السيمر / الأربعاء 26 . 09 . 2018
أ. د. حسن خليل حسن
أستاذ وباحث في جامعة البصرة/ مركز علوم البحار
((“إننا كالأطفال تماما، يجب أن نتعلم كيف نتشارك الأفكار، فنحن أمام أزمنة صعبة”. – ستيفن هوكينغ))
تتصف البيئات المائية بحساسيتها الشديدة للتدخلات البشرية وقد مرّت الكثير من المشاريع الانشائية التي اعتمدت على قرارات خاطئة بظروف فشل وتسببت بتأثيرات سلبية كبيرة على البيئة المحيطة، ولان الضرر البيئي لا يظهر غالباً على المدى المنظور تحاول المؤسسات البحثية في العالم الاهتمام بالاحتمالات المتوقعة لأي منشـأ وتعمل على تعميم برامج تنبؤية للكشف الاولي عن النتائج المتوقعة لأي اضافة او تغيير محوري في أي جزء من اجزاء الطبيعة، وقد اثبتت التجارب العالمية أن الانسان هو الاكثر تدميرا لبيئته وربما ذهب بعض العلماء الى ابعد من ذلك حين توقعوا أن تنتهي الحياة على كوكبنا الاخضر بسبب الممارسات اللامسؤولة للفعل البشري. وتتكرر محاولات بني البشر للسيطرة الموارد المائية وادارتها فهنالك اهتمام متصاعد ومحاولات متكررة لذلك، فضلا عن توظيف التكنولوجيا الهندسية في ادارة نظام الجريان المائي عن طريق انشاء السدود والخزانات وشق الانهر وتحويل مجاري بعضها. ولعل الجزء الجنوبي من العراق هو المسرح الابرز لمحاولات إدارة مشاريع المياه السطحية التي بدأت منذ ثلاثينات القرن المنصرم، اذ شهِد انشاء سدود ونواظم وتحويل مجاري انهار واستحداث او قطع بعض اجزاءها، ويبقى تجفيف الاهوار هو السمة الابرز التي تحدى بها القرار الحكومي الطبيعة وتسبب بتغير الانظمة الأيكولوجية بسبب هذا القرار.
وتتوجه انظار المختصين والمشرّعين الهيدرولوجيين الى محاولة دراسة الظروف الهيدرولوجية لشط العرب خلال الآونة الاخيرة وما آلت اليه كمية مياهه ونوعيتها خلال العقود الماضية، وقد وضع الكثير منهم خطط لتقليل الاضرار في كمية المياه ونوعيتها التي حدثت بسبب تناقض واردات المياه من الحوض النهري الذي يقع في تركيا وايران والعراق وسوريا محاولين الحفاظ عليه كمورد اساسي لديمومة الحياة في محافظة البصرة. لذا برزت افكار وضع حواجز كونكريتية او اهوسة ملاحية في الجزء الاوسط من مجراه لتقليل تأثير المد الملحي على الجزء الاوسط من مجرى النهر الذي تغلغل في مجرى الشط بشكل كبير لعشرات الكيلومترات لضعف الكتلة العذبة القادمة في اسفل النهر Down stream. ويمكن تسجيل الملاحظات التالية على المبدأ العشوائي السائد لإقامة سدة قاطعة او هويس ملاحي في شط العرب للأسباب التالية:
1- التحقق من مصادر الاملاح : ان مجرى شط العرب يستلم الملوثات من جزئيه الاوسط والشمالي لوجود كثافة استيطانية في هذين الجزئين وهما الاكثر تلوثا بالمقارنة مع الجزء الجنوبي وقد تكرر في العامين 2014 و 2015 وهو مستمر لحد الان، وان الهجمات الملحية في شط العرب هي من مصادر عديدة منها من جهة الاراضي الايرانية حيث لجأت ايران مؤخرة الى استغلال وغمر مساحات شاسعة من مناطق اقليم خوزستان المحاذي لمحافظة البصرة واستصلاح مساحات واسعة من الاهوار المجففة والاراضي الرطبة الجرداء الواقعة غرب شط العرب، كما ان جهة اهوار شرق الحمّار مصدر قديم لملوحة الجزء الاوسط والجنوبي من شط العرب فضلا عن تأثير نفايات المدن الصلبة والسائلة ومياه الصرف الصحي التي ترتبط بالأنهار الداخلية.
