السيمر / الثلاثاء 26 . 02 . 2019
أفادت مصادر “المسلة” الثلاثاء، 12 شباط، 2019 ان الشرطة الدانماركية أصدرت قرار قضائيا، تُرسل بموجبه أوراق التحقيق الرسمية بشأن تورط السياسي الكردي كوسرت رسول في الاعتداء المسلح على جراح في السليمانية، الى العراق، لتبليغ رسول بالحضور، بعد الشكوى التي قدمها الجراح بختيار امين بارام اثر الاعتداء عليه من قبل جماعات مسلحة في السليمانية.
وقال المصدر: ان الكتاب الرسمي يلزم رسول بالحضور خلال أسبوعين، وفي حالة عدم حضوره، يتوجب إلقاء القبض عليه إذا سافر خارج العراق.
و كشف الدكتور الجراح بختيار امين بارام، عن ان مسلحين يأتمرون بأمرة سياسي كردي، هاجموا عيادته في السليمانية في كردستان، بعدما كشف صفقات فساد الادوية المزورة التي تدخل الى الإقليم والعراق بشكل عام.
وقال بارام في حديث لـ “المسلة”، ان “تحرياتي وبحثي، وتنقيبي عن التفاصيل كشف عن شركة تستورد الادوية الفاسدة والمزورة، التي تتسرب بعد ذلك الى بقية انحاء العراق، ثم تبين لاحقا ان هذه الشركة تعود الى السياسي الكردي كوسرت رسول، ولم أكن اعلم بذلك”.
هجوم على العيادة الطبية
وكشف الدكتور الجراح بارام عن ان ذلك تسبّب في اعتداء عليّ في عيادتي في السليمانية، من قبل مسلحين، قاموا بإطلاق أكثر من ألف رصاصة في الهواء، ووجّهوا الرصاص لي لغرض قتلي، وأخطأت رصاصة واصابتني في قدمي، ثم منع المسلحون الإسعاف عني لمدة ساعة كاملة، لنجدتي.
وكانت مديرية شرطة السليمانية، قد أعلنت في 21 كانون الثاني/يناير 2019 عن تعرض طبيب لاعتداء في المدينة، من قبل مسلحين اثناء مغادرته عيادته في السليمانية، لافتة الى انه قام بتسجيل شكوى قانونية.
وتابع بارام القول: كان هدفي الأول كشف الحقائق، وفضح الفاسدين، ولم اكن اقصد هذا السياسي او ذلك، وحتى لو كنت اعلم بان هذه الشركة تابعة لهذا الحزب او ذاك ما كنت لأهادن او اتوقف عن فضحها.
وكشف بارام عن ان تراخيص دخول الادوية بين كردستان وبغداد وباقي مدن العراق هي واحدة، الامر الذي يسهّل من تبادلها وتسريبها، وهو امر رتّبه السياسيون الفاسدون والتجار الذي يعملون معهم، لأنها تصب في مصالحهم.
وقال بارام ان الأسواق في كردستان والعراق بشكل عام مليئة بالأدوية المزورة، وان ارقامها مهولة وعالية اكثر من الرقم الذي اعلنه وزير الصحة العراقي بان نحو 75 بالمائة من الادوية مزورة.
وكان وزير الصحة العراقي، علاء العلوان، قد أكد في 3 شباط، 2019 إن نحو 75% من الأدوية الموجودة في القطاع الخاص بالعراق غير مفحوصة.
وارجع بارام تنامي تجارة الادوية الفاسدة بإشراف السياسيين والمستوردين المرتبطين بهم، الى كونها تجارة مربحة جدا، قائلا: أرباح الادوية أكثر من أرباح النفط…
وتابع القول: لا اقصد المبيعات بل الأرباح.
العراق سوق للأدوية الفاسدة
وأضاف الدكتور بارام: التقارير العالمية تشير الى ان عشرة بالمائة من أدوية العالم بشكل عام، مزورة، وهو ما يفسّر دخولها بشكل كبير الى دول مثل العراق، الذي تحوّل الى سوق رئيسي لتلك البضاعة الخطرة.
واستطرد: ما يدخل من أدوية الى الإقليم هو ذاته في بغداد ومناطق الوسط والجنوب، لان تراخيص الدخول، متفق عليها بين الطرفين، معتبرا ان المسؤولين المرتبطين بشبكات غش الادوية، هم في شراكة في التزوير والتخريب.
وقال بارام انّ المخصّصات الصحية للفرد العراقي تسرقها الأحزاب وشبكات الفساد في كردستان وباقي انحاء البلاد، مؤكدا على انه من الناحية الحسابية فان ميزانية المخصصات للفرد العراقي فيما يتعلق بالعلاج والأدوية تفوق معدل ما يحصل عليه الفرد في اوربا، لكن من الناحية العملية فان المواطن في العراق يحصل 1 بالمائة من هذه المبالغ اما الـ 99 بالمائة، فتذهب الى جيوب الأحزاب، وشركات الادوية التي تتعامل بالأدوية المزورة.
فساد مسؤولي الصحة
وتابع: كشفتُ عن ذلك في برنامج تلفزيوني كنت اعده في الفضائيات، قائلا: الايفادات والزيارات التي يقوم بها المسؤولون في الصحة، والأطباء المتنفذون مع عوائلهم الى خارج العراق، كلها من المال العام، ومن مخصصات الفرد العراقي الصحية، معتبرا انها سرقة، على شكل ايفادات شكلية للمسؤولين واسرهم لغرض السياحة والنزهة.
ووعد بارام أهالي كردستان وباقي انحاء العراق بانه لن يكف عن فضخ الفاسدين الذين يتاجرون بالأدوية المزورة، قائلا: أنسق في الوقت الحاضر مع منظمة حضر الادوية المزورة، للعمل على منع هذه الخطر الداهم، وسوف يعقد مؤتمر لها اتناول فيه هذه الموضوع، معتبرا ان “تجارة الأدوية الفاسدة اخطر من داعش.
المصدر / المسلة