السيمر / الأربعاء 04 . 07 . 2018
أياد السماوي
لا شّك أنّ حادثة اغتيال الشهيد قاسم ضعيف قد ألقت بضلالها القاتمة على الوضع الأمني المتدهور في البلد , وتركت الكثير من التساؤلات عن الجهة التي نفذّت هذه الجريمة البشعة , خصوصا بعد التصريحات الصادمة التي أدلى بها دولة رئيس الوزراء في مدينة النجف الأشرف خلال حملته الانتخابية والتي قال فيها ( أنّ قتلة الشهيد قاسم ضعيف الزبيدي لن يخيفوه , وإنّه أخبره تفصيليا قبل اغتياله عن المستحوذين على أموال الحشد الشعبي ورواتب منتسبيه ) , وكان هذا التصريح بمثابتة الزلزال الذي هزّ الرأي العام العراقي باعتباره صدر من أعلى سلطة تنفيذية في البلد , حيث أعطى هذا التصريح الضوء الأخضر لتوجيه الاتهامات لقيادات مهمة في الحشد الشعبي بأنّها تقف وراء اغتيال الشهيد قاسم ضعيف , وراح البعض من المتصيدين ينسب اتهامات للمهندس والعامري بأنّهم وراء عملية الاغتيال , بسبب عمليات اختلاس وسرقات كبيرة من رواتب منتسبي الحشد الشعبي قام بها كل من جمال المهندس وهادي العامري والتي اكتشفها الشهيد قاسم ضعيف , والحقيقة أنّ هذه التصريحات التي وجهها دولة رئيس الوزراء كانت ضربة موجعة للحشد الشعبي وقياداته المجاهدة , هذه القيادات التي تحمّلّت شرف التصدّي لداعش وإيقاف زحفها على بغداد وإسقاط النظام في العراق , وحتى داعش نفسها لم تستطع أن توجع الحشد وقياداته كما أوجعتها تصريحات السيد رئيس الوزراء , وكانت أحد أهم الأسباب غير المباشرة في استعادة داعش لقوتها ونفوذها من جديد واحتلالها لمساحات تقدّر بأربعين ألف كيلومتر مربع وتهديدها لمدينتي كربلاء والنجف .
الآن بعد أن تمّ إلقاء القبض على قتلة الشهيد قاسم ضعيف واعترافهم بجريمتهم النكراء , نتوّجه لدولة رئيس الوزراء الذي وجّه الاتهام لقادة الحشد الشعبي باغتيال الشهيد قاسم ضعيف , من هي الجهة التي نّفذّت عملية الاغتيال ؟ وهل صحيح أنّ أربعة افراد من رجال الشرطة المرتزقة هم من نّفذّوا عملية الاغتيال لصاح أحد المقاولين؟ ومن هو هذا المقاول ؟ ولماذ تعمّدّت الحكومة بإخفاء التحقيقات وعدم اطلاع الرأي العام العراقي حول منّفذي هذه الجريمة المروّعة التي هزّت الرأي العام ؟ ولماذا لا يعلن دولة رئيس الوزراء أسماء أفراد الشرطة الأربعة الذين نّقذّوا الجريمة ؟ ولماذا منع رئيس الوزراء رئيس جهاز الأمن الوطني بكشف هذا الجريمة بعد استكمال التحقيقات التي جرت في جهاز الأمن الوطني ؟ في الختام .. أتوّجه بالشكر والتقدير والثناء لجهاز الأمن الوطني الذي كشف هذه الجريمة والتوّصل لمنفذيها واعتقالهم , وشكر خاص للسيد أبو حسين الشطري الذي أشرف بنفسه على التحقيق في كشف خيوط هذه الجريمة .. ويبقى حشدنا الشعبي وقادته الميامين الأبطال حماة للوطن والشعب والمقدّسات .