السيمر / الثلاثاء 06 . 11 . 2018
نعيم الهاشمي الخفاجي
اثبت اطباء النفس أن ازدواجية الشخصية هي حالة مرضية لكنها من الحالات القليلة في الطب النفسي، المصابون بهذا المرض اعداد قليلة، وهذه الازدواجية ليست وهما او خيالا ، وإنما هي اضطراب نفسي حقيقي تصيب بعض الناس، حيث يظهر الفرد بأكثر من شخصية، (اثنتان أو أكثر)، ويحدث التحول من شخصية الى الأخرى عندما يتعرض هذا الشخص المريض الى ضغط نفسي اجتماعي شديد،او مشاكل اصابت هذا الفرد واستولت على تفكيره وحياته وسيطرت على اركان جسمه واصبح اسير لتلك الاوهام والتي تسبب القلق والتوتر والغضب وهذه تترك اثر سيء يؤثر على تكوين شخصيته وينتقل من الانسان الهادىء وبشكل فجائي احيانا خلال ثوان او دقائق الى شخصية ثانية عدوانية اخرى قد تكون متناقضة تماما مع الشخصية الحقيقية الهادئة والمسالمة، كأن يتحول الإنسان الخجول فجأة إلى شخص آخر جريء لا يتورع عن القيام بأي عمل اخر. او ان يتحول هذا الشاب او الشابة من حالة الهدوء الى اعصار هائج لا يتوقف، ونتيجة لتلك الازدواجية والتعدديه يعيش هؤلاء الاشخاص في صراع دائم مما يسبب لهم القلق النفسي والتوتر العصبي الذي قد يتفاقم ويؤدي الى حالة مختلة تساهم في الأكتئاب النفسي والوسواس القهري وهي اكثر الامراض النفسيه وخصوصا في المجتمعات الغربية، التي لاتملك قضايا دينية روحية تعطي النفس أمل في الحياة أو الفوز بالجنان بعد الموت، هناك الكثير من الاسباب التي تعمل على اضطراب وازدواجية الشخصية وفي الغالب هناك مؤثرات تعرض لها الانسان خلال فترة الطفولة والشباب نتيجة التعرض لإيذاء جسدي أو نفسي خاصة في الطفولة عند الفرد ، وقد قال الامام جعفر الصادق ع بحديث عن ابيه وعن جده وعن الامام علي ع عه رسول الله محمد ص ضرب الطفل في الصغر ثورث الحقارة عند الكبر، وتظهر ثار الازدواجية نتيجة التعرض للاضطهاد تترك على شخصيته ضغوط نفسية تسبب الازدواجية لدى الانسان، كذلك تحميل الانسان مسؤوليات فوق طاقت احتمال الفرد تسبب مصاعب نفسية تؤدي الى ازدواجية كما ان الكبت الزائد يعمل على ازدواجية الشخصية فيحدث الصراع الداخلي وتهتز الشخصية لا شعوريا وتصبح شخصية مغايرة، ان الحياة بكل مؤثراتها وزوابعها وتحدياتها والامها ومشاكلها المختلفة التي تعصف بالانسان تؤثر على سلوكه وتحرفه عن مساره الانساني السليم وتعمل على اعاقة تقدم الانسان نحو الحياة السعيدة، لذلك تعتبر الازدواجية من أكثر الأمراض النفسية والمجتمعية التى يعانى منها المجتمع الشرقى، والمشكلة أن الأفراد بالمجتمع غالباً لا يشعرون بمعانات الاخرين، ونحن من شعوب وخاصة العراق عشنا طيلة 99عام من نشوء العراق الحديث في بلد غير مستقر وفي صراعات مذهبية وقومية ودخلنا في حروب متعددة قضت على ملايين البشر في الحروب الداخلية مع الاكراد العراقيين بحقبة حكم القوميين والبعثيين الشوفينين خلفت مئات الاف القتلى، وجائت الحرب الغير مبررة التي افتعلها صدام واستمرت ثمان سنوات خلفت مئات الاف الضحايا، تم مهاجمة الاكراد بعمليات الانفال السيئة الصيت بعدها ادخل صدام العراقيين حربا لدى احتلاله الكويت انتهت في مئات الاف القتلى وتم قمع انتفاضة الوسط والجنوب، تعرض الشعب العراقي الى حصار قاتل استمر من عام 1990 الى عام 2003 ترك اثار سلبية على المجتمع العراقي، بعد سقوط نظام صدام تركت اﻵثار النفسية والاضطهاد بصمات واضحة على الكثير ممن تصدى للعمل السياسي العراقي تجده يحمل شعارات خلفت مئات الاف الضحايا ويلعن عملية التغير وهو اكثر الناس استفادة، تجد رجل دين معمم من المكون الشيعي ضحية اجرام صدام تجد مقاطع فيديو لهذا المعمم بزمن صدام يختم صلاته في الدعاء لنصرة صدام الجرذ الهالك هههه واﻵن اختلفت الامور واصبح صاحب كلمة وقول، تجد الكثير من هؤلاء الساسة الجهلة مرضى الازدواجية يلعن عملية التغير وهو متنعم بالمال والجاه والمناصب، بمعنى آخر دائماً ما يحرم الفرد على الناس ما يحلله لنفسه، ويعتبر هذا التعبير هو أبسط تعريف للازدواجية التي تعانى منها الشعوب الشرقية وخاصة شعب العراق المسكين ، والتى كانت نتيجة للظلم والاضطهاد والقتل والفقر والتهجير والهجرة والتربيةالخاطئة، على سبيل المثال عندما تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والتي وجدت من أجل التواصل، وتبادل الأفكار والتعرف على ثقافات أخرى والانفتاح على العالم، إلا ووجدت عناوين لا تبشر بخير وتنقل خبر فضيحة أخلاقية ما والتي تفشت في مجتمعنا هذه الأيام، يا ترى أين يكمن الخلل لنصل إلا هذا الانحلال الأخلاقي؟ فكلما ظهرت فضيحة لربما صحيحة او مفبركة إلا وتج سخط عارم على مرتكبها، هذا يحلل الأسباب بدون ان يتأكد وهذا يعطي مبررات وآخر يقترح عقوبات، والبعض يلفق اخبار لنيل من الذين يخالفونه في الرأي ﻷسباب سياسية لكن أين نحن من كل هذا، فكل منا مسؤول بطريقة أو بأخرى على كل ما يحدث الآن، لو نبدأ في محاسبة أنفسنا نغير ما يجب تغييره كتصرفات وكعادات وكطريقة تربية وكمعاملات، لو نركز على المصلحة العامة ونحاول ترك المصلحة الخاصة جانبا اكيد نستطيع الحصول على حلول مرضية للجميع، فالأنانية واثار الحصار والفقر والظلم والقتل تركت آثار سلبية مدمرة، عندما يراد بناء مجتمع متعدد القوميات والاثنيات وخاض عدم استقرار طيلة 99 عام الماضية من نشوء العراق من خلال ضم ثلاث مكونات مختلفة ضمن بلد واحد المطلوب مراجعة اسباب عدم الاستقرار طيلة 99عام الماضية وايجاد طريقة جديدة لحكم العراق يعيش الجميع في مساواة، ومما لاشك به ان بناء اي مجتمع المجتمع يحتاج إلى إنسان حقيقي عنده كلمة “الأنا” مجرد فلسفة وهي امر ثانوي وتكون كلمة “الكل” هو العامل المشترك يجتمع عليه كل ابناء الشعب الواحد، ان التفكير بالكل امر ضروري لكن يجب الكل تكون مختلفة عن حقبات الحكم السابقة، تجربة حكم العراق طيلت 99عام الماضية بائسة ولا تساعد على بناء مجتمع آمن ويعيش ابنائه في رفاهية، ابتلينا في منافقي السياسة وحواشيهم هؤلاء هم سبب ماحل بنا من كوارث وقتل وفقر وظلم،وقد وصف الامام علي ع المنافقين بطريقة جدارائعة تنطبق 100% وبشكل دقيق على المنافقين بكل مكان وزمان، نضع اليكم نص خطبة سيدي وقائدي وزعيمي وقدوت الإمام علي ( عليه السلام ) في وصف المنافقينقال ( عليه السلام ) : ( نَحْمَدُهُ عَلَى مَا وَفَّقَ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ ، وَذَادَ عَنْهُ مِنَ الْمَعْصِيةِ ، وَنَسْأَلُهُ لِمِنَّتِهِ تَمَاماً ، وَبِحَبْلِهِ اعْتِصَاماً ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، خَاضَ إِلَى رِضْوَانِ اللهِ كُلَّ غَمْرَةٍ ، وَتَجَرَّعَ فِيهِ كُلَّ غُصَّةٍ ، وَقَدْ تَلَوَّنَ لَه الْأَدْنَوْنَ ، وَتَأَلَّبَ عَلَيْهِ الْأَقْصَوْنَ ، وَخَلَعَتْ إِلَيْهِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا ، وَضَرَبَتْ إِلَى مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا ، حَتَّى أَنْزَلَتْ بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا ، مِنْ أبْعَدِ الدَّار ِ، وَأَسْحَقِ الْمَزَارِ .أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ ، بِتَقْوَى اللهِ ، وَأُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ ، فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ ، وَالزَّالُّونَ الْمُزِلُّونَ , يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً ، وَيَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً ، وَيَعْمِدُونَكُمْ بِكُلِّ عِمَادٍ ، وَيَرْصُدُونَكُمْ بِكُلِّ مِرْصَادٍ . قُلوبُهُمْ دَوِيَّةٌ ، وَصِفَاحُهُمْ نَقِيَّةٌ ، يَمْشُونَ الْخَفَاءَ ، وَيَدِبُّونَ الضَّرَاءَ ، وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ ، وَقَوْلُهُمْ شِفَاءٌ ، وَفِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ ، حَسَدَةُ الرَّخَاءِ ، وَمُؤَكِّدُوا الْبَلاَءِ ، وَمُقْنِطُوا الرَّجَاءِ ، لَهُمْ بِكُلِّ طَرِيقٍ صَرِيعٌ ، وَإلى كُلِّ قَلْبٍ شَفِيعٌ ، وَلِكُلِّ شَجْوٍ دُمُوعٌ .يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ ، وَيَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ ، إِنْ سَأَلُوا ألْحَفُوا ، وَإِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا ، وَإِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا ، قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلاً ، وَلِكُلِّ قَائِمٍُ مَائِلاً ، وَلِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلاً ، وَلِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً ، وَلِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً ، يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ ، لِيُقيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ ، وَيُنَفِّقُوا بِهِ أَعْلاَقَهُمْ .يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ ، وَيَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ ، قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ ، وَأَضْلَعُوا الْمَضِيقَ ، فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ ، وَحُمَةُ النِّيرَانِ ، ( أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُون) صدقت يا امير المؤمنين ياعلي بن ابي طالب يابطل الاسلام الخالد صاحب القيم الانسانية مع كل اصحاب الديانات