2- خطورة التلاعب بالديناميكية المائية السطحية والتحت السطحية: اذ لابد لمن يهّم بدراسة انشاء سدة قاطعة او (هويس ملاحي) على شط العرب لعزل المياه البحرية عن المياه العذبة أن يراعي تأثيرات تدفق الكتلة البحرية من جانبين:
الاول: ان لطاقة المد الدور الاساس في رفع مناسيب الماء العذب المتدفق وايصاله الى كتلة مائية متوازنة للجسم المائي في شط العرب الذي يمتاز بسعة كبيرة اذ يصل طوله الى 200 كم ومعدل عرضه يتجاوز ال 1000 متر تقريباً في بعض المواقع، ناهيك عن عشرات الانهار والنهيرات والجداول الكبيرة والمتوسطة والصغيرة التي تستوعب جزءاً لا يستهان به من كتلة المد الكبيرة التي تستوعب تدفقاً مائياً من جهة المجرى الجنوبي للشط، ولمنسوب المد فائدة كبرى في إرواء الاراضي الزراعية على جانبي النهر، اذ ان الكتلة المالحة غالباً ما تقع تحت الكتلة المائية العذبة لاختلاف الكثافة بينهما.
الثالث: ان لحركة المد والجزر اللذان يحدثان مرتين يومياً الدور المحوري في تبدل الكتلة المائية في شط العرب وما تحمله من ملوثات سائلة وصلبة، والذي يتأثر بزمن التبديل المائي Flashing timeلتلك الكتل، وكما قيل في الاثر (ان الماء اذ ركد فسد..!)، علماً ان شط العرب يعد ملوثاً في جميع اجزاءه بالملوثات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، وقد قدّرت احدى الدراسات زمن تبدل الكتلة المائية الحالية في شط العرب بحوالي شهرين ونصف، لذا من المهم التعرف على تأثير السدة القاطعة على زمن تبدل الكتلة المائية وقدرة النهر على تحريك الملوثات وتخليص الجسم المائي منها، كما ان البقعة الطحلبية السامة التي ظهرت في مياه شط العرب في العشار في عام 2015 تأكد خطورة التلوث بسبب فضلات الصرف الصحي ومخرجات محطات الكهرباء، بسبب تناقض التصريف ارتفاع درجة الحرارة غير المسبوق، وبهذا الصدد نقول ان الحركة الدائبة لتيارات المد والجزر التي تحدث مرتين مدين جزرين وشط العرب وتصل فروقات مستويات المياه الى اكثر من متر ونصف وعند انشاء السد سيحصل ضعف في تبدل الكتلة المائية واطالة زمنها لذا من المتوقع ان تنتشر هذه الظاهرة الكارثية على اجزاء واسعة شمال السد المفترض، لذا من المهم دراسة واقع الكتل المائية وتأثيرها نوعية المياه في حال تقييد حركتها.
الثالث: ان ارتفاع منسوب مياه المد في مقدم السد له تأثيرات (غير محسوبة) على الاراضي الواقعة على جانبيه في الجزء الجنوبي من السد والتي يتراوح ارتفاعها ما بين 0.5 – 1 متر عن مستوى سطح البحر، وهي اراضي منخفضة نسبياً وسوف تتأثر في حال تكدس كتلة المد بشكل مباشر او غير مباشر عن طريق رفع مستوى الماء الارضي وتغير اتجاه حركة المياه الارضية، كما قد يؤثر ذلك على القدرة الاستيعابية لطبقات التربة على تصريف وبزل مياه تلك الاراضي، ولهذا تأثير كبير على المحيط المبتل لمجرى شط العرب، ويجب تُحسب تأثيراته على الواقع الزراعي بل حتى على المنشآت والمباني القريبة من ضفاف شط العرب.
3- عوائق فنية ومالية:
اولاً: ان مدة انشاء السد طويلة لأنها تحتاج الى دراسة جدوى اقتصادية ودراسة الاثر البيئي ثم فحص مواصفات التربة وغيرها قبل البدء بالعمل الذي يتطلب سنوات، في حين ان البصرة تعاني من ازمة مياه كارثية تهدد السكان والصحة العامة بعد ان ابادت الالاف من الاراضي الزراعية، وبدأت تهدد المنشآت الصناعية والمرافق العامة.
ثانياً: ان تجارب البصرة مع المشاريع التي تُقام وتُدار محلياً غير مثمرة، ومشروع قناة كتيبان وميناء الفاو الكبير اصدق الامثلة على ذلك.
ثالثاً: ان التكاليف الكبيرة للمنشأ التي تقدّر بمليارات الدولارات للسد الواحد(اذا تنزلنا عن رأي البعض الاخر الذين يزعمون ان هنالك حاجة لإنشاء سدين وليس سداً واحداً)، تتعارض هذه التكاليف مع سياسة التقشف الحكومية الحالية وظروف تقليص الانفاق الحكومي، وان توفرت فستكون مخفّضة وستنعكس على جودة المشروع.
4- المحاذير البيئية: ان التعامل مع مجرى مائي بطول 200 كم وعرض يصل الى اكثر من 1000 متر في بعض المواقع امر حسّاس خصوصا وان ثالث اكبر مدينة عراقية وهي البصرة يقطنها حوالي 4 مليون نسمة تحيط بمجراه وتستخدم مياهه بشكل مباشر وهو موردها المائي الوحيد، وفي ظل بُنى اساسية منهارة وانعدام السيطرة على التلوث وعشوائية في خطوط الصرف الصحي.
