السيمر / الجمعة 12 . 01 . 2018
حازم الـــشهابي
يبدو إن تفرد الحزب الحاكم بمقاليد السلطة في شمال العراق , قد خلق جواً من المعارضة الشعبية والسياسية ,أخذت دوافعها تزداد يوما بعد اخر , حتى أنتجت ردود افعال أدت إلى انقسامات داخل البيت الكردي , ليتكون في محافظة السليمانية وبعض الأحزاب الأخرى المعارضة لحكومة الإقليم رأي يتماشى ومطالب بغداد الدستورية يسعى لتفعيل لغة الحوار , يقابله رأي أخر في اربيل تغلب عليه سمة التعصب والتمادي . وبشكل أدق نستطيع القول إن القوى المتنفذة في السليمانية بدأت تتحرر من بدوقة السلطة الحاكمة في اربيل , مما سيؤدي بالنتيجة إلى انحسار الحزب الحاكم و وجوده السياسي, ليصبح الإقليم ألان بشقين , الأول يتجه نحو لغة الحوار كما أسلفنا وفق اطر دستورية قانونية , تمثلت مؤخرا من خلال تشكيل وفد بعيدا عن اربيل , يضم مجموعة من القوى الكردية التي تتسم بشيء من الاعتدال و العقلائية , لزيارة بغداد من اجل حلحلة الأزمة وتحديد الصلاحيات وإبرام الاتفاقيات الخاصة بموضوع الأزمة المالية في الإقليم , وبغض النظر عن قبول بغداد لهذا الوفد أو عدم قبولها , الا انه وبشكل عام نستطيع إن نفهم أن هنالك حراك سياسي رفيع يعمل أو انه يحاول إن يعمل من اجل تحجيم السلطة الحاكمة في اربيل والحد من غطرستها وتفردها , والبحث عن الحلول الواقعية للخلاص بالإقليم من المأزق الذي ساقته إليه السياسات الرعناء للسلطة الحاكمة , في حين إن اربيل وعلى لسان القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي الحاكم “ملا بختيار ” أعلنت عن امتعاضها الشديد ورفضها لمساعي الوفد , واعتبرته غير رسمي ولا يمثل حكومة الإقليم !
وهذا يشير بطبيعة الحال إلى إن اربيل قد وصلت لنقطة إلا عودة , بخسارتها لجل حلفائها السياسيين في الإقليم , ومحاولة الأخير ملئ الفراغ من خلال ركوب موجة التفاوض بعيدا عن تعنت السلطة الحاكمة , لتضفي على نفسها شيء من الشرعية الجماهيرية المكتسبة , وخصوصا وبعد التصعيد الذي تبنته بعض الأحزاب السياسية في الإقليم والدفع باتجاه تنحي الحكومة وتقديم استقالتها , تماشيا ومتطلبات الشارع الكردي , مما ضيق الخناق أكثر على حكومة الإقليم واحرق أخر أوراق اللعب لديها , لتجد نفسها في زاوية ضيقة وهي تحاول وبشكل هستيري البحث عن حلفاء جدد سواء من الإقليم أو خارجه , للحفاظ على ما تبقى لديها من حظوظ .
وقد أسلفنا القول في طرح سابق , إن هذه الأزمة وما ترتب عليها من تبعات , تعد فرصة ثمينة لبعض ساسة بغداد ممن يحاولون الاصطياد بالماء العكر , وبأنفاس أخيرة يحاولون الغوص في عمق العتمة لاصطياد ما وقعت عليه أيديهم , ليقتاتوا عليه في المرحلة القادمة , من خلال التفاوض والمساومة مع حكومة الإقليم وبشكل غير علني , مقابل الحصول على بعض المكاسب السياسية والدعم البرلماني وضمان التأييد , للوصول إلى طموحاتهم في رئاسة الوزراء في الدورة القادمة , وان لم يكن فإلى مناصب سيادية رفيعة , وقد أشار السيد رئيس الوزراء حيدر لعبادي في حديثة قبل أيام في إحدى المؤتمرات الصحفية بقوله ” إن هنالك من ابرم اتفاقا سياسيا مع الإقليم ( البرزاني) من اجل منحه نسبة 17% من الموازنة, بغية الحصول على رئاسة الوزراء في المرحلة القادمة وضمان الدعم والتأييد ” ..