الاحد 22 . 11 . 2015
مسلم السرداح
>انهم يقطعون النخيل ويعبثون بالبيئة >
النخلة التي كانت تقف عند حافة الجرف
على بعد نبض واحد من ابهر القلب
كنت اقف تحتها
كل ظهيرة
بانتظار عودة ابي
عابرا الشط ‘ حاملا عرق قميصه الازرق .
اتت عليها الحكومة
بمساعدة الاهالي
-ببساطة جزار يجيد مهنته –
كجزء من حملتها لاعادة الاعتبار
الى السكن المتغرج
كثيرون قالوا انهم شافوا
دموعا حمراء تساقطت
كما يتساقط العسل الاحمر
واخرون قالوا انهم سمعوا
صوت بكاء اختلط مع ضجيج الاليات العتيقة
اما انا ابن تلك المنطقة
الراحل عنها توا منذ زمن بعيد
فاعرف النخل جيدا
انه ذو كبرياء
يستحي ان يبكي امام الجميع
لكنه حين يختلي بنفسه
وحين يتصحر الماء
تبتدىء سكاكين الحزن تنغرز في قلبه
الذي يشبه قلب اللبوة المهزومة .
النخلة امراة جميلة
بنهدين يشبهان الرطبة
في منتصف نضجها
يصبان العسل الاحلى
مع انها لاتتغنج كباقي النساء
ولاتطلب العطف من احد
هي مفتونة بطبعها
ان تسدل شعرها
لتعطي الفيء للاخرين