كما ان معظم دول العالم المتقدمة تتجه نحو التراجع عن بناء السدود لما سببته تلك السدود من آثار خطرة على البيئة المحيطة فمثلا امريكا تراجعت عن انفاق 1 مليار دولار وازالت معظم السدود التي اقيمت لإحياء نظام الاراضي الرطبة لما وجدته من آثار سيئة تسببت به تلك السدود على محيطها الأيكولوجي، وننوه الى ان من المتوقع ان يكون للسد تأثير سلبي على الحياة البيولوجية وتنوع الاحياء المائية في شط العرب، كما انه سيؤثر على انشطة الزراعة والملاحة والصيد النهري .
5- الجدوى.. هل ستحقق السدود امناً مائياً لمحافظة البصرة..؟:
لعل هذه النقطة هي محور الاهتمام الذي يستلزم ان تنطلق منه جميع الافكار المتعلقة بالموضوع، فماذا ينوي انصار اقامتها ان يحققوا من الانشاء؟ فاذا كان الهدف تقليل قيم الملوحة اعلى السد (الجزئين الاوسط) فأن هذا الجزء يعاني من تلوث شديد فيزيائياً وكيميائياً وبيولوجياً لوجود كثافة استيطانية هائلة اذ ان معظم سكان المحافظة يقطنون على جانبية في هذا الجزء..؟ ومع افتراض ان هنالك صيانة لمصادر التلوث الحالية وعزل الانهر الداخلية التي تصرف المياه الآسنة مباشرةً الى الجزء الاوسط من النهر، فأن نوعية المياه في هذا الجزء ذات مواصفات ملوحة عالية اذ التوصيلية الكهربائية الى اكثر من 3 ديسمنز/متر في الظروف الطبيعية، والى ما بين 20- 30 ديسمنز/متر في ظروف الشحة المائية التي تحدث خلال الصيف في بعض السنوات وخصوصاً خلال العام 2009 والعام 2018 يضاف اليه نسبة كبيرة من الاملاح عند نقله بشبكات الاسالة القديمة والمتهالكة، (علماً ان المحددات الملوحة للاستخدام البشري هي اقل من 1.5 ديسمنز/متر) ، لذا فمعظم مياه الجزء الاوسط الجنوبي غير ملائمة للاستخدامات البشرية، وحتى مع التفكير بتحليتها فان تكلفة التحلية لهذه المياه ستكون مرتفعة التكاليف، فضلاً عن صعوبة التخلص من التلوث البكتيري الشديد جدا في الجزء الاوسط من النهر، بمعنى ان التحلية ستكون خيارا مطروحا حتى مع هذا المنشأ المقترح.
ان التعامل مع البيئة المائية في شط العرب على درجه كبيرة من الخطورة والصعوبة لأهمية ديمومة النظام البيئي الطبيعي للنهر ليس للبصرة فحسب بل لبيئة شمال غرب الخليج العربي بشكل عام، كما أن التعامل الانشائي والتغيير في الخصائص الهيدرولوجية للنهر او لاجزاء من يجب أن يستند على مسوحات مستفيضة ومراقبة علمية معاصرة لنماذج من المشاكل المشابهة، ويجب ان تكون تلك المسوحات شاملة مع ضرورة الاحاطة العلمية بما يستجد من ظواهر جديدة عن التلاعب بالنظام النهري الذي تدخل فيه متغيرات عديدة منها الطبيعية كالمياه البحرية ونظام الحوض النهري والمتداخلات البشرية، او ان النهر الذي يمتد بين القرنة والخليج لم يُدرس بعناية وشمولية وتكامل منذ نهاية سبعينيات القرن المنصرم عندما اجرت شركة بوليسيرفس Polservice البولونية دراسة متكاملة عنه ووضعت حوالي 9 مجلدات خاصة بإدارة شط العرب هيدرولوجيا، علما انها تناولت فترة وفرة مائية(نظام فيضاني) في مياه شط ونوعية مياه ممتازة وتنوع احيائي كبير، في ذلك الحين كان شط العرب يشكو من الوفرة بل والفائض في حجم التصريف الوارد من انهار دجلة والفرات، وفي حينها كانت انهار السويب وكرمة علي والكارون تجود بمياهها ايضا، وتتكرر حالات الفيضانات فيه خلال فترات متعاقبة.
اما اليوم فان شط العرب يعاني من شح في المياه الى الحد اصبح جزئه الجنوبي عبارة عن خور بحري تجري فيه مياه المد القادم من الخليج العربي بعد ان قُطعت عنه انهار الفرات والكارون والسويب وكرمة علي، ولم يبقَ حالياً سوى نهر دجلة الذي لا يوصل الى حدود محافظة البصرة بأكثر من تصريف 40 م3 /ثا او 50 م3/ثا في مواسم الوفرة المائية في احسن الظروف، وذلك لوجود سيطرة صارمة على تدفق المياه للنهر داخل وخارج العراق، ويقع آخر منشأ للسيطرة على النهر في شمال مجرى شط العرب (قلعة صالح) لذا يستمر التناقص في التصريف.
ولهذه الاسباب فأن إقامة اي مشروع تأهيلي او مجرد التفكير فيه يجب ان تؤول اولويات قراراته الى المختصين بالأثر البيئي والمترتب عليه، فمثال ذلك يجب ان يسبق اقامة اي منشأ هيدروليكي على شط العرب التعرف على تأثيره المحتمل على الخصائص الهيدرولوجية السطحية والارضية المحيطة والبيئة البشرية والزراعية ومصير الملوثات المنقولة وحركة الكتل المائية في المجرى وآلية حركة التيار والتبادل المائي. وللأمانة العلمية فأن شط العرب يكاد يكون نهر ميت بيئياً في الوقت الحاضر نتيجة لظروف التلوث الكبير في جزئيه الشمالي والاوسط كونه مكب مباشر للفضلات السائلة والصلبة، اما جزئه الجنوبي فهو وان كان اقل ضرراً من التلوث البيئي البشري لقلة الاستيطان على جانبيه، الا انه ميداناً رحباً لعمليات الترسيب والتغلغل الملحي البحري، لذا فأن التفكير بأنشاء سد هدفه صد المد الملحي او جزء منه ليس صعباً من ناحية اختيار الموقع المخصص له كما يتصور البعض بل أنه خطر بيئياً اذا لم تم معرفة التأثيرات البيئية على الوسط المائي الكلي للنهر.
وهنا نود ان ننوه الى خطأ شائع كثُر تداوله مؤخراً في الاعلام الشعبي واستشرى على ألسنة الكثير مفاده وجود هدر مياه شط العرب في الخليج وهذا امر خاطئ، بل هنالك اصوات تحسب على اهل العلم واصحاب تأثير في استراتيجية الموارد المائية تظن ان شط العرب لا زال يهدر مياهه العذبة التي يستلمها من دجلة فقط ( بعد قطع الفرات قبل الملتقى في القرنة) منذ عام 2010، ويعود تداولها الى غياب المعرفة العلمية بالتغيرات الحاصلة في مجرى شط العرب بسبب السياسات المائية الحديثة. واذا تجاوزنا حقائق التبادل البيئي الايجابي لتوغل المياه العذبة داخل البحار وعودة معظم التدفقات العذبة خلال المد الذي يعقب الجزر مرتين يومياً، فأن فكرة وصول المياه العذبة في الخليج فكرة خاطئة حالياً لأنها ظاهرة كانت في السابق عندما كانت تصاريف شط العرب ونهر الكارون تتظافران في تصريف ما يزيد عن 1000 م3/ثا كمعدل باتجاه المصب، ونذكر هنا حقيقة ترد هذا الرأي الخاطئ فلو كان هنالك وصول لمياه شط العرب العذبة في الخليج لما استطاعت مياهه البحرية المالحة ان تتغلغل داخل مجرى الشط، وتجدر الاشارة الى ان لأي منشأ اصطناعي تأثير بيئي يجب التنبؤ به ودراسة اثره المحتمل عن طريق، وتكثيف دراسات استشارية متخصصة وذات خبرة وتجارب واقعية في البلدان التي سبقت العراق في هذا المجال، وهنا نود ان ننوه الى ان مشكلة الملوحة في العراق هي مشكلة متداخلة ومعقدة ولها امتدادات داخل وخارج العراق، وان تذليل تلك المشكلة يحتاج الى دراسات مستفيضة ورؤية استراتيجية لمشاكل منظومة المياه العذبة وشبكات الارواء في الجزء الاوسط والجنوبي من العراق، والاهم من ذلك ايجار تحليل علمي لسبب الاندفاعات الملحية في العراق ورصد ذلك بخريطة تتبع لمسارات الملح مكانياً وزمانياً، ومن المحتمل ان لا يكون للسد اهمية مستقبلاً في حال انقطاع نهر دجلة نهائيا عن البصرة كما هو متوقع ان يحصل ذلك في العام 2050 ، وهذا ليس مستبعداً في حال انقطع نهر الفرات قبل ذلك، اذ من المتوقع ان ينقطع نهر الفرات عن العراق في العام 2035 وحتى قبل ذلك الموعد فان مياهه اصبحت شديدة الملوحة لقلة تصريفه وهو ما سيعجّل موعد الكارثة، اذ يجب استشراف مستقبل الواردات المائية لشط العرب التي ستشكل مشكلة متصاعدة مستقبلاً تحتاج الى اكثر من اتجاه في وضع الحلول، فاذا استمرت مشكلة تناقص الواردات المائية الى قيم متراجعة ربما تصل الى ارقام صفرية فحينئذ سيكون انشاء سد شط العرب بمثابة تركيب شبّاك لبيت ليس فيه ابواب اصلاً.
وهنا نضع مقترحين متكاملين لإنشاء السدة القاطعة على شط العرب على ان يكون اختيار موقعهما مرتبط بإدارة متكاملة وإجراءات رديفة تتزامن مع خطة الانشاء:
المقترح الاول: موقع (1) لإقامة السدة القاطعة على شط العرب- انشاء السدة في القرنة:
من منطلق ان شط العرب يحتاج الى ادارة نابعة من واقع الجفاف الشديد حالياً وان البصرة تحتاج الى اية كمية مياه عذبة بجودة ممتازة وضرورة ان نحافظ على اي قطرة ماء عذبة قادمة من نهر دجلة، فإن انسب المواقع لأنشاء سدة قاطعة على شط العرب هو بعد اتصال نهر دجلة بشط العرب في القرنة، والفكرة لا تختلف كثيراً عن فكرة سدة العمارة او سدة الكوت او ناظم قلعة صالح اذ يمكن اعتبار شط العرب حالياً ممر مائي متسع لنهر دجلة في آخر مجراه، بعد انقطاع كافة روافده (حتى الملتقى في القرنة هو ملتقى تاريخي لدجلة مع الفرات ليس الا ، ويتلخص المقترح بإنشاء سدة تحويلية قاطعة على شط العرب في القرنة، جنوب مصب نهر السويب)، الشكل( 1 و 2)، تعمل هذه السدة على تجميع آخر ما يصل من اطلاقات مائية من نهر دجلة وتحويلها بشكل كامل الى قسمين:
الاول: مياه تحوّل الى الجانب الشرقي : نحو قناة كتيبان الاروائية التي تمتد من كتيبان (جنوب القرنة) الى الفاو (بعد عبورها الى الجانب الغربي) اذ تستوعب هذه القناة 30 م3/ثا كحد اقصى لتضمن وصولها الى الفاو.
الثاني: مياه تحوّل الى الجانب الغربي: تتحول مياه هذا القسم من نهر دجلة الى قناة مبطنة تتصل بمشروع ماء البصرة الكبير في الهارثة، وما يزيد عنها يتدفق عبر انبوب اسطواني اطلقنا عليه اسم (مشروع شط العرب الانبوبي) بقطر 1-2 متر مربع الى محطات الاسالة المنتشرة على الضفة الغربية لشط العرب في مركز مدينة البصرة وضواحيها، الشكل(2)، ويمكن لهذين المشروعين مياه الجانب الشرقي(انبوب دجلة وماء البصرة الكبير) سد احتياجات البصرة الزراعية والصناعية والبلدية لتوفير احتياجات السكان والزراعة ايضا وبعض محطات توليد الكهرباء.
االخصائص التصميمية للسدة القاطعة:
السد المقترح منشأ كونكريتي على شكل حرف V مستعرض على طول مجرى شط العرب في القرنة، الشكل (2)، تميل اطرافه بزاوية منفرجة قدرها 45 درجة لكل جانب لتوزيع مياه النهر وتسكينها على الجانبين تمهيداً لتحويلها الى احواض او بحيرات تجميع على جانبي شط العرب تمهيداً لضخها الى كلا الجانبين، وفي منتصف السدة تصمم بوابات هيدروليكية بعرض 20 متر تفتح للاغراض الملاحية(وينظم ذلك بجدول زمني لعبورها)، كما تكون تلك البوابات مهرب فيضاني في حال زيادة التصريف في نهر دجلة لبعض المواسم.
عوامل نجاح هذا المشروع: تأتي عوامل النجاح من انشاء سدة قاطعة على شط العرب في القرنة من خلال ما يلي:
1- يكتسب اهميته من انه مطروح من قبل شركة عملاقة في شؤون الموارد المائية بوليسيرفس (Polservice Co.) منذ سبعينيات القرن الماضي، ومع تغيير بسيط في موقع السدة فبدلاً من الموقع المقترح شمال نهر السويب يصب اهتمامنا بأن يكون جنوب مصب نهر السويب، اذ ان اختيار الشركة للموقع قد يكون بسبب كميات التصاريف الهائلة سابقاً القادمة من جهة نهر السويب والتي مصدرها اهوار الحويزة وقسم من مياه دجلة والمياه الايرانية التي كانت تحوِل الى الهور، كما يمكن ان يكون الاختيار لدواعي بيئية، اما الان فان الكميات القليلة لتصاريف دجلة في القرنة وانقطاع نهر الفرات عن الملتقى والسد الحاجز على نهر السويب من جهة الاهوار يجعلنا نفكر في الاستفادة من مياه دجلة العذبة وتحويل قسم منها لهذا الجزء الذي يعد مستقر من ناحية الفعاليات الزراعية.
