عاماً يقول إن “هدفنا ان نكون من ارباب العمل في الحكومة العراقية، وان نناضل في سوريا ونستعيد القدس وننتظر اوامر رجالنا الدينيين”. وكان المياحي شرطياً والآن قائداً لكتيبة عصائب أهل الحق، الفصيل البارز في الحشد الشعبي، يعتقد ان انضمامه لهذا الفصيل ليس الجانب المادي، وانما محاربة الامريكان بعدما تحرر العراق من تنظيم داعش. وأضاف “بنادقنا واقفة وعلى استعداد للحماية، فحلمنا عدم رؤية الامريكا في بلدنا”.
وتهدف وبحسب مراقبين، فصائل الدفاع الشيعية، الى نشر قواتها في الشرق الاوسط، الأمر الذي نفته هيئة الحشد مراراً، واكدت ان مهمتها تأمين حدودها والحفاظ على الأمن بالعراق.
وفي الشهر الماضي، كشف رئيس المخابرات الامريكية مايك بومبيو، رسالة بُعثت الى الجنرال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الايراني، مفادها ان قوات الدفاع الشيعية الموجودة في الشرق الاوسط والعاملة تحت أمرة ايران قد تهاجم القوات الامريكية بعد مرحلة تنظيم داعش.
وأضاف بومبيو أن “الولايات المتحدة حمّلت سليماني سابقاً مسؤولية ما جاء بالرسالة”.
جيمس فيليبس، باحث بارز في شؤون الشرق الأوسط بمنظمة التراث السياسي يقول إن “تنظيم داعش لم يعد يشكل تهديداً كبيراً في العراق، فمن المرجح ان يتم استهداف القوات الامريكية على يد فصائل شيعية، وهذا الحال بدأ يشكل قلقاً واضحاً للجانب الامريكي ومن المحتمل ان ينضج ويتحول الى واقع وتبدأ الهجمات العسكرية ضد الامريكان
ويختلف عباس ناجي 23 عاماً مع نهج فصيله المسلح حين يقول إن “الجانب الامريكي ازال وحرر العراقيين من نظام صدام حسين الدكتاتوري، لذلك انا لا اريد قتالهم في الوقت الحاضر، فهناك طرق عديدة لاجبارهم على الرحيل”.
المصدر: فوكس نيوز
ترجمة: وان نيوز