أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / أحدهم ادعى النبوة والآخر قال أنا المسيح.. لماذا تظهر هكذا شخصيات في العراق؟

أحدهم ادعى النبوة والآخر قال أنا المسيح.. لماذا تظهر هكذا شخصيات في العراق؟

السيمر / الأربعاء 11 . 07 . 2018 — بين فينة وأخرى يخرج على العراقيين أحد مدعى النبوة ليعلن عن هوسه أمام العالم وادعائه أنه نبي وفى بعض الحالات أنه المسيح، وأحيانا أخرى أنه يكلم الله أو أنه المهدي المنتظر وغيرها من الروايات التي ينسجها أصحابها بخيوط من خيالاتهم، والتي يدعمها بعض المهوسين باتباعهم والتصديق عليهم.
لم يكن المدعو طارق هاشم، الذي ادعى منذ أيام قليلة أنه “المسيح” هو أول عراقي يدعي امرا دينيا، فقد سبقه كثيرون، وادعى هذا الزعم مواطنون من مختلف الفئات الاجتماعية.

وبالنسبة لطارق هاشم فأنه ادعى انه السيد المسيح وروج لهذا من خلال مقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل ان تقوم عمليات بغداد وبالاشتراك مع قوة من جهاز الامن الوطني باعتقاله في منطقة الغزالية غريب بغداد، بتهمة الدجل والاحتيال واستغلال البسطاء من عامة الشعب.

وقال في مقطع الفيديو “أنا يسوع المسيح ابن مريم، لقد ظهرت لكم من العراق، وإن في ظهوري رحمة للعالمين، ولكي أملأ الأرض قسطاً وعدلاً، سوف يعم الخير في الأرض والبركة، وتنتهي الحروب والزلازل والسلب وغيرها”، داعياً معتنقي الديانات المختلفة “اتباعه والإيمان به لكي يعم السلام”.
بدوره، يرى الشيخ علي الشويلي ان هذه “الشخصيات تقف وراءها أيادي وأجهزة خارجية تهدف لتسخيف الدين واللعب بعقول الناس”، ويقول لـ (وان نيوز) ان هذه الحالات “عادة ما تظهر في المناطق الفقيرة والتي يقل فيها الالتزام الديني والاستماع الى رجال الدين وكذلك المناطق التي يقل فيها منسوب المعرفة، حيث تستغلها تلك الشخصيات وتبث سمومها وافكارها لعامة الناس من البسطاء، لكنها في نهاية المطاف تبوء بالفشل وتنتهي”.
ويعتقد الشويلي ان “مشكلة ظهور كذا شخصيات وافكار في المجتمع العراقي بين حين واخر تحتاج الى تكاتف وتعاون الجميع من حيث وسائل الاعلام والحكومة والمؤسسة الدينية ورجال الدين للتوعية بها وتثقيف الناس، خاصة وان المجتمع العراقي حاليا يعاني من الجوع والفقر وهو لا يسمع للمواعظ والمثل الحميدة او توجيهات أئمة المساجد والمنابر وبالتالي الامر بحاجة الى تعاون الجميع وليس فقط رجال الدين”.
وقبل أيام من بدء الانتخابات النيابية السابقة اعتقلت السلطات العراقية، أحد الأشخاص وهو مرشح للانتخابات في محافظة ذي قار جنوب البلاد، بعدما ادعى في حملته الدعائية أنه نبي ومكلف من الله بالترشح للوصول إلى قبة البرلمان.
وتناقلت وسائل إعلام محلية، نبأ ترشح ياسر ناصر حسين الذي قال إنه “مؤسس حزب الله في العراق عام 2000، وحكم عليه النظام العراقي السابق بالإعدام، وأنه نبي”.
وأثارت هذه الدعاية سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه نشطاء بأنه مريض نفسي، وكان يدعي أنه في الأجهزة الأمنية قبل عام 2003. قبل ان يتم اعتقاله واستبعاده من الانتخابات.
من جانبه، يعتقد سالم العزاوي، استاذ في علم النفس ان “هؤلاء الذين يدعون تلك الادعاءات مصابون بخلل عقلي، وهذا الخلل يحدث نتيجة اضطراب وتغير في كيمياء المخ، حيث يعاني المريض بذلك من أعراض ذهنية مشوشة وإحساس بالوهم وهلاوس تنتابه وتجعله يصدق أشياء عجيبة وغريبة عن نفسه”.
ويضيف، في حديث لـ (وان نيوز) أن “هذه الحالة المرضية تؤدي للانفصام الشخصي، ويعيش الإنسان المريض بعدة شخصيات تختفي فيها شخصيته الحقيقية ويعيش بالشخصية التي تنتاب خياله وتأتيه كهلاوس”.
وعن سبب تخيلهم جميعاً شخصيات دينية ولا يتخيلون شخصيات أخرى، قال العزاوي إن “الشخصية الدينية ترمز للقوة وكثير من الناس يعتقدون انها التي ستخلص العالم من الشرور وتقيم العدل”، منوها الى ان “هؤلاء مرضى يجب علاجهم فوراً لأن التغييرات الكيمياوية في المخ قد تؤدي للصرع والجنون، ولذلك لابد من وضعهم في مصحة نفسية للحصول على علاج يعيد التوزان الكيمياوي لأدمغتهم”.
والجدير بالذكر ان في يوم الإثنين 29/1/2007، جرت مواجهة عسكرية بمدينة النجف بالعراق مع مجموعة تنظيم (جند السماء)، بمعركة بدأت بسيطة ثم تبين أنها معركةٌ كبرى، وكان زعيم التنظيم يدّعي أنه المهدي المنتظر، وأنه قد خطط لاحتلال مرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بالنجف، وقتل جميع المراجع الشيعية في يوم عاشوراء الذي يصادف ليوم الثلاثاء 30/1/2007.
في المحصلة، ربما يتفق الجميع على ان هذه الشخصيات التي تدعي النبوة وغيرها مثل المهدي المنتظر، تعاني من اضطرابات في الشخصية، حيث يشعر فيها الشخص مدعى النبوة بالعظمة، وأنه شخص مهم ومتفرد ويحمل من السمات الشخصية ما تجعله يختلف عن غيره ويكن أعلى مكانة منهم على حد تفكيرهم. أو يكونوا اشخاصا يطمحون للشهرة وحب الظهور الواسع فحسب.

وان نيوز

اترك تعليقاً