الخميس 19 . 11 . 2015
يونس أحمد الناصر / سوريا
في سباقات الخيول يقوم مالكي الخيول على تربية خيولهم و تغذيتها و تدريبها ثم الزج بها في السباقات للحصول على مكاسب مراهنتهم, و عندما يتعثر حصان و ينكسر يقوم المربون بالتخلي عنه و بإطلاق النار على رأس الحصان المكسور – كون كسر الحصان لا يجبر – و المربين لن يقوموا بإطعامه هكذا دون فائدة ترتجى منه .
ما سبق هو ما ينطبق تماماً على الإرهابيين الذين ربَّتهم أمريكا في حظائرها و أطعمتهم و درَّبتهم , ثم زجَّت بهم في المضمار السوري و راهنت عليهم بإسقاط الدولة السورية .
و بعد كل هذه الجولات في مضمار السباق و خسارتهم لكل هذه الجولات, أصبح من الخسارة الصرف عليهم و إطعامهم و باتت رصاصة الرحمة هي الحل للتخلص منهم و هو ما يحدث اليوم في التحالف الدولي للقضاء عليهم .
و زرائب المربِّين لا تخلو من الخيول التي يتم تحضيرها لزجها في مضامير السباقات الأخرى على أمل تعويض خساراتهم السابقة , و
المضمار القادم على ما أعتقد بعد انجلاء غبار السباق في المضمار السوري , هو المضمار المصري و الذي سيراهنون عليه مجددا .
لماذا زرائب الخيول الأمريكية لا تحوي غير الخيول الوهابية ؟؟
سؤال كبير يطرحه كل متابع على مستوى العالم وهو لماذا كل من يقومون بالتفجيرات الإرهابية و يفخخون أجسادهم و تفجيرها بالأبرياء هم من معتنقي المذهب الوهابي ؟؟
هؤلاء الوهابيون, الجهلة , يفخخون أجسادهم و يفجرونها طمعاً بالموت والوصول إلى مرحلة ما بعد الموت و التي هي الحياة الخالدة المليئة بالمسرات وفقاً للمعتقد الوهابي الشاذ , فتلك الحياة كما صوَّرها لهم شيوخهم… ” لا كما عين رأت و لا أذن سمعت “… أنهار الخمر التي يحرِّمونها في الدنيا تجري تحت أقدامهم يشربون منها و لا يرتوون و حدائق الجنة الغنَّاء بديلاً عن صحرائهم القاحلة , و الغيد الحسان (حوريات الجنان) بالآلاف و لسن بالمئات, لا يمللن نكاحاً من المؤمن الذي يمتلك قوة جنسية خرافية و أعضاء جنسية هائلة لا تنثني و لا تتعب, و كذلك كون جميع من لا يعتقد مذهبهم هو كافراً حلال قتله و سبي عرضه و نهب رزقه , مما يضع عن أكتافهم وزر الجرائم التي يرتكبونها, و يجعلهم يقتلون و ينهبون و يغتصبون بدم بارد, بل بسعادة لا يفوقها سوى وصولهم إلى الجنة التي بها يوعدون.
لا يخفى الدور الاستعماري البريطاني في صنع السعودية / الجنرال جون فيلبي , من مواليد سيلان العام 1885 م ، واسمه الكامل هو هاري سانت جون فيلبي ، المعروف بـ ” جاك ” أو الشيخ عبد الله ” ، أو ” الحاج عبد الله ” بعد ذلك ، وهو ابن عم الماريشال مونتجمري .
و قد اضطر إلى إشهار “إسلامه” الظاهري في أوائل الثلاثينات ، لكي يتم تحركه بصورة علنية من دون اعتراض الإخوان المسلمون على تواجده بينهم , لإدراك حساسية وجود من يعتبرونه كافراً بينهم في تلك الأرض التي لا يرحب أهلها بوجود نصراني بينهم كما يعتقدون, وكانت بريطانيا قد أرسلت قبل جون فيلبي الكابتن شكسبير لتقديم المشورة لعبد العزيز، لكنه سقط صريعاً في معركة “جراب” عام 1915م.. عندما علم الناس أن هناك “كافراً” يقاتل في صفوف (الموحدين) .
و عندما وضعت الإدارة الأمريكية مشروع برنارد لويس موضع التنفيذ عبر سياسة الفوضى الخلاقة المدارة أمريكياً لتحقيق مشروعهم الكبير وهو الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية كوناليزا رايس , قبل أحداث ما يسمى الربيع العربي , لم تجد أمريكا أفضل من معتنقي العقيدة الوهابية الفاسدة بوحشيتهم و تكفيرهم لكل البشر خيولاً كي تراهن عليها لتحقيق ما سبق , فاستغلت أمريكا الحكومات الأوليغارشية التي لا زال يحكمها العرف العشائري لتمويل ما تريده الحكومة الأمريكية, عبر تمويل صفقات السلاح المليارية و استغلال الخزَّان البشري الهائل في دول الخليج و العالم الإسلامي الذين استطاعت الوهابية غسل عقولهم بالبترودولار و الوعد بالآخرة .
