السيمر / الخميس 13 . 09 . 2018 — نفس المراوحة التي انطلقت بعد اجراء الانتخابات البرلمانية في الثاني عشر من شهر أيار الماضي، التي تمارسها الأحزاب السياسية العراقية التابعة للمكونات الرئيسية في البلاد، وحتى الآن لم تتوصل هذه الأحزاب إلى أي اتفاق بشأن تكوين الكتلة الكبرى، لكن التوجهات الجديدة تشير إلى تقارب زعيم تحالف “الفتح” هادي العامري، مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وهو يدعم تحالف “سائرون”، المتفوق بنتائج الانتخابات الأخيرة.
وتشير مصادر مطلعة إلى ان “الحوار مع زعامات تحالف الفتح، يجريها حاليا أعضاء لجنة المفاوضات والحوار في تحالف سائرون، ولا توجد بوادر رسمية للإعلان الرسمي عن اتفاقهما، ولكن هناك مشتركات تربطهما”، وتضيف المصادر لـ”وان نيوز”، ان “الحوارات لا تهدف بالضرورة لسحب الفتح من الولاء لإيران، إنما لاتفاقات سياسية، في تأسيس الحكومة المقبلة”.
من جانبه، أشار سكرتير الحزب الشيوعي العراقي والقيادي في تحالف سائرون، رائد فهمي، ان “الاتفاق الرسمي مع الفتح حتى الان لم يتم، وما يزال التواصل حاضرا مع الفتح وغيره من الجهات السياسية العراقية الوطني التي تؤمن بالعملية الإصلاحية التي يتبناها سائرون”.
وتابع في حديث مع “وان نيوز”، ان “المشهد السياسي ما يزال ضبابياً، ولا يمكن تبني أي موقف، حتى الجلسة البرلمانية المقبلة”، موضحا ان “أبواب سائرون ما تزال مفتوحة لمن يرغب بالانضمام ولا يوجد لدينا فيتو على أحد، بشرط أن يكون ولائه للعراق وليس لدولة خارجية”.
ونقلت وسائل إعلام عراقية، عن مصدر مقرب من هادي العامري، قوله، ان “الفتح وسائرون يتفقان في نقاط كثيرة ضمن المنهج السياسية لكلا التحالفين، وأبرز هذه الملفات، هي تحقيق الحكومة المطلوبة هي ببرنامج يقوم على جدول زمني لحل مشاكل الكهرباء والماء والبطالة والفقر وتوفير كل الخدمات، وان تفتح ملفات الفساد وتلاحق الأموال العراقية في البنوك العالمية، وأن تخضع لتقييم أول داخل البرلمان بعد ستة أشهر من عملها، وأن يكون على رأسها رئيس وزراء لم يسبق له أن تسلّم أي منصب تنفيذي ولا يمكن اعتباره محسوباً على جهة سياسية معينة”.
وتابع المصدر، ان “منهج الطرفان يشمل أيضاً ملفات أمنية وسياسية وتعديل فقرات الدستور وتحقيق المصالحة الوطنية وإعمار المدن المدمرة”، مشدداً على أن “موافقة الفتح على هذا البرنامج تعني بالضرورة أمرين، إما الدخول في تحالف سياسي واحد وبدعم كردي تعهّدت به قوى كردية عدة، أو مباركتها ودعمها للحكومة”، مؤكداً أن “مرجعية النجف تدعم طريق التوافق بين الفتح وسائرون، وتعتبره حلاً وسطاً وبداية تغيير”.
من جانبه، قال عضو ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود لـ”وان نيوز”، ان “المفاوضات بين سائرون والفتح، ربما تغير المعادلة، ولكن هذا الامر لم يتضح بصورة رسمية الى الان”، مشيرا الى ان “الكتلة الاكبر واضحة وموثقة بأسماء وتواقيع من قبل دولة القانون والفتح”. ولفت إلى “الأيام المقبلة هي من سيحدد شكل المشهد”.
في غضون ذلك، ارتفع عدد المرشحين السنّة لمنصب رئاسة البرلمان إلى تسعة أشخاص، بعد إعلان القيادي في تحالف “النصر”، وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، ترشحه للمنصب، بحسب بيان صدر عن مكتبه، أكد أن العبيدي قرر الترشح لمنصب رئيس البرلمان نتيجة مطالبات سياسية له بالقيام بهذه المهمة. وسبق للبرلمان أن أعلن، الإثنين الماضي، عن تسلم طلبات ترشح لرئاسة البرلمان من النواب: محمد تميم، وأسامة النجيفي، ورشيد العزاوي، وأحمد عبد الله الجبوري، وأحمد خلف الجبوري، وطلال الزوبعي، ومحمد الخالدي، ومحمد الحلبوسي.
كردياً، كشف المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، سعدي أحمد بيره، عن قرب عقد اجتماع موسع للمجلس القيادي لحزبه لمناقشة التحضيرات الجارية لإجراء انتخابات برلمان اقليم كردستان، فضلاً عن مرشحي الرئاسات الثلاث. وقال بيره في حديث صحافي تابعه “وان نيوز”، ان “المجلس القيادي للحزب سيعقد اجتماعاً موسعاً يوم غد الخميس (13 أيلول) لمناقشة عدة مسائل، أهمها التحضيرات الجارية لانتخابات برلمان اقليم كردستان، والاوضاع الجارية في المنطقة، وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة”.
وان نيوز