السيمر / الاثنين 09 . 07 . 2018
هشام الهبيشان / الاردن
تزامناً مع المعلومات المؤكدة القادمة من ميدان العمليات العسكرية الكبرى الجارية في عموم مناطق محافظة درعا ،والتي تؤكد أن قوات الاقتحام الخاصة في الجيش العربي السوري و بدعم جوي سوري – روسي ،تستعد لعملية عسكرية كبرى ” خاطفة وسريعة ” لتحرير منطقة “درعا البلد “،بعد رفض المجاميع الإرهابية التابعة لجبهة النصرة الخروج من أحياء درعا البلد ،ووصول المفاوضات بين ممثلي هذه المجاميع وتحديداً بما يخص ملف درعا البلد والروس إلى طريق مسدود، وهنا وليس بعيداً عن الأهداف الاستراتيجية لمجمل معارك عموم مناطق محافظة درعا، وتحديداً المعركة الحاسمة في درعا وهي معركة تحرير أحياء درعا البلد ، فـ مجموع هذه العمليات يسير وفق خطط حسم المرحلة الأخيرة من تطهير مناطق واسعة من محافظة درعا ، وصولاً لتطهير معظم مناطق الجنوب السوري من البؤر الإرهابية المتواجدة في مناطق معينة ومحدّدة يتم استأصلها وفق اولويات الميدان العسكري.
هذه العمليات العسكرية المستمرة بعمق محافظة درعا ستمتد إلى مناطق ريف درعا الغربي لاحقاً والذي تتواجد ببعض مناطقه خلايا ” لتنظيم داعش والنصرة “،وهنا وعند الحديث عن معارك ريف درعا الغربي ، فـ قوات النخبة والتي تساندها وحدات الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة وإسناد الطيران الحربي السوري والروسي تستعد فعلياً لكبرى المعارك في ريف درعا الغربي لمواجهة واجتثاث مجاميع داعش والنصرة الإرهابية وتحديداً في المثلث السوري- الأردني -الاراضي المحتلة “فلسطين ” و مناطق ارياف غرب وشمال غرب درعا ، ويتزامن كل ذلك مع استعدادات تجريها القيادة العسكرية السورية تستهدف نقل الثقل العسكري للجيش العربي السوري من شرق وجنوب شرق درعا إلى غرب وشمال غرب درعا ..فالمناطق المذكورة اصبحت مرتع لتنظيم داعش وهناك ومن خلف الكواليس من يسهل للتنظيم الإرهابي تواجده ويدعمه بالأسلحه،وهذه العملية العسكرية غرب درعا ، تستهدف تحقيق مجموعة اهداف رئيسية ، قد يكون أبرزها ” مرحلياً “هو تطهير كامل محافظة درعا وصولاً لتطهير بعض البؤر الإرهابية المتبقية في القنيطرة، خصوصاً بعد ان تحولت بعض مناطق ريف القنيطرة إلى نقطة وقاعدة تجمع وانطلاق لإرهابيي تنظيم النصرة وتهديد لبعض المناطق الأمنة بمحافظة القنيطرة ، بالاضافة إلى مجموعة اهداف اخرى ومن جملتها قطع الطريق على أي خطط أمريكية – صهيونية تهدف إلى خلط الاوراق بمعادلة معارك الجنوب السوري من خلال تحويل بؤرة “غرب درعا “… لنقطة جذب وقاعدة انطلاق لإرهابيي داعش الفارين من معارك شرق سورية .
هنا وبالعودة لعمليات الميدان ،وبهذه المرحلة ، والتي اصبح بها الجيش العربي السوري يسيطر على مساحة تزيد على 70% من مساحة درعا ووصوله وسيطرته على جبهة بطول 17كلم من الشريط الحدودي مع الأردن ، وسيطر نارياً على معبر نصيب الحدودي مع الأردن “التحرير للمعبر خلال ساعات ” ، وبذات الاطار وعلى محور مهم جداً بمسار العمليات الميدانية تم تحرير معظم البلدات الشرقية والجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية لدرعا بعد اتفاقات وقعت مع المجاميع المسلحة تحت ضغط النار ، وهنا يمكن القول ان الجيش العربي السوري قد بدأ فعلياً يتمرس وبحنكة عالية على مجموعة خطط استراتيجية لتحرير مناطق واسعة وبعمليات نوعية وخاطفة مازالت متبقية تحت سيطرة المجاميع المسلحة والإرهابية في درعا والقنيطرة.
وهنا وليس بعيداً عن معركة تحرير الجنوب السوري ،وعن مجمل معركة تحرير “درعا البلد ونصيب وريف درعا الغربي “، فـ معركة تحرير الجنوب السوري بالعموم ،أثبتت بمنطق الواقع وحقائق الميدان أن الصهاينة كما الأمريكان والسعوديون قد تلقوا هزيمة جديدة في سورية ، فالسعوديون كما الصهاينة يتخبطون اليوم وسط عجزهم امام العمليات الكبرى التي يقوم بها الجيش العربي السوري والحلفاء في الجنوب السوري ، وحديث السوريين وحلفائهم عن قرب بداية معارك تحرير القنيطرة ، بدأ يقض مضاجع الأمريكان وهذا الامر ينسحب كذلك على ” الصهاينة – المتأثر الاكبر ” وحلفائهم ،وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للصهاينة وللأمريكان ومن معهم ، فاليوم عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه تتجه إلى تصعيد وتيرة المعركة بمجموع مناطق الجنوب السوري والعين على عملية تحرير خاطفة وسريعة لمناطق “درعا البلد ونصيب وريف درعا الغربي ” ، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب من السعودي – الأمريكي – الكيان الصهيوني لتطورات معركة تحرير الجنوب السوري .
ختاماً ، وهنا وبالنسبة للحديث عن قمة بوتين – ترامب ،والتي يتوقع البعض أن تخرج بتفاهمات ما تضبط حركة وايقاع معارك تحرير الجنوب السوري ، فهنا يدرك كل المتابعين لتعقيدات ملف الجنوب السوري وارتباط هذا الملف بمعادلات اقليمية – دولية ،ان الوصول لتسوية دولية – اقليمية ما بخصوص هذا الملف ،هو امر صعب جداً بهذه المرحلة ،والدولة السورية تدرك ذلك جيداً ،وتدرك ايضاً أن طول الوقت بين الاخذ والرد والحديث عن تسويات “صعبة التطبيق ” يصب بغير صالح وحدة سورية الجغرافية والديمغرافية ،ولهذا تترك الكلمة للميدان العسكري ،مع تأكيدنا أن هذا الميدان المفتوح على عدة سيناريوهات ،سيكون حسمه بالنهاية لصالح سورية ووحدتها الجغرافية والديمغرافية .