أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / إعدام النمر ، الرسالة السعودية للعالم

إعدام النمر ، الرسالة السعودية للعالم

السيمر / الاحد 03 . 01 . 2016

احمد-الحباسي / تونس

على شاكلة أكثر الأنظ مة استبدادا و عنصرية أعدمت السلطات الصهيونية السعودية الشيخ المعارض باقر النمر ، الرسالة السعودية للعالم في مبتدى السنة كانت واضحة تمام الوضوح و الجريمة القذرة كانت التعبير الفصيح عن طبيعة هذا النظام الدموي الذي يتحكم في بترول السعودية و يصنع منه قوات إرهابية تدمر الدول العربية ، بالطبع تتحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية اغتيال الشيخ النمر و من حق الشعوب العربية اليوم أن تتعرض للمصالح الأمريكية في المنطقة و في كل مكان في العالم بما يجعل الولايات المتحدة تدفع ثمن عدم تسليط الضغوط الكافية على محميتها السعودية أو لنقل بسبب إعطاء النظام الهمجي “السعودي ” الضوء الأخضر لاغتيال المعارض الشيخ باقر النمر ، فالملك سلمان أجبن من أن ينفذ هذا الحكم البربري في شخصية مرموقة بقامة الشيخ النمر لولا الدعم الصريح للوبي الصهيوني و جماعة المحافظين الجدد الذين يرسمون الخطوات الأمريكية في المنطقة منذ بداية حقبة الرئيس بوش الأب إلى اليوم .
يعلم جميع المتابعين للشأن السعودي أن النظام قد فقد بوصلته منذ سنوات خاصة بعد أن أصبح يعيش تحت الحماية الصهيونية الأمريكية ، و يقول الجميع أن مشاركة السعودية في الحرب ضد أفغانستان أو العراق أو سوريا و اليمن ليست مصلحة سعودية بل هي حالة من الانصياع للضغوط الصهيونية ، و النظام يعيش اليوم على الجريمة المنظمة تماما كما يحدث في عصابات المافيا ، و بهذا المعنى فان تعالى صوت المعارضة لهذه المافيا التي تحتكر كل شيء في الحجاز من شأنه أن يضع مزيدا من الضغوط المرعبة على كاهله لذلك فهو مجبور على مواجهة هذه الأصوات المتزايدة التي تنادى بالشفافية و بالانتخابات و بالحرية و الديمقراطية في بلد سقطت فيه القيم و المبادئ الإنسانية إلى القاع ، و لان الشعوب العربية قد جاهرت بعدائها لهذا النظام خاصة بعد المذبحة الدموية التي دبرها النظام في مدينة منى منذ أشهر قليلة بمناسبة الحج و التي تسببت في تعالى الأصوات الرافضة لاحتكار هذا النظام البربري لسلطة تنظيم و الإشراف على شعائر الحج فقد بات معلوما و منتظرا أن يهرب هذا النظام إلى الأمام و يغتال الشيخ النمر من باب إسكات و بث الرعب في قلوب هذه المعارضة المنادية بالمحاسبة .
لقد دعم النظام السعودي كل الجماعات الإرهابية التي تغتال البشرية في العالم باعتباره نظاما مجرما يمارس إرهاب الدولة ، و رغم كل محاولاته القذرة لتلطيخ سمعة المعارضة فقد تفطنت وسائل الإعلام العالمية إلى دموية النظام و كشفت كل محاولاته الرديئة لنسج سيناريو تعودت عليه المخابرات السعودية لاتهام المعارضة ثم تدبير القضاء عليها بكل الطرق ، و كعادة الأنظمة الإرهابية ، أمريكا و إسرائيل و تركيا على سبيل المثال ، فقد سلطت المؤسسة ” الدينية ” السعودية القذرة كل ألسنتها المريضة بالفيروس الصهيوني لوصف المقاومة و المعارضة السعودية بكل هابط الأوصاف الخبيثة بما شكل في بعض الأحيان حملات عنصرية ