الرئيسية / مقالات / تكبد الاقتصاد المصري خسائر جسيمة في مجال السياحة

تكبد الاقتصاد المصري خسائر جسيمة في مجال السياحة

السبت 14 . 11 . 2015

د . عادل عامر / مصر

انه وفقا لبيانات وزارة السياحة فإن روسيا تحتل صدارة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر كما أن إنفاق السائح الروسي يتراوح بين 55 إلى 60 دولاراً في الليلة الواحدة وقدرت الوزارة عدد السياح الروس الذين قدموا لمصر خلال العام الماضي بنحو 3 مليون سائح. وتساهم السياحة الروسية بنحو 2,5 مليار دولار من إجمالي الإيرادات السياحية التي تحققت في مصر والبالغة 7,3 مليار دولار عام 2014
وفقا لبيانات وزارة السياحة. هذا وكانت السياحة الروسية، تراجعت لمصر خلال النصف الأول من العام الجاري 5% خلافاً للتوقعات بانخفاضها بأكثر من 30%.إنه منذ انطلاق ثورة 25 يناير من عام 2011، تكبد الاقتصاد المصري خسائر جسيمة بلغت الـ120 مليار جنيه (65.5 مليار ريال. أكثر القطاعات تعرضا لخسائر فادحة كان من نصيب قطاع السياحة حيث خسرت أكثر من 60 مليار جنيه وتسريح أكثر من 3 ملايين يعملون في السياحة بشكل مباشر و3 ملايين مثلهم يعملون ويستفيدون من السياحة بشكل غير مباشر. أن حجم الخسائر في مصر التي استمرت فيها الثورة والصراعات الداخلية 18 يوما متواصلة سقط بعدها نظام الحكم بلغ نحو 2.005 مليار دولار حتى الوقت الحالي
إن هناك أمور خافية علينا حتى اللحظة بشأن الخطوة الأخيرة التي تنوي الحكومة الروسية القيام بها، وهي منع الطائرات المصرية التجارية وفي مقدمتها مصر للطيران من الهبوط في مطاراتها، مرجحًا أن تكون حرب روسيا في سوريا ضد داعش دخلت مرحلة جديدة أن موسكو منزعجة، وقد يكون لديها معلومات لا نعرفها.
وأن هذه الخسائر جاءت بعد أن حققت الأعوام الأربعة الماضية منذ 2007 وحتى 2010 نحو 43.089 مليار دولار بمعدل سنوي يقدر بنحو 10.772 مليار دولار ومعدل شهري يصل إلى 898 مليون دولار حيث إن ذلك تم من خلال استقطاب البرامج السياحية لنحو 48.163 مليون زائر وسائح خلال الأعوام الأربعة نفسها، والتي كان المعدل السنوي فيها يراوح عند 12.041 مليون زائر وسائح، والشهري يقدر بنحو بـ251 ألف زائر وسائح. إنه مازال هناك مباحثات ومناقشات تتم مع الجانب الروسي على أعلى مستوي خاصة أن القرار صادر من هيئة الطيران، وليس من الحكومة الروسية. أنه حتى الآن لم يتحدد مصير رحلة غدًا السبت، سواء بإقلاعها إذا تم التراجع عن الفرار أو الغائها لحين اتمام المباحثات بين الجانبيين.
الجدير بالذكر أن مصر للطيران تنظم ثلاث رحلات إلى روسيا وكانت سلطة الطيران المدنى الروسية قد أصدرت قرارًا بتعليق رحلات مصر للطيران اعتبارًا من غدًا السبت، لحين استكمال بعض الأوراق والمطالب ولم يتطرق القرار للرحلات الروسية إلى مطار القاهرة الدولي مما يعنى أن تلك المطالب لا تتضمن أى جوانب أمنية. إن قرار موسكو بوقف رحلات مصر للطيران يعد إجراء أمني مؤقت. كانت هيئة الطيران الروسية قررت حظر رحلات شركة مصر للطيران إلى مطارات روسيا اعتبارا من السبت 14 نوفمبر بحسب ما نقل تليفزيون روسيا اليوم. إن المشكلة بين مصر وروسيا لم تعد مشكلة طائره لافتا إلى أن الجانب المصري لديه معلومات عن هذا الأمر منذ الخميس وأن القيادة السياسية تتولي الملف خاصة أن القاهرة حريصة على العلاقات مع روسيا مشددا على أن وزارة الطيران في حالة استغراب من الموقف الروسي. انا مندهش من القرار المفاجئ الذى أصدرته روسيا وأتمنى أن يتم إعادة النظر فى هذا القرار من قبل الجانب الروسى خلال ساعات وليس أيام لان هيئه الأمن الفيدرالية الروسية “قد قررت تعليق رحلات الطيران الروسي إلي مصر في وقت سابق حتي تتضح أسباب تحطم الطائرة المنكوبة في سيناء.
أن مصر للطيران تسير رحلاتها إلى روسيا منذ أكثر من 50 عاما، أن مصر قادرة على طمأنة الجانب الروسى فيما يخص تأمين الركاب والسائحين، وأن الحكومة جادة فى كل الإجراءات التى تتبعها وفقا للمعايير الدولية للسلامة والأمن بكل المطارات المصرية. أن مصر أظهرت مرونة أثناء تحقيقات حادثة الطائرة، وقبلت مؤخراً مشاركة المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل في التحقيق في حادث تحطم طائرة الركاب الروسية في شبه جزيرة سيناء نظراً لأن محرك الطائرة التي سقطت من طراز «برات آند ويتني» وهى شركة أمريكية، فمن حق الجانب الأمريكي المشاركة عبر مجلس سلامة النقل الأمريكى. أن ذلك القرار يعد “خطوة حرجة
بأن تمنع روسيا شركة الطيران المصرية، من وإلى روسيا. في الوقت الراهن، وبحسب تقديرات الجهات الرسمية الروسية، يتواجد في مصر نحو 80 ألف سائح روسي. ويعترف المشغلون السياحيون بأنهم يتعرضون لخسائر مالية بسبب الرحلات التي تتجه إلى مصر خالية من الركاب لإعادة السياح من هناك، ويشير كل من فلاديمير فوروبيوف رئيس شركة ” ناتالي تورز” وآنّا بودغورنايا من شركة ” بيغاستوريستيك” إلى أنه مقابل كل مقعد فارغ يخسر المشغلون السياحيون نصف تكلفة تذكرة الطائرة، ما يعني أنه إذا كان متوسط سعر الرحلة ( ذهاباً وإياباً) يساوي 250 دولاراً للشخص الواحد، فإن المشغلين السياحيين يخسرون بشكل عام قرابة 10 ملايين دولار.
ويضاف إلى ذلك خسائر الرحلات التي تم إلغاؤها، فبحسب تقديرات رابطة المشغلين السياحيين في روسيا تم بيع قرابة 70 ألف رحلة سياحية حتى نهاية هذه السنة، وإذا كان متوسط سعر الرحلة 800 دولار للشخص الواحد، فهذا يعني أن خسائر هذا القطاع تصل إلى 56 مليون دولار كحد أدنى.
و إنه من بين الخسائر المحتملة أيضاً هناك الدفع المسبق للفنادق المصرية، وهذا ما أخذت تطالب به جميع الفنادق تقريباً بعد الانهيار العام الذي تعرض له المشغلون السياحيون في العام الماضي بسبب العقوبات الاقتصادية على روسيا، وفي الوقت الحالي يتعين على المشغلين السياحيين الاتفاق من جديد مع الشركاء المحليين بشأن الحجم العام للإشغال بعد عودة الرحلات الجوية إلى طبيعتها.
أنه بالنسبة للمشغلين السياحيين، فإن الإلغاء العام للرحلات السياحية إلى أكثر الاتجاهات السياحية مبيعاً يمكن أن يعني طريقاً مباشراً نحو الإفلاس، وأن المخرج الوحيد للمشغلين السياحيين اقتراح عروض لتغيير الجهة السياحية أو تأجيل الرحلات.
أما الجهات البديلة فيمكن أن تصبح تركيا أو قبرص أو المنتجعات السياحية الآسيوية، ومن بينها تايلاند على سبيل المثال، فقد أعلن أركاديد فوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي أن ما بين 20 ـ 30% من زبائن المشغلين السياحيين يوافقون على تغيير الوجهة السياحية. وإلى جانب استبدال الوجهة السياحية، يقترح المشغلون السياحيون على زبائنهم ” مبلغاً مدفوعاً”، ما يعني إيداع مبلغ محدد في المصرف لنقل الإجازة وحجز رحلة أخرى في ديسمبر أو بعد رأس السنة (إذا كانت تكلفة الرحلة أغلى فيتعين دفع الفرق، وإذا كانت أرخص فيعيد المشغل السياحي الفارق للسائح).
من غير المعروف إلى متى ستتوقف الرحلات الجوية إلى مصر، وكان دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء قد تحدث عن بضعة أسابيع كحد أدنى، إلى أن يجري التدقيق واتخاذ التدابير الأمنية، ان أي طائرة تحلق على هذا الارتفاع ستكون خارج نطاق الصواريخ أرض-جو المحمولة التي يُعرف أن مسلحين في سيناء يمتلكونها.