الرئيسية / مقالات / البصرة تحترق .. والعبادي في بروكسل يستجدي التحالف الدولي

البصرة تحترق .. والعبادي في بروكسل يستجدي التحالف الدولي

السيمر / الجمعة 13 . 07 . 2018

اياد السماوي

كان من المفترض أن يكون رئيس الوزراء وسط الجموع الغاضبة في مدينة البصرة , يتحسس آلامهم , ويعيش معاناتهم , ويستمع إلى مطالبهم العادلة , ويمتّص غضبهم , ويشعرهم إنّه واحد منهم , وإنّه لن يغمض له جفن حتى تتحقق كل مطالبهم وتزال عنهم معاناتهم , هكذا يفترض أن يكون القائد الحقيقي , فالقائد الذي لا يتحسس ولا يعيش معاناة أبناء شعبه وآلامهم لا يصلح أن يكون قائدا , ففي الوقت الذي تشهد فيه تظاهرات البصرة تطورات أمنية خطيرة تستدعي من رئيس الوزراء أن ينتقل هو وكامل طاقمه الحكومي إلى البصرة للوقوف بنفسه على معاناة أهلها ووضع الحلول لهذه المعاناة , يغادر رئيس وزراء العراق إلى بروكسل لحضور اجتماعات التحالف الدولي ضد داعش , والحقيقة أنّ سفر رئيس الوزراء في هذا الظرف الخطير الذي يمرّ به البلد ووسط هذه الأجواء التي تنذر بانفلات الأمن , إنّما يدّل على عمق المأساة التي يعيشها أبناء الشعب العراقي عامة وأبناء البصرة الغاضبة خاصة , باعتبارها المحافظة الأسوء في الخدمات من دون كلّ المحافظات الأخرى , ولو كان رئيس الوزراء حريصا على حل مشاكل أهل البصرة بقدر حرصه على إعادة تسويق نفسه إلى رئاسة الوزراء مرة أخرى , لكان على رأس الوفد الحكومي الذي ذهب إلى البصرة والتقى بنفسه مع أبناء هذه المدينة الغاضبة .
لكنّ العبادي الذي قفز إلى هرم السلط في غفلة من الزمن وبطريقة الغدر , لا يمكن أن يكون ذلك القائد الذي سينقذ شعبه من الفساد والفقر وانعدام الخدمات , فالعبادي الذي سكن القصور هو وحاشيته وآثر حياة النعيم لا يستّحق أن يعاد تسويقه مرة أخرى إلى رئاسة الوزراء , ولو كان مهتّما لمعاناة أبناء شعبه وآلامهم لما ترك البلد في هذه الظروف حتى يلتقي وزير خارجية أمريكا مستجديا دعم أمريكا له في إعادته لرئاسة الوزراء , فهل من العدالة والإنصاف أنّ المدينة التي يتنّعم كل العراقيين بخيرها لا يشرب أهلها الماء الحلو إسوة بابناء بغداد والموصل والأنبار وأربيل والنجف وباقي مدن العراق الأخرى ؟ ما الذي فعله العبادي وحكومته خلال السنين الأربعة المنصرمة لحل قضية الماء الحلو لأهالي مدينة البصرة ؟ باعتبار أنّ مشكلة الكهرباء وتدّني مستوى الخدمات واستفحال البطالة مشاكل تشترك بها كل محافظات العراق , فمعاناة أهل البصرة يتحمّلها بالدرجة الأولى رئيس الوزراء باعتباره المسؤول التفيذي الأول في البلد , ويتحمّلها بالدرجة الثانية المحافظين والحكومات المحلية التي توالت على حكم المحافظة , إنّ معاناة أهل البصرة ستبقى لعنة تلاحق الحكومات المركزية والمحلية بسبب فساد هذه الحكومات , أمّا أنت يا دولة رئيس الوزراء فإنّ سفرك إلى بروكسل في ظل هذه الظروف وشعبك ينفجر في البصرة وباقي المحافظات الجنوبية الأخرى وسعيك لاستجداء إعادة ولايتك من أمريكا ودول التحالف الدولي , قد أبعد عنك أي أمل وإن كان ضئيلا بإعادتك إلى رئاسة الوزراء مرّة أخرى .. فاذهب دولة الرئيس غير مأسوف عليك .

اترك تعليقاً