أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / حكاية فنتازية أسمها أحتراق ضمائر !!!

حكاية فنتازية أسمها أحتراق ضمائر !!!

السيمر / الجمعة 15 . 06 . 2018

عبد الجبار نوري

ثمة سُنّة من سُننْ السوء زرعها المحتل وأعوانُهُ من العملاء وما أكثرهم التي هي ( مودة الحرائق ) أن ما حدث في الأحد الماضي في أندلاع الحرائق في مخازن مفوضية الأنتخابات في الرصافة لهو أمرٌ يدعو إلى السخرية والأشمئزاز والحزن في آنٍ واحد والمتزامن بتدهور الوضع السياسي والأمني بعد كل عملية أنتخابات والذي أعتاد المواطن المسكين عليه وبقناعتي أنهُ حدث فنتازي خيالي لم يحث مثل هذا التحدي منذ تأسيس الدولة العراقية المستلبة في زمن العتمة وبحسب قناعتي ومن حيثيات الحدث المأساوي أنها ترقى إلى درجة الجناية العمد سبق الأصرار والتحدي ، وأن العراقي قد تعّودَ على مثل هذه الأفلام الهندية في حرائق طابق الملفات والعقود ودسكات الحسابات ربما تكون على الأغلب في الطابق الثاني للمؤسسات الحكومية ، حيث أصبحت ألسنة النيران وأعمدة الدخان عادية عند المواطن بسبب أفتضاح جرائم السرقات ونهب المال العام حين تصبح رائحتها تزكم الأنوف وهي تلتهم معها جماليات واجهات هذا الوطن المستلب دوماً ، وتكرار حوادث الحريق وبالذات في الطابق الثاني وهذا هو شرُ البلية ما يضحك ويبكي في آنٍ واحد ، وهو أمرٌ غريب يثير الشكوك ويفتح أبواب نظرية الأحتمالات في التفسير والتأويل ، ولصمت المسؤولين وطول مدة التحقيق والحصيلة الأخيرة المعروفة هو ( التماس الكهربائي ) ، حيث كشفت وثيقة الأدلة الجنائية الخاصة بالحريق الذي حدث في الطابق الثاني من مطار بغداد الدولي في 7 تشرين ثاني 2017 عن أحتراق عقود الأيرادات المبرمة مع بعض الشركات الأجنبية ، والحقيقة الصادمة أن سبب الحريق هو بعض من المسؤولين لجؤوا إلى عملية أحداث الحريق المتعمد في القسم القانوني للمنشأة لأخفاء ملفات الفساد والتي تحوي على ملف قطاع الرقابة الجوية والذي قيمتهُ 50 مليون دولار سنويا لصالح جيوب الفاسدين وعلى رأسهم مدير عام المنشأة للطيران المدني الذي ( أقيل وأعفي ) من منصبه بعد تدخل وأطلاع رئيس الوزراء على حيثيات التحقيق ، ولكن يبقى هاجس التماس الكهربائي هو الأبرز وربما تنطلي على الكثير من السذج من الناس لهذه الأسباب :
لم تبذل الحكومة جهداً في التحقيق الجدي بهذا الشكل المريب ، وتقديم الجناة إلى العدالة بتعرض لجان التحقيق إلى ضغوطات وتأثيرات وربما تهديدات مباشرة من مجموعات متورطة ومستفيدة ، وللأسف الشديد أصبح العراق ساحة لعرض العجائب والغرائب ، ومفرغة لصواعق المنطقة والعالم ، ومشرحة لتوضيح سبب الموت المجهول ، ومختبراً لأيشع الأمراض الأجتماعية ، والمؤلم أكثر هو ضياع هيبة الدولة وسيادتها في المحافل الدولية بفقدانها الخيط والعصفور كما يقول المثل الشعبي .
وأخيراً وليس آخراً لقد أدركت شهرزاد الصباح لتهمس في أذن عريس الغفلة شهريار ( أسكت لحد يسمعنا ) ضحاياك في تغييب بنات جنسي من الحسناوات ألتهمتها الحرائق وقيّد بأسم مجهول — !!!؟؟؟

كاتب عراقي مغترب
في 15 حزيران 2018

اترك تعليقاً