2- يمكن الاستفادة القصوى من كامل الاطلاقات المائية الواردة من نهر دجلة الى شط العرب التي تتراوح ما بين 23.5-57.5 م3/ثا، الشكل (3)، وهو ما معدله (630 مليون متر مكعب – 1.26 مليار متر مكعب) وهو تصريف جيد اذا تم نقله بأقل ضائعات مائية الى المستهلكين في محافظة البصرة عن طريق قنوات مبطنة في الجانب الشرقي(قناة كتيبان) وانابيب ناقلة في الجزء الغربي، وهذا يضمن اقل ضائعات بالتبخر الجوي او التسرب الى باطن الارض، كما انه يضمن عدم التجاوز على المياه المنقولة كما هو الحال في القنوات المكشوفة.
3- تقليل الكُلف والانفاق فمواصفات السدة المقترحة ستكون اقل كلفة مقارنة بالمواقع الاخرى ( الجزء الاوسط او الجنوبي) لان مجرى شط العرب يقع في اضيق المقاطع العرضية لشط العرب البالغ عرضها 200 متر فقط مقارنة بالمقاطع العرضية في اجزاء اخرى من النهر والتي تتراوح ما بين 400-1300 متر، كما ان جسم السد في هذا الجزء سوف يكون بمواصفات هندسية اقل كلفة لأن موقعه في اضعف نقطة من حيث التأثير البحري في اقصى الجزء الشمالي من النهر، ويتعامل مع اضعف الكتل المائية المدية واقل طاقة لموجة المد القادمة الخليج العربي من جهة الجنوب نحو القسم الاعلى من شط العرب Up Stream ، اذ يحدث تلاشي طاقة الموجة في هذا الموقع بعد توغلها لأكثر من 200كم شمال المصب Down stream ، كما ان قلة فروقات المد في اعلى المجرى تقلل من مناسيب المد في هذه المنطقة، وسوف تقلل من مخاطر ارتفاع منسوب المياه في مقدم السد، علماً ان اقصى ارتفاع للمد في هذه الجهات لا يتجاوز 50 سم وهي قيمة يمكن تلافي اضرارها(مع ان هذا الموضوع يحتاج الى دراسة اعمق)، واجمالاً فان وجود انهار فرعية كثيرة على طول المجرى يمكن ان يضمن استيعاب الكتلة المدية القادمة من اسفل النهر.
ومن ملاحظة حجم التصريف الوارد من نهر دجلة (مؤخر قلعة صالح) الشكل (3)، فان ما معدله الذي يتراوح ما بين 20- 60 م3/ثا هو اقل بكثير من تصريف الكتل المائية في شط العرب التي تدخل خلال المد والتي تصل في مجرى شط العرب الجنوبي الى حوالي 1300 م3/ثا وهو تصريف عالي جدا قد يتطلب منشأ كونكريتي بمواصفات خاصة، وقد تكون له تداعيات سلبية على مناسيب المياه السطحية والارضية خلف السد، كما اشارت الى تلك المخاطر احدى الدراسات في كلية الهندسة – جامعة البصرة. بينما قلة التصريف والمناسيب في القرنة تقلل من تلك المخاطر على الاراضي المحيطة في حال انشاءه.
وفيما يخص مناسيب نهر دجلة فانها مناسيب طفيفة في الموقع المقترح، اذ يبين الشكل(4) ان اعلى منسوب تصل اليه مياه نهر دجلة في القرنة لايتجاوز (1 متر) في ظروف استثنائية، وهو منسوب جيد للتعامل معه من خلال مُنشأ هيدروليكي يحتوي على صمامات ومهارب فيضانية، في حال ارتفاع المنسوب الذي يرتبط غالباً بالتصاريف العالية الاستثنائية القادمة من جهة الانهار الايرانية (الكرخة ودويريج) خلال ايام محددة من موسم الربيع.
الفوائد المتوخاة من المشروع: هنالك الكثير من الفوائد الاستراتيجية والبيئية لهذا المنشأ نذكر منها:
1- سيضمن هذا السد وصول مياه عذبة غير ملوثة الى جميع مناطق محافظة البصرة وذات مستوى ملحي(توصيلية كهربائية) منخفض اقل من 1.5 ديسيسمنز/ متر وذات مواصفات جيدة، وجودة عالية لانخفاض الملوحة التي مصدرها مياه البحر من جهة الجنوب، ولعدم اختلاط مياه شط العرب في هذا الجزء بمياه هور الحمّار الشرقي وهو ما يحصل في الجزء الاوسط من شط العرب بسبب تدفق مياه نهر كرمة علي خلال المد والجزر، فضلاً عن ابعاد خطر التلوث البكتيري ومصدرها مياه الصرف الصحي الناتج عن مراكز المدن والتجمعات السكنية، والاهم من ذلك ابعاد اخطر مظهرين من مظاهر التلوث اللذين تكرر ظهورهما مؤخراً وهما المد الطحلبي Red Tide الذي ظهر خلال الاعوام 2014 و 2015 و2018، فضلاً عن تقليل احتمالية تلوث المياه بفيروس الكوليرا التي تنشط في المياه المالحة من جهة الجنوب.
