السيمر / الثلاثاء 23 . 01 . 2018 — أعرب النائب عن دولة القانون، محمد الصيهود، الثلاثاء، عن رفضه لما نشرته تقارير اخبارية عن وجود اتفاق بين الحكومة العراقية مع نظيرتها الالمانية يقضي بتسليم الداعشيات الالمانيات الى برلين، مؤكدا ان هذه الفعل ان صح فهو استهتار بدماء الشهداء.
وقال الصيهود في حديث لـ(بغداد اليوم)، انه “ليس لدينا تأكيد بشأن صحة الانباء المتداولة حول اتفاق الحكومة العراقية مع المانيا على تسليم الداعشيات الالمانيات الى برلين”، مبينا ان “صحت هذه الاخبار، فهو قرار خاطئ وفيه استهتار بدماء الشهداء”.
واضاف ان “الداعشيات الأجنبيات لا يمكن تسليمهن الى دولهن، ما لم يتم محاكمتهن، وإنزال اقصى العقوبات بحقهن”، مؤكدا نحن “نرفض تسليمهن ونطالب الجهة التي تريد تسليمهن ان تنظر الى عوائل الشهداء والى الدماء الذي حل بالمدن المحررة”.
وذكرت صحيفة الشرق الاوسط في تقرير لها اليوم الثلاثاء، ان السفارة الالمانية في بغداد، قدمت احتجاجاً رسمياً للخارجية العراقية على قرار اعدام “الداعشية الالمانية” (لمياء. ك)، فيما بينت ان الحكومة الالمانية لم تعلق على الموضوع لغاية الان.
ونقلت الصحيفة عن تقارير المانية قولها أن “وزارة الخارجية الألمانية عرفت بالقرار منذ مطلع الأسبوع الماضي”، مبينة ان “المغربية الأصل «لمياء.ك» اعترفت بأنها سافرت إلى سوريا مع ابنتيها كي تصبح عضواً في تنظيم «داعش» الإرهابي”.
وتابعت الصحيفة نقلاً عن تقارير لصحف ووسائل اعلام المانية، “يفترض أن الحكومة الألمانية فوجئت تماماً بقرار الإعدام، وأنها تحسبت لقرارات بالحبس فقط تصدر عن القضاء العراقي”.
وفي السياق ذاته، كانت وزارة الخارجية الألمانية تعد طلبا رسمياً للحكومة العراقية بتسليم الداعشيات الألمانيات إلى ألمانيا بعد صدور أحكام السجن ضدهن.
وكانت محكمة عراقية في بغداد أصدرت قرارها بإعدام «لمياء.ك» شنقاً يوم الخميس الماضي بعد أن أدانتها بتهمة تقديم الدعم اللوجيستي لتنظيم «داعش» في القتال ضد قوات الجيش والأمن العراقية، بعد ان ألقت القوات العراقية القبض عليها، ضمن مجموعة من النساء تضم 4 ألمانيات، بعد تحرير الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي في يوليو (تموز) 2017.
واردفت الصحيفة ان “لمياء.ك (50 سنة)، ولدت في العاصمة المغربية الرباط، وترعرعت في ألمانيا بمدينة مانهايم، وسافرت سنة 2014 إلى سوريا عبر تركيا مع ابنتيها، وتزوجن هناك من إرهابيي «داعش». وتحدثت تقارير عن مقتل إحدى البنتين في الحرب الدائرة في سوريا والعراق ضد الإرهاب.
واوضحت الشرق الاوسط انه “سبق للنيابة العامة الألمانية أن فتحت التحقيق ضد النساء الأربع بتهمة العضوية في تنظيم إرهابي؛ وهن: «لمياء.ك»، وابنتها نادية، والقاصر ليندا فينتزل (16سنة) من مدينة بولزنتز، و«فاطمة.م» من مدينة ديتمولد في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا”.
وبينت ان “رجال الأمن الألمان، اخضعوا «لمياء.ك» لرقابة مشددة منذ سنة 2010 بسبب نشاطها المشبوه على الإنترنت؛ إذ كانت تروج للعمليات الإرهابية المختلفة، وأعلنت رغبته في تلبية دعوات زعيم الإرهابيين «أبو بكر البغدادي» للالتحاق بالتنظيم بعد احتلال الموصل. ومجدت مرة الإرهابي محمد مراح الذي تسبب في مقتل جندي وعدة أطفال في تولوز الفرنسية سنة 2012”.
وبينت ان “النائب العام بيتر فرنك، عبر في مقابلة مع صحيفة «تاغيسبلات» عن شكوك بأن القاصرة ليندا فينتزل عملت في سلك الشرطة التابع لتنظيم داعش”، موضحاً ان “هناك شكوك حول عمل النساء الثلاث الباقيات في فصيل «الخنساء» الذي يضم النساء المقاتلات في صفوف «داعش». وذكرت «لمياء.ك» للمحققين الألمان أنها لم تكن أكثر من «بصيص ضوء» في تنظيم داعش”.
يذكر أن وفداً من شرطة الجنايات الاتحادية زار الداعشيات الألمانيات في السجون العراقية، وحقق معهن بدوره. ورغم الجهود التي بذلتها وزارة العدل الألمانية لنقل السجينات ومحاكمتهن في ألمانيا، فإن السلطات العراقية رفضت ذلك حتى الآن.
ووافقت السلطات العراقية على السماح لممثلي السفارة الألمانية في بغداد بزيارة الألمانيات المعتقلات شريطة عدم التقدم بطلب تسليمهن إلى الجانب الألماني قبل محاكمتهن، وترفض ألمانيا عقوبة الإعدام، وسبق أن طالبت الحكومة العراقية بإلغاء عقوبة الإعدام من قانونها الجزائي.
ويعتقد المحققون أن أسيرات «داعش» في العراق يمكن أن يقدمن خدمة كبيرة للشرطة الألمانية في حربها على الإرهاب، وفي التعرف على مصائر المقاتلين الآخرين الألمان الذين التحقوا بميليشيات تنظيم داعش وغيره. وهناك اهتمام كبير تظهره الأجهزة المخابراتية الأوروبية والصديقة بنتائج التحقيق مع السجينات الألمانيات في العراق.
واشارت الى ان “السلطات الألمانية، تقدر التحاق نحو 790 ألمانيا بتنظيم داعش في سوريا والعراق، بينهم 200 امرأة”، موضحة ان “نحو 150 منهم لقوا حتفهم في القتال الدائر في سوريا والعراق، وعاد ثلثهم تقريباً إلى ألمانيا خلال السنوات الثلاث الماضية. وتشكل النساء، بينهن كثير من القاصرات، 21 في المائة من الملتحقين، كما يشكلن 15 في المائة من المصنفين في خانة «الخطرين» المقيمين في ألمانيا”.
وبينت ان “السلطات الألمانية، يهمها أن تعرف مصائر البقية من الملتحقين بالنظر لخطورة عودتهم إلى ألمانيا سراً. وسبق لوزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزيير أن حذر من خطورة العائدين من القتال إلى ألمانيا بعد الخسائر التي لحقت بالتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق”.
وتابعت الصحيفة انه “من المرجح أن تكون ثلاث ألمانيات أخريات معروفات للسلطات الألمانية بين المختفيات بعد تحرير مدينة الموصل، وهن «سارة.و (16 سنة)» من ولاية بادن فورتمبيرغ، و«ليونورا.م» (15 سنة)» من ولاية سكسونيا – أنهالت، و«ميريف.س (17 سنة)» من ولاية هامبورغ”.
وختمت الصحيفة ان “النيابة العامة في مدينة غيرا، بولاية تورنغن، تحدثت عن أن فتاة اختفت سنة 2014 وهي بعمر 15 سنة. ورجحت النيابة العامة أن الفتاة لم تنضم إلى «داعش»، وأنها تزوجت من سوري وتعيش حالياً في سوريا، ولذلك فقد قررت النيابة العامة وقف التحقيق الصادر بشأنها”.
الرئيسية / الأخبار / دولة القانون تحذر من صدور قرار بتسليم الداعشيات الألمانيات لبرلين: اياكم والاستهتار بدماء الشهداء