السيمر / الاحد 25 . 03 . 2018 — مازالت الضغوط تستمر لايقاف الحرب السعودية على اليمن دون جدوى، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان يزعم أن هذه الحرب هي لاعادة الشرعية، في وقت يسقط الالاف من الشهداء ويتعرض أفقر شعب في العالم إلى التجويع.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه في الوقت الذي لم يبد فيه الرئيس الأميركي راغبا في الضغط على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان -الذي وصفته بالمتهور- فقد لقي استقبالا باردا بالكونغرس، حيث طالبته لجنة العلاقات الخارجية باتخاذ إجراءات تصحيحية قوية باليمن.
وأضافت الصحيفة أنه يمكن لابن سلمان أن يستخدم بعض التوجيهات من أهم حليف لبلاده أميركا، مشيرة إلى أنه تبنى إصلاحات وصفتها بالواعدة، لكنه في المقابل تابع مغامرات عدوانية غير مدروسة وتدخلا كارثيا باليمن.
وكان ولي العهد السعودي قال للصحيفة نفسها إنه لا توجد خيارات جيدة في اليمن، وإن المفاضلة هي بين خيارات سيئة وأخرى أسوأ منها. وأضاف ابن سلمان أن بلاده لم تفوت أي فرصة لتحسين الظروف الإنسانية في اليمن.
لكن منظمات حقوق الإنسان ومشرعين أميركيين قالوا إن القصف الجوي السعودي كان وراء مقتل نحو 5000 مدني في اليمن.
وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس هو الآخر كان قال لابن سلمان -الذي تستمر زيارته أميركا لأسبوعين- إنه ينبغي بشكل عاجل إيجاد حل سياسي لحرب اليمن، وعبر عن أمله بنجاح جهود السلام التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن.
في السياق، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تقريرا بعنوان “ولي العهد يحصل على موافقة لشراء أسلحة، ولكن مع تحذيرات بشأن اليمن”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة تريد استمرار الشراكة الأمنية والاقتصادية مع دول الخليج عامة، والسعوديةِ بوجه خاص، ولا تريد فسح المجال لروسيا للمنافسة في منطقة الخليج.
وذكرت الصحيفة نفسها أن تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي ومايك بومبيو وزيرا للخارجية يعزز خط إدارة ترمب المناهض لإيران، وهو ما يتوافق مع ما تريده السعودية، مشيرة لرغبة واشنطن بإيجاد حل سياسي للحرب في اليمن.
الصماد : العدوان السعودي أميركي من اليوم الأول
اعتبر رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن صالح الصمّاد أن تصويت مجلس الشيوخ الأميركي بغالبية مطلقة لصالح استمرار الدعم لـ “تحالف العدوان” يعني أن العدوان على بلاده هو أميركيٌّ من أوّل يوم.
وفي كلمة له خلال اختتام ورشة عمل التعبئة والاستدعاء للضباط في المحافظات، أكد الصمّاد أن خيار السلام قد يكون غير وارد لدى العدوان، مضيفاً “نحن لا يمكن أن نستسلم بعد كل التضحيات، ولا بدّ أن نتّجه إلى المصالحة الداخلية”.
الصمّاد دعا لكي تكون هناك حالة استنفار في جميع الوحدات العسكرية والقرى والمدن لمواجهة العدوان، مشدداً على أنه لا حلّ إلا بتعزيز الصمود للتعجيل بساعة النصرة ورفع معاناة الشعب اليمني.
من جهته، قال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي إن تصريحات ولي العهد السعودي دليل على نظرته العدائية لليمن.
ودعا البخيتي جميع المكونات السياسية اليمنية لاستعادة العملية السياسية والتوصل إلى حل داخلي. وأضاف المسؤول الحوثي أن الاتصالات غير المباشرة بين جماعة الحوثي والسلطات السعودية لم تنقطع في الفترة الماضية.
الحراك الجنوبي: السعودية والإمارات تجوع اليمن
أدانت مكونات وفصائل الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية ما تقوم به دول التحالف العربي، وتحديدا الإمارات، من إجراءات في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحكومة.
ووصفت هذه القوى -المكونة من 15 فصيلا ومكونا سياسيا- في لقاء تشاوري بمدينة عدن ما تقوم به بعض دول التحالف خاصة دولة الإمارات بسياسة التجويع الممنهج. وقالت إن ذلك يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، من خلال سياسة التحكم في مصادر الحياة الضرورية، ومنع دخول الرواتب وغيرها من احتياجات الناس إلى عدن فضلا عن احتجازها في الموانئ.
ودعت تلك الفصائل إلى تنظيم فعاليات لرفض سياسة التجويع، والاحتجاج على وجود قوات من الحرس الجمهوري بعدن برعاية إماراتية، وفي معسكرات لها بالمدينة.
وكان البنك الأهلي اليمني (حكومي) طالب في مطلع فبراير/شباط في وثيقة رسمية من دولة الإمارات بالإفراج عن شحنة أموال محتجزة في ميناء عدن، مخصصة لدفع رواتب موظفين متوقفة منذ أشهر بالمحافظات الجنوبية.
وأوضحت الوثيقة أن الأموال المحتجزة تقدر بـ 170 مليار ريال يمني (ما يعادل 680 مليون دولار أميركي)، لكن السلطات الإماراتية لم تعلق على تلك الوثيقة وما جاء فيها.
وتختلف فصائل الحراك الجنوبي، من بينها المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، الهيئة الشعبية الجنوبية، اتحاد شباب الجنوب مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، التي أنشأت ما يسمى بقوات الحزام الأمني في عدن، وهي خليط من عسكريين جنوبيين، غالبيتهم منتسبون لجماعات سلفية، ومقاتلين طامحين إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله.
يشار إلى أن منظمة العفو الدولية (أمنستي) شجبت أمس مبيعات السلاح الغربية للسعودية وحلفائها في حرب اليمن، التي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف شخص منذ مارس/آذار 2015 عندما شن التحالف العربي بقيادة السعودية حملة عسكرية باليمن لدعم الحكومة الشرعية بعد انقلاب جماعة الحوثي عليها والسيطرة على عاصمة صنعاء ومحافظات أخرى.
الاتجاه برس