2- من الممكن ان تكون المياه البحرية المتجمعة في شط العرب من جهة البحر بعد تنفيذ هذا المشروع مادة مهمة للتحلية، بشرط ابعاد مصادر التلوث البشري الحالي المتدفق عبر الانهر الفرعية عن تلك المياه، اضافة الى استمرار اهميته الملاحية، لكن يستلزم ذلك تغيير شكل الحِرَف على الضفاف الملاصقة للمجرى والتي من الممكن ان تكون عرضة لهجمات الملح المباشرة، اذ من الممكن ان تكون على في اكثر التوقعات تشاؤماً غير ملائمة للزراعة لتوقع ارتفاع الملوحة بشكل كبير جدا في هذا الجزء، فمن الممكن ان يتحول الشريط الزراعي الحالي الملاصق لشط العرب الى حرفة الرعي او الاستزراع السمكي او ارواء المحاصيل ذات المقنن المائي المنخفض بمياه مشروع شط العرب الانبوبي.
3- من الممكن ان تكون السدة القاطعة معلم سياحي وترفيهي للسكان في القرنة ، اذ من الممكن ان ترتبط فيه انشطة سياحة نهرية عن طريق انشاء مرسى للزوارق او وسائل ترفيهية اخرى.
المقترح الثاني : الموقع(2) لإقامة السدة القاطعة على شط العرب( سدة قاطعة شمال السيبة):
بالرغم من ان هذا المقترح اقل جدوى واكثر كلفة لكننا سنطرحه لان هنالك جماعة من الباحثين يضغطون باتجاه اقرار انشاء السدة في موقع ابي فلوس جنوب ابي الخصيب ، ولان هذا الموقع فيه محاذير عديدة لا يتسع المجال لذكرها، فإننا نورد اقتراح لحل وسطي، اذ من الممكن اختيار موقع انشاء السد في مجرى شط العرب شمال ناحية السيبة بعد تنفيذ مشروع القنوات البحرية (اقواس الفاو) الموضحة في الشكل (5) وتتلخص فكرة الاقواس بحفر ثلاث قنوات بحرية (قوسية) تصل شط العرب بخور الزبير شمال الفاو وبفاصل 15- 20 كم بين قناة واخرى، تتحرك فيها مياه الخليج العربي خلال المد والجزر، كما انها تستوعب تضاغط الكتلة المائية البحرية امام السد خلال المد التي تتكرر مرتين يومياً ( بعد اجراء دراسة جدوى والاثر البيئي والرسوبي على جانبي شط العرب في العراق وايران). علماً ان الميل الطوبوغرافي بين مجرى شط العرب وخور الزبير في الموقع المقترح لشق القنوات ملائم لان الارتفاع يتراوح ما بين (1- 5 متر) وهو مناسب لشق قنوات بحرية بكلف وامكانات متوسطة الكلفة، ويمكن ان تحقق هذه القنوات، المخطط(الشكل 5) فوائد عديدة سنضع هنا ابواب واسعة لها لتكون اساس لمن يتبنى الفكرة ليقوم بدراستها تفصيلاً ، ويمكن اجمالها بالفوائد التالية:
اولاً: القناة الجنوبية تكون لأغراض ملاحية بالاستفادة من اعمق النقاط الارضية واعلى مدى للمد لتكون ملائمة للغاطس الكبير للسفن لتكون رديفة لقناة خور عبدالله.
ثانياً: القناة الوسطى: تكون مخصصة لأغراض صناعة تحلية المياه البحرية وقيام نشاط الانشطة الاستثمارية المتعلقة بتصميم وانتاج المياه المحلاة.
ثالثاً: القناة الشمالية: يمكن ان تختص هذه القناة بالجانب السياحي وانشاء مواقع سياحية شتوية لبعدها عن مناطق الاكتظاظ السكاني.
الجدوى من تنفيذ مشروع السدة القاطعة شمال السيبة:
يحقق هذا المشروع عوائد ايجابية على ايران والعراق، ويمكن تقسيم الجدوى الى فوائد متوخاة من السدة القاطعة وفوائد اخرى تتحقق من شق القنوات البحرية(اقواس الفاو) وكما يلي:
اولاً: الجدوى والمنافع من السدة:
1- تحقق السدة صداً للجبهة المالحة التي تتركز في الجزء الواقع ما بين الفاو والسيبة وهي الاكثر ملوحةً للمياه وتلوثاً بسبب وجود معامل تكرير النفط الايراني والموانئ العراقية الحكومية والخاصة وبعض المنشآت والمشاريع الايرانية.
