السيمر / السبت 09 . 02 . 2019
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) الآية 1 /14 سورة الفجر/صدق الله العلي العظيم.
تبارك حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير لسماحة السيد الخامنئي ولمراجع الأمة العظام والشعب الإيراني والأمة الاسلامية وشعوب العالم المستضعفة حلول الذكرى السنوية الأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية وعشرة الفجر المباركة في إيران ، ونبارك للجميع عيد الإنتصار العظيم على النظام الشاهنشاهي وأسياده الأمريكان والإمبريالية والصهيونية ، والذي كان إنتصاراً للإسلام وللأمة ولجميع الأحرار والشرفاء في العالم ، كما هو إنتصار الهي لكل مستضعفي ومعذبي ومظلومي العالم.
كما نتقدم في هذه الذكرى الأربعين ربيعاً من الإنتصار بالتحية والإكبار والإعزاز والسلام الى روح مفجر الثورة الإسلامية ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام روح الله الموسوي الخميني (قدس سره) ، صانع هذا الإنتصار والقائد التاريخي الفذ الذي قاد هذا الإنجاز العظيم.
كما ونتوجه بالتحية والإكبار وطلب الرحمة والرضوان لأرواح شهداء الثورة الاسلامية الأحرار والشرفاء الذين ثاروا ضد الظلم وثبتوا وصمدوا حتى أستشهدوا أيام الثورة وقبل الإنتصار وبعد الإنتصار الإلهي على الظلم والإستبداد الشاهنشاهي والإستكبار والكفر العالمي. وكانوا مصداق الآية القرآنية الكريمة : ”فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”.
إن من إنجازات الثورة الإسلامية التي قادها مجدّد القرن الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) هو إخراج أمريكا الشيطان الأكبر والغدة السرطانية إسرائيل ، هذا الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية ، وطردهم وللأبد من ايران وإستبدال سفارة الكيان الصهيوني الى سفارة فلسطين المحتلة في إيران.
كما أن من إنجازات الثورة الإسلامية هو بناء الثقة والأمل لجميع المستضعفين والمظلومين في العالم بأن عصر جديد بدأ تكون فيه اليد الطولى للشعوب على قوى الهيمنة والإستكبار في العالم.
كما ونحيي صبر وإستقامة الشعب الإيراني وقواه الشعبية ومؤسساته الثورية التي تصدت لكل مؤامرات الأعداء والإستكبار العالمي التي كانت تهدف الى تجزئة إيران الثورة الى إيرانستان ، كما ونحيي صمود الشعب الإيراني وجيشه وحرسه الثوري وقواه الشعبية كالتعبئة في التصدي لمؤامرة إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية عبر الحرب البعثية الصهيوأمريكية الرجعية القذرة التي إستمرت لثمان سنوات ، والتي أدت الى تدعيم وتثبيت نظام الجمهورية الإسلامية.
ونغتنم هذه الذكرى الأربعينية لنترحم على الشهداء الأبرار من قادة الجمهورية الاسلامية ونخبها وأبناء الشعب الإيراني الذين أستشهدوا على يد المنافقين وأعداء الثورة الاسلامية وفي طليعتهم آية الله الشهيد السيد محمد حسين بهشتي والشهيد العلامة الشيخ محمد منتظري وشهداء الحزب الجمهوري والشهيد الدكتور محمد علي رجائي والشهيد آية الله باهنر ، والشهداء العلماء المتخصصين في الطاقة النووية ، الذين أستشهدوا على يد عملاء الموساد الإسرائيلي الصهيوني.
لقد جعل الطاغية شاه إيران المقبور إيران دولة تابعة للشيطان الأكبر أمريكا ، تديرها واشنطن كيف ما تريد ، وكان خادماً وعميلا مطيعا لأمريكا وأسرائيل وبريطانيا والغرب ، فجاءت الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني ”رضوان الله تعالى عليه“ والتي كان يحضر لها منذ الستينات من القرن الماضي ، فجاء الإنتصارالمبارك وإنفجار النور ورحيل الظلام ، فأصبحت إيران الثورة ، أول ثورة إسلامية كبرى في العالم الإسلامي تجسد الإستقلال الحقيقي والإنعتاق من نير العبودية والإستغلال إلى حيث العدالة والحرية.
لقد قالها الإمام الخميني العظيم بأننا قادرون على تحقيق الإنتصار على الإستبداد الداخلي والإستعمار الأجنبي ، وبأننا نستطيع أن نقول كلمتنا ونخطط ونرسم سياساتنا لبلدنا إيران بعيداً عن الغرب والشرق ونحقق شعار شعبنا الإيراني العظيم : لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية.
لقد تحمل الشعب الإيراني المسلم والمؤمن العظيم كل العذابات والجرائم التي إرتكبها ومارسها الشاه المقبور وأجهزتة الأمنية والقمعية وعلى رأسها السافاك المدعوم من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والغرب وحقق الإنتصار والحرية والعزة والكرامة ، وإستقامت الثورة وقام نظام الجمهورية الإسلامية بقيادة مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني ”قدس سره“ ، وسجل ولاتزال صموداً أسطورياً ضد مؤامرات الأعداء المتواصلة والتي لم تتوقف حتى هذه اللحظة ، والحصار والمقاطعة التي إستمرت لأكثر من أربعين عاماً ، وهاهي تعيش إيران الثورة والجمهورية الإسلامية ذروتها في الحصار والمقاطعة الظالمة التي تقوم بها أمريكا المستكبرة ، بسبب إمتلاكها للطاقة النووية ، وبسبب إصرارها على إجتثاث جذور الغدة السرطانية للكيان الصهيوني من جسم الأمة الإسلامية ، وبسبب دعمها للشعوب المستضعفة ومساعدتها في التنمية والإزدهار ، ومساندتها لفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية ، ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني في محنته من العدوان الظالم الذي تشنه قوات التحالف السعودي ضد شعبه ومؤازرتها لصموده ضد الإستكبار العالمي والرجعية السعودية الإماراتية.
بجردة سريعة ، ورغم الحصار الشديد من قوى الشر المهيمنة على العالم والرافضة لنيل الشعوب حريتها وكرامتها وإستقلالها ، فقد حققت الجمهورية الإسلامية بعد إنتصارها الكثير من التقدم والإنجازات وفي مختلف الأصعدة العلمية والتكنولوجيا ، وهذا ما لا يروق لأمريكا والإستكبار العالمي ، ولذلك فقد إستمروا في مؤامراتهم وحصارهم الظالم من أجل أجهاض التجربة وإثبات فشلها من خلال إشعال الحرب المفروضة التي سخروا لها كل الإمكانيات ، ومن أجل أن لا تكون الجمهورية الاسلامية في إيران قدوة يحتذي بها المستضعفين والمسلمين في العالم ، ليبدأوا الحركة بثقة وإيمان من أجل إسقاط هذه الأنظمة الديكتاتورية المتسلطة ، والتخلص من الهيمنة الإستكبارية للغرب وعلى رأسه الشيطان الأكبر أمريكا.
إننا في حركة أنصار شباب ثورة ١٤ فبراير نجدد في الذكرى السنوية الأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية في ايران دعمنا ومؤازرتنا للشعب الايراني ولقيادته الرسالية الشجاعة في مسيرة الإستقلال والحرية ، ونؤكد بأن شعبنا البحراني الثائر الذي فجر الثورة على الإستبداد والظلم والديكتاتورية الخليفية ، وإستمر لثمان سنوات يناضل ويجاهد ويكافح من أجل التخلص من العبودية والإستبداد لقبيلة آل خليفة الغازية والمحتلة للبحرين ، فإنه يحيي الذكرى السنوية الأربعين التي إنتصرت في 11 شباط فبراير من عام 1979م ، ويستلهم الدروس والعبر من الثورة الإسلامية ومن مفجرها الأمام الخميني العظيم والشعب الإيراني البطل للإنتصار على الكيان الخليفي وإخراج القوات الغازية والمحتلة من البحرين وتفكيك القواعد العسكرية الأجنبية وترحيلها لخارج البحرين ، وإخراج المستشارين الأمنيين والعسكريين الأجانب وسائر الجيوش الأجنبية الغازية والمحتلة لبلاده مستمداً ومستلهما من الآية القرآنية الخامسة الشريفة من سورة القصص : (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
8 شباط/فبراير 2019م