السيمر / الجمعة 01 . 01 . 2016
طوني حداد
نشرت وكالة “رويترز” فتوى مفصلة للغاية أصدرها “فقهاء” من تنظيم داعش عن أحكام جماع “مُلك اليمين”
وهنّ النساء اللواتي يأسرهن التنظيم في غزواته .
وقالت “رويترز” بأن هذه الفتوى جزء من وثائق عثرت عليها القوات الخاصة العراقية أثناء مداهمات أوكار” لداعش” في “الرمادي” مؤخراً .
ومن بين “الأحكام الدينية” في الفتوى مثلا: أنه لايحقّ لأب وابنه مضاجعة نفس “الأَمه” كما لايحل لمن يملك أماً وابنتها أن يعاشرهما واذا كانت “الأَمة” ملك يمين رجلين لاتحلّ لهما لأنها جزء من مُلك مشترك .
الفتوى تحمل الرقم 64 بتاريخ 29 ايلول 2015 صادرة عن مايسمى “لجنة البحوث والافتاء في الدولة الاسلامية” تحت عنوان “العلاقة بين مقاتلي التنظيم وسباياهم , كيفية معاملة السبايا” .
وتبدأ الفتوى بطرح سؤال عمّا اذا كان هناك أي محاذير بمسألة السبايا , وتشير الى أن بعض “الأخوة” ارتكبوا أخطاء وانتهاكات بمعاملة السبايا و”الشريعة الاسلامية” لاتبيح هذا.
وتستعرض الفتوى بعد ذلك مجموعة حالات- ذكرنا بعضها – وتستفيض بشرح بعضها فعلى سبيل المثال تقول: اذا كان مقاتل يملك “أمَه” وكانت ابنتها بالغة ووطأ الابنة فان الأمّ لاتحلّ له , وتضيف بأنه اذا وطأ المقاتل الأم وابنتها قبل هذه الفتوى فالابنة – منذ الآن- تصبح محرمة عليه وعفى الله عمّا سلف.
وتقول الفتوى أيضاً بأنه على من يملكون السبايا – طالما واظبن على طاعة مالكيهم وعدم تمنعهنّ عنهم – الرأفة بهنّ وعدم اهانتهنّ ولاتكليفهن أعمال لايمكنهنّ القيام بها كما لايجب عليهم بيعهنّ او اهداءهنّ الى أي شخص يعرفون بأنّه سيسيء معاملتهنّ .
اذن أيتها السيدات والسادة : بهذه الخطوات الاصلاحية الثورية الملموسة والهامة تكون “داعش” قد باشرت باعادة النظر بخطابها “الثوري” وتنقيحه واصلاحه ليتلاءم مع “روح العصر” ومع “روحيّة الربيع العربي” واذا صحّ مايُشاع مؤخراً في “ولاية الرقة” بان “داعش” بصدد اصدار فتوى اصلاحية وهامة جديدة تحت بند “آداب قطع الرأس” تعتمد طريقة موحّدة لقطع الرأس باستعمال السيف “والنطع” وبضربة واحدة فقط -على طريقة الحجاج ابن يوسف الثقفي الشهيرة – وتحريم قطع الرؤوس باستعمال السكاكين الصغيرة والتي غالباً ماتكون مثلومة ممايؤدي الى ألم “وازعاج” للرعية المذبوحين .
انّ من شأن هذه الفتوى في حال صدورها كما تتوقّع مصادر مقرّبة من التنظيم أن تخلق ارتياحاً كبيراً لدى الهيئات الدولية الخاصة بحقوق الانسان وفي أوساط “اليسار الديمقراطي” العربي المعارض عموماً والسوري واللبناني خصوصاً .
انّ مبادرة ومباشرة “داعش” الحثيثة والجريئة لاجراء الاصلاحات الثورية الهامة في التنظيم وفي أساليبه “الجهادية” كالتي ذكرناها آنفاً سيؤدّي بلا شكّ وفي القريب العاجل الى مطالبة الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي وحلفائهما – وبالحاح- ادراج “داعش” على قائمة المعارضة المعتدلة وستحجز لنفسها مقعداً هاماً ضمن وفد المعارضة “وفد الرياض” الذي سيفاوض الحكومة السورية في جنيف .
ومش بعيد غداً الأميركان يسوّقوا “لفيديو كليب” ترويجي يظهر فيه مقاتل داعشي يرتدي بنطلون “جينز” و”تيشيرت” عليها علم وشعار داعش ويعزف على “الغيتار” ويغنّي :
“بالاعتدال جئناكم ياشيعة ونصيريّة “..
بانوراما الشرق الاوسط