2- الاستفادة من تدفق مياه الكارون في انعاش قسم من مياه شط العرب شمال موقع السدة المقترحة وهي مياه عذبة تساهم في انعاش نوعية مياه شط العرب.(مع ضرورة وقف تدفق مياه البزل من جهة ايران وعزل مياه الصرف الصحي من الجهة العراقية).
3- يمكن الاستعانة بالخبرات الايرانية في مجال انشاء السدة القاطعة في المجرى المشترك بين الجانبين وفي شق القنوات علماً ان للشركات الايرانية خبرات واسعة جداً في تنفيذ مشاريع السدود والمشاريع الاروائية سيما شركة (مهاب قدس) الايرانية.
ثانياً: الجدوى والمنافع من انشاء القنوات الثلاث المرتبطة بالسدة:
1- ستساهم القنوات المائية المقترحة في تجديد المياه البحرية في القسم الجنوبي من شط العرب بكامل امتدادها على الجانبين العراقي والايراني، وما لهذا من اهمية في التخلص من الملوثات المطروحة من البلدين وتسريع تبدل الكتل المائية وتقليل فترة تبدل الكتل.
2- تلطيف درجات الحرارة في اشد البقع حرارة على مستوى العالم واجهة التطرف الحراري فيها خصوصا مع انشاء احزمة خضراء واستصلاح مناطق السبخات الحالية، كما يمكن تنفيذ مشاريع استخدام الطاقة النظيفة في هذه البقعة فهي من انسب المواقع لاستخدام توليد الطاقة من الاشعاع الشمسي وطاقة الرياح .
3- يعد هذا المشروع من المشاريع استراتيجي خدمي متكامل للبصرة، اذ يمكن استحداث فرص استثمارية وتعظيم لمواردها الاقتصادية لمحافظة البصرة عن طريق اقامة مشاريع ملاحية وسكنية وسياحية واقتصادية اخرى كنشاط تحلية المياه البحرية التي تعود بالنفع على سكان البصرة من خلال توفير فرص عمل لسكان الجزء الجنوبي من محافظة البصرة (بعد ان تحويل اراضيهم الزراعية الى سبخات بسبب ازمة المياه الحالية).
2- تعزيز المكانة البحرية للعراق عن طريق توفير قنوات بحرية موازية للساحل العراقي وقناة خور عبدالله وتوفير موانئ اضافية للعراق وهي بنى ارتكازية مضافة تخدم في تدعيم الاقتصاد البحري العراقي وتقلل من زخم حركة المرور الملاحي الحالي في قناة خور عبدالله .
3- تنشيط فرص الصيد والاستزراع المائي على جوانب بعض القنوات المقترحة، مع امكانية انشاء محميات طبيعية وزراعة حزام اخضر من النباتات المقاومة للظروف الصحراوية علماً ان معظم الاراضي الواقعة غرب شط العرب مهملة حالياً وهي عبارة عن مناطق متصحرة وسبخات ملحية غير مستقلة.
4- من الممكن ان تكون هذه القنوات خطوط نقل للمسافرين بحرياً بين العراق وايران وتقليل الضغط على الخطوط البرية الحالية التي تمر بمركز المدينة، بينما توفر هذه القنوات فرص نقل المسافرين الى جهات غرب البصرة ومنها الى المحافظات المختلفة وبالاخص (النجف الاشرف وكربلاء المقدسة).
5- محاكاة تجارب الدول الاجنبية والاقليمية في مجال ادارة السواحل وفتح قنوات بحرية اضافية واهمها روسيا ومصر والامارات(الشكل 6). وتطبيق نماذج عمرانية جديدة للسكن وخلق بؤر جديدة للاستيطان في ظل تزايد اعداد سكان البصرة لما يربو عن 4 ملايين نسمة وتقلص المساحات المخصصة للسكن في مركز المدينة ومعظم اطرافها.
6- استحداث بقعة سياحية فريدة تكون بعيدة عن مناطق الاكتظاظ السكاني وتكون ملاذ لاهالي الجنوبي للسياحة والاستجمام وممارسة هوايات الصيد والسباحة.
7- تحريك الجمود في الطرف الساحلي للعراق ومواجهة الاهمال الذي يحصل في شبه جزيرة الفاو التي بدأ سكانها بمغادرتها بسبب هجمات الملح على الاراضي الزراعية.
ملاحظة : من الضروري رصف مداخل القنوات من جهة شط العرب لمواجهة تعرية الضفاف التي قد نشط بسبب حركة التيارات بفعل قوة كوريوليس، والتي قد تسبب بعمل نحت شديد على الجانب العراقي في الجزء الجنوبي من مجرى شط العرب، كما من المهم اجراء مسوحات باثومترية للمجرى الجنوبي ورصد التغيرات الطوبوغرافية في قاع شط العرب في منطقة المصب .
أستاذ وباحث في جامعة البصرة/ مركز علوم البحار