ولا نستغرب بأن الاستعمار الذي رعى هؤلاء و ربَّاهم… من فيلبي كما سبق إلى يومنا هذا … كان يُعدُّهم لهذا اليوم لتنفيذ استراتيجيته في هذه المنطقة من العالم , و كمثال نذكر جميعاً كيف زجَّت بهم أمريكا في افغانستان سابقاً لمواجهة عدوهم السابق و أعني الاتحاد السوفييتي و أجبرته على الرحيل بعد حرب عصابات كان عنوانها (الإسلامية بمواجهة الشيوعية الكافرة ) كما أعلنها زعيم القاعدة أسامة بن لادن حينها , و هو نفس العنوان المطروح اليوم ذاته بعد الدخول الروسي على خط الحرب على سورية , فالروس يعتبرون من يستهدفون سورية اليوم هم أعداء الأمس في افغانستان و الشيشان و بأنهم يهددون الأمن القومي الروسي .
أمريكا التي اعترفت بفشلها في إسقاط الدولة السورية بالقوة و تشكيل حكومة عميلة ( وهو مضمون الرسالة التي بعث بها السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك للرئيس الأسد و يقول فيها بأن ما جرى في سورية هو عدوان خارجي لتغيير النظام بالقوة و تشكيل حكومة عميلة لأمريكا ) , و هو أيضا مضمون التحالف الوهمي الذي قادته أمريكا قبل عام تقريبا , رعى داعش و قوَّاها عبر إمدادها بالسلاح و المال و الطعام وكما شاهد العالم أجمع بأن قوافل داعش التي تمتد كيلومترات كانت تسير تحت عين الطائرات الأمريكية و حمايتها .
أمريكا اعترفت بفشلها و حان الوقت كي تنتقل إلى مضمار آخر , كي تنفذ فيه جريمة أخرى تراهن بأنها ستنتصر بها , و أعتقد بأن الساحة المصرية هي المستهدفة اليوم حيث تمت تهيئة حظائر الخيول الوهابية في سيناء و غيرها من المناطق و نقلت من تريده من سورية و العالم إلى ( ولاية سيناء ) التي أعلنها التنظيم الإرهابي , و من تبقى من الوهابيين الخليجيين أو من استطاعت الوهابية تجنيدهم للجري في المضمار السوري عليهم الموت و الاحتراق في الأرض السورية , خوفاً من ارتدادهم على المجتمعات الغربية بشكل رئيس كما حدث في الاعتداءات الإرهابية مؤخراً في باريس .
و علينا أن نؤكد هنا بأن الحكومات الفرنسية المتعاقبة هي أدوات كغيرهم من الأدوات في المشروع الأمريكي و تسببت بمأساة كبيرة للشعب الفرنسي .
فرنسا بعدما أصابها , دخلت بالتحالف الروسي الحقيقي للقضاء على داعش, التي أذاقتهم مرارة الجرائم التي كانوا يرتكبونها في سورية , فكان لابد للحكومة الفرنسية من حفظ ماء الوجه دفاعاً عن الشعب الفرنسي و لو شكلياً , خوفاً من خسارة هولاند للانتخابات القادمة .
من تبقى من الخيول الوهابية الخاسرة على الساحتين السورية و العراقية حان موعد إعدامها , و تركيا التي فتحت لهم الحدود للدخول إلى سورية أغلقت بالأمس بالتعاون مع أمريكا الحدود بوجههم و تركتهم لمصيرهم المحتوم, احتراقاً بنيران التحالف الروسي الفرنسي و نعال رجال الجيش العربي السوري الذي يستعيد المناطق التي دخلها هؤلاء الوهابيون خلال سنوات العدوان , فطيران التحالف الحقيقي للقضاء على الإرهاب يغطي السماء , و رجال الجيش العربي السوري يغطون الأرض.
وليس بعيداً- كما يعترف مشغِّلوهم بأن الأرض السورية ستكون طاهرة منهم , و مستر كيري الذي كان قبل الدخول الروسي على خط الدفاع عن سورية يقول بأن القضاء على داعش يحتاج من 15-20 عاماً, قال في آخر تصريح له بأن أيام داعش معدودة .
و مؤتمر فيينا الذي أداره حليفنا ,لاعب الشطرنج الروسي الماهر , وضع اللمسات الأخيرة لنهاية الصراع على سورية , و قرر إعدام كل الخيول الوهابية المتبقية على الساحة السورية .
بانوراما الشرق الاوسط