الرئيسية / مقالات / من أجل جبهة مناهضة للمحاصصات ومخرجاتها

من أجل جبهة مناهضة للمحاصصات ومخرجاتها

السيمر / الأحد 17 . 06 . 2018

أياد السماوي

دعوات الإصلاح والتغيير التي نادت بها كافة الأحزاب والقوى السياسية قبيل الانتخابات النيابية والدعوات إلى حكومة أغلبية سياسية , تتلاشى وتذوب تحت سماء الفضاء الوطني الواسع الذي سيجمع كل الطيف السياسي الشيعي الذي حكم البلاد خلال الخمسة عشر سنة الماضية , فبالرغم من عدم وجود اتفاق موّقع بين العامري والصدر على تشكيل هذا التحالف , إلا أنّ الدلائل والمؤشرات تؤكدّ أنّ الكتل السياسية الشيعية الخمسة الكبار متجهة جميعا نحو تشكيل هذا الفضاء الجديد الذي سيضمن الكتلة الأكبر واستمرار بقاء رئاسة الوزراء داخل الفضاء الشيعي , وحتى ائتلاف دولة القانون الذ تبّنّى شعار حكومة الأغلبية السياسية هو الآخر متجه نحو هذا الفضاء الجديد , وإذا ما صّحّت التسريبات التي تؤكد أنّ وساطات عالية المستوى تجري لعقد لقاء بين المالكي والصدر , فإن شعار حكومة الأغلبية السياسية الذي تبّناه المالكي شخصيا يكون قد تلاشى تماما , أمّا بخصوص شعارات التغيير والإصلاح والشلع والقلع التي نادى بها تحالف سائرون هي الأخرى تتلاشى وتذوب تحت ضغط المشاركة في الحكومة القادمة وتلافي شبح الجلوس في مقاعد المعارضة , وحتى يكون هذا التراجع عن الشعارات التي صدّع بها تحالف سائرون وبقية الكتل الأخرى رؤوسنا ويكون مقبولا ومبررا , ابتكرت هذه الكتل السياسية أكذوبة الحرب الأهلية وما ستؤدي إليه عملية إعادة العد والفرز اليدوي في كافة محافظات العراق من تغيير في نتائج الانتخابات التي شابها التزوير بالكامل , فالتلويح بالحرب الأهلية هو المبرر الأكبر للخروج من مأزق التزوير الفاضح والمخجل الذي شاركت به كلّ الأطراف السياسية الرافضة لإعادة العد والفرز اليدوي بالكامل بالاتفاق والتواطئ مع المفوضية اللا مستقلّة للانتخابات .
وبهذا فإنّ فرصة الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري والخروج من مأزق المحاصصات الطائفية والحزبية باتت شبه معدومة في ظل المعطيات الحالية لخارطة التحالفات السياسية , فقد أصبح بشبه المؤكد اشتراك الجميع في تشكيل الحكومة القادمة وتقاسم مغانم السلطة والتمّتع بامتيازاتها وسطوتها , وستعود المحصصات بأبهى حلّتها بعد تشكيل الحكومة الجديدة وتقاسم المناصب العليا , وسيبقى كل شيء على حاله من دون تغيير , وسيبقى العراقيون يتلّظون من حرارة الصيف وانقطاع التيّار الكهربائي وانعدام الخدمات وتدّني المستوى المعاشي وستبقى معاناتهم مستمرّة ما دامت الانتخابات لم تأتي بالتغيير , وعليه ليس أمام القوى السياسية والشعبية الرافضة للمحاصصات والتي تنشد الإصلاح والتغيير , إلا التجّمع في جبهة مناهضة للمحاصصات ومخرجاتها , جبهة تتشّكل داخل قبة البرلمان حتى وإن كانت بعدد أصابع اليد الواحدة تكون نواة لجبهة عريضة في المستقبل , جبهة تأخذ على عاتقها مهمة الإصلاح السياسي ورفض النظام السياسي الحالي القائم على أساس المحاصصات الحزبية والطائفية , ورفض النظام الانتخابي الحالي بكل مخرجاته , والدعوّة إلى حل المفوضية اللا مستقلّة للانتخابات وإناطة العملية الانتخابية تحت إشراف القضاء العراقي , وعدم المشاركة بحكومات المحاصصات الحزبية والطائفية مهما كان لونها وطعمها , وتشكيل نواة معارضة حقيقية داخل قبة البرلمان تتوّلى عملية الرقابة والتصدي للفساد والفاسدين , وعدم الوقوع في شراك شعارات الأحزاب والقوى السياسية الفاسدة مرّة أخرى , ودعوة طبقات المجتمع المثقفة والواعية إلى الانخراط في هذه الجبهة المناهضة للمحاصصات والفساد وممارسة دورها الفاعل في محاربة قوى الفساد والشر التي عشعشت في كافة مؤسسات الدولة وتسببت يهذا النهب المنّظم للمال العام … أيها العراقيون الشرفاء والغيارى إنّ آمال الفقراء والمعدمين شاخصة إليكم ومعلّقة برقابكم ورقاب الوطنيين وأصحاب النفوس العالية الرافضة للفساد والساعية للخلاص الحقيقي من المحاصصات الطائفية والحزبية , وقد آن الأوان لانبثاق الجبهة المناهضة للمحاصصات ومخرجاتها .

اترك تعليقاً