السيمر / الاحد 08 . 07 . 2018
أياد السماوي
تسريبات إعلامية وصحفية تؤكد أنّ وفد مجلس الشيوخ الأمريكي الذي زار بغداد مؤخرا والتقى برئيس الوزراء حيدر العبادي , قد طلب منه إقالة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي جمال جعفر المهندس , وفي حالة عدم استجابة الحكومة العراقية لهذا الطلب فأنّ الولايات المتحدّة الأمريكية ستوقف تعاونها العسكري مع العراق , ويأتي هذا الطلب في ظل أجواء مشحونة تهدد باندلاع حرب شاملة في المنطقة ستحرق الأخضر واليابس , ويرّجح بعض المتابعين للشأن السياسي العراقي إنّ طلب الولايات المتحدّة بإقالة جمال المهندس يدخل ضمن هذه الاستعدادات للحرب , فمنذ مجيء الرئيس الأمريكي ترمب إلى البيت الأبيض وهو يعدّ العدّة للخروج من الاتفاق النووي المبرم بين إيران من جهة ودول الاتحاد الأوربي زائدا أمريكا من جهة أخرى ومحاصرة إيران اقتصاديا ومنعها من تصدير نفطها , ومعاقبة الدول والشركات العالمية التي سوف لن تنّفذ الحظر الأمريكي في 4 نوفمبر القادم وذلك بإخراجها من النظام المالي الأمريكي , كما أنّ عزم الولايات المتحدة الأمريكية بتخفيض أعداد قوّاتها المتواجدة في العراق هو الآخر يدخل ضمن هذه الاستعدادت , فطبول الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل للحرب باتت تقرع أكثر من أي وقت مضى , ووجود جمال المهندس على رأس قيادة الحشد الشعبي في العراق يشّكلّ خطرا جسيما على القوّات الأمريكية الموجودة في العراق , ولا بدّ من عزله وتغيير كلّ الطاقم الذي يرتبط به ويأتمر بأمره من أجل ضمان عدم دخول الحشد الشعبي كطرفا في النزاع القادم ضدّ الولايات المتحدّة الأمريكية .
ولا أحد يعتقد أنّ ضرب إيران وتدميرها عسكريا واقتصاديا سيصّب في صالح العراق وشعبه , إلا أعداء إيران والحشد الشعبي والسائرون في ركاب المخطط الأمريكي الإسرائيلي السعودي , فالحشد الذي بناه المهندس وأرسى قواعده لن يقف مكتوف الأيدي أمام العدوان الأمريكي الإسرائيلي الذي بات يلوح بالأفق , حتى وإن تمّت إقالته من منصبه في قيادة الحشد الشعبي , فمن خلال اطلاعنا على هذه المؤسسة الجهادية فإني أقول وبضرس قاطع إنّ نفس المهندس موجود في كل جزء من أجزاء هذا الكيان الجهادي العظيم , بل يجري في عروق جميع القادة والمقاتلين , كما وأنّ الشعب العراقي يعلم علم اليقين أنّ جمال المهندس هو الأب الشرعي والروحي لمؤسسة الحشد الشعبي , وأبناء الحشد الشعبي لا يمكن أبدا أن يخضعوا للإرادة الأمريكية الإسرائيلية مهما كانت التضحيات , وفي الوقت ذاته فأن الحكومة العراقية لا يمكن أن تخضع هي الأخرى للإرادة الأمريكية الإسرائيلية , ولا يمكن أن تطعن الحشد الشعبي من الظهر , وليعلم الجميع أن مهندس الحشد وباني صرحه العظيم هو الحشد كلّ الحشد وهو صراط المجاهدين نحو المجد والشهادة والعلى .