السيمر / الخميس 18 . 01 . 2018
صالح الطائي
سأحملُ بقايا الروح
ما بقي في قلبي ؛
لأرحلَ إلى حيث لا أنا في الوجود
لم أعد بحاجةٍ سوى أنْ اتأبطَ وجعَ القلب
فأجعل آلمي عكَّازاً
وحسراتي عناق … ,
أبحث في طرقاتِ المدنِ
عن نفسي في نفسي
عن يومي وغدي
عن بقايا من رتَقِ الأمسِ
عن زمنٍ ولى ، مُذ نوحٍ كادتْ شرائعهُ تغرقَ …
شارفتُ ذواتِ الراياتِ الحُمرِ
وتمنَّيتُ أنْ أشهدَ تدوير مدينتنا حين اختُطَّتْ بيد العرَّافين
وكيف لي أجد وسْط التبنِ ما فقدَ الخرازُ …
وما نعلمُ وما لا نعلم عن تاريخ معاركنا الشرسة
وما نتجتْ من شؤمٍ أحمر
يختلسُ الليل ؛ ليخلِّفَ أوكارَ الحقدِ
ومازالَ ينتظرُ عودَ ثقاب
ليطفئ رغباته في العيش إلى أبدِ الأزمان .
تُحدِّثُني نفسي قائلةً :
بدلاً أنْ تبقى في أدراج الخيبةِ كالطاووس
أو تحملَ غربالا مصنوعاً من لا شيء .
يريدُ حَجْبَ ضوءِ الشمسِ
عن وردةِ ودٍّ قد يبستْ منذُ قرون
لكنْ لم تتفرَّط !
فالأرض الأمُّ
وما ثكلتْ حسراتٌ توجعني حَسرات
فصوتي دواتي
وشدوي غواتي
لكن هل تسمح لي الأمُّ أنْ أضحكَ من سأمي
يمكنني أنْ أضحكَ ,
لكنِّي أخجل من أيِّ امرأةٍ ثكلتْ زوجاً أو ابناً
فليس كوجعِ امرأةٍ فقدت أحلى عنقودٍ وضياء
وهي في أطراف العمر
لأنَّ الشيبةَ لا يؤنِسُها إلَّا حبيب …
وها عمري قد أغراه الشيب , فزاحمَ قلبي حزناً
وصادر كلَّ نهارٍ حلَّ بروحي …
فلم يبقَ في الدنيا سوى
سواد قلوبٍ صارتْ تحكمنا
فبئس العمر حين يعيش في ظلمات
الأحزان , يعلوه نحيبْ .