السيمر / الاثنين 18 . 02 . 2019
ستار الجيزاني
قم للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا، ما أنبتت أرض، ولا زرع زرع، ولا شفي أنسان من علته، ولا وضع حجر على آخر، ولا طارت طائرة، ولا قضى قاضي في قضية ما، ولا كتب كاتب، إلا ما طاف وصلى واحرم وسعى بين يدي معلم.
تطورت البلدان، وذهبت تبحث عن الحياة في كواكب أخرى، منهم من وصل القمر، والآخرون المريخ، والريادة والتطور العلمي والتكنلوجي على قدم وساق، وأصبحت المدارس في تلك البلدان بيوت التلاميذ، يذهب الطالب من ساعات الصباح الأولى ويستمر حتى المساء، يتعلم فيها نظام الحياة وتقويم شخصية الطلاب، بالأضافة إلى إعطاء العلم بأساليب متطورة، مثلما يحصل الآن في بلاد الرافدين!
لماذا تعتصم أيها المعلم؟!
أنتَ ضد الحكومة وعميل، أسمع سيدي أنت تعيش في واقع متطور جدا ومثالي، لم تصل إليه بعض الدول المتطورة، لنأخذ مقارنة مع أحدا دول المنطقة.
مدرسة “التحرير” في مدينة العماره “دبي العراق”، ومدرسة “سقيم” في دبي الامارات، في ثانوية التحرير يذهب الطلاب من وإلى المدرسة بواسطة الباصات الحديثة، وعند وصولهم يذهبوا إلى الكافتريا لتناول الفطور، للاستعداد ذهنيا وبدنيا!
تحتوي المدرسة على مختبرات علمية مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات التعليمية والبحثية، أما الحديقة فكأنها أحدا حدائق هافانا، نعم أتمنى للأطفال الأمارات العيش في العراق لتجربة الرفاه العلمي والتعليمي!
المعلم في هذه المدرسة بأمارة دبي”ميسان”، إجمالي الراتب الذي يقبضه من الدولة، مع مخصصات بدل السكن، وغلاء المعيشة، والنقل بلغ (١٥٠٠٠) درهم إماراتي، بالدولار يصبح (٤٠٠٠) آلاف دولار في بداية تعيينه!
بينما المعلم في دبي” الامارات” يستلم راتب قدره (٥٠٠) الف دينار عراقي، بالدولار يبلغ حوالي (٤٠٠) دولار مع جميع المخصصات!
أما في مدارس دبي “الامارات” ونخص تلك المدرسة صاحبة المقارنة “سقيم”، يأتي الطالب إلى المدرسة وقد وصل الطين إلى ساقيه، وحذاءه قد ابتلت، وتأخر عن الدوام الرسمي بنصف ساعة، نتيجة تأخر “الكية”، يدخل إلى المدرسة قافزا على السياج بعد اغلاق الباب الخارجي، المعلم يرتعد من البرد لأنه اليوم قد غسل سترته الوحيدة!
أثناء محاضرة الرياضيات لمرحلة السادس الاعدادي، بداء الأستاذ (عادل) يشرح، لكن اقلقه صوت مكبرات الصوت التي يستخدمها الباعة المتجولين أمام المدرسة، تتشابك الأصوات بين (شلغم إثنين بالف، طماطه ثلاثة بالف، بتيته كيلو بالف)، مع أكتضاض القاعة بالطلاب، قبل رنة الجرس حاول أن يختصر بالقدر الممكن لم يستطع اكمال المحاضرة نتيجة للعوامل المذكورة أعلاه، مما جعل حرقة وحسرة في قلبه، ولوعة في نفسه عبر عنها قائلا (شلغم زرعت الكاع خضر بتيته)!