أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / لا شلع ولا قلع .. حكومة أبوية

لا شلع ولا قلع .. حكومة أبوية

السيمر / الخميس 24 . 05 . 2018

أياد السماوي

يبدو أنّ مفاوضات تشكيل الكتلة الأكبر لا زالت تتراوح في مكانها من دون أي تقدم ملموس بهذا الاتجاه , فبالرغم من اللقاءات المكّثفة التي أجراها زعماء الكتل الفائزة باتجاه تشكيل الكتلة الأكبر , إلا أنّ هذه المفاوضات لم تسفر حتى اللحظة عن ولادة الكتلة الأكبر المكّلفة دستوريا بترشيح رئيس الوزراء القادم , ومن خلال سير المفاوضات وما يرشح عنها يبدو أنّ فرص الخلاص من حكومات التوافق والمحاصصة , قد تضاءلت إلى حد كبير , فالحكومة الابوية التي نادى بها زعيم كتلة سائرون السيد مقتدى الصدر , سائرة نحو حكومة تضم كل الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات عدا ائتلاف دولة القانون وزعيمها اللدود نوري المالكي , وهذا مما يضع شعار شلع قلع الذي هيّج الشارع العراقي بالتظاهرات الكبيرة والاعتصامات داخل وخارج المنطقة الخضراء , على الرّف في الوقت الحاضر بل والتّخلي عنه , فالشعارات شيء وتشكيل الحكومة شيء آخر , فمن الطبيعي والمنطقي لأي حزب أو كتلة سياسية تفوز بالمرتبة الأولى بالانتخابات أن تتطلع إلى تشكيل الحكومة القادمة وترشيح رئيس الوزراء , وإن تعذرّ ذلك فيجب أن تكون لها حصة الأسد في تشكيل هذه الحكومة .
فجميع المعطيات المتوّفرة من سير المفاوضات تؤكدّ أنّ تطلعات العراقيين في الخلاص من نظام المحاصصات الطائفية والحزبية قد تبخرّت وذهبت أدراج الرياح , وسائرون التي يعوّل عليها الخروج من نظام المحاصصات سيء الذكر قد تراجعت بشكل كامل عن شعار شلع قلع الذي نادى به زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر ومعه القوى المدنية واليسارية , وحتى شعار كلا كلا أمريكا هو الآخر قد تم التخلي عنه , حسبما صرّح به القيادي في التيّار الصدري ضياء الأسدي يوم أمس بعدم العودة إلى المربع الأول في العلاقة مع الولايات المتحدّة الأمريكية , وما مساعي كتلة سائرون للتحالف مع الكتل السياسية الفائزة على تشكيل الحكومة القادمة إلا دليل على تبّخر شعار شلع قلع , وربّ سائل يسأل السيد مقتدى الصدر من هي القوى السياسية المقصودة بشعار شلع قلع والتي تظاهرتم ضدّها في ساحة التحرير ودخلتم إلى بنايتي مجلسي النوّاب والوزراء ؟ أليست هي نفس القوى السياسية التي تنوون التحالف معها الآن لتشكيل الكتلة الأكبر ومن ثم تشكيل الحكومة القادمة ؟ وهل إطلاق صفة الأبوية على الحكومة القادمة سينفي عنها صبغة المحاصصات ؟ وعلى سبيل الذكر هل ستقف سائرون بالضد من توزيع الرئاسات الثلاث وفق معادلة كردي سنّي شيعي ؟ أسئلة من حقنا ككتّاب وإعلاميين أن نجد لها أجوبة مقنعة يقتنع بها الشعب العراقي ؟ أخيرا أليس التيّار الصدري كان ولا زال جزء لا يتجزأ من كل هذه الحكومات الفاسدة التي حكمت العراق بعد سقوط الديكتاتورية ؟ أخيرا متى نضع شعاراتنا موضع التنفيذ ؟؟؟ .

اترك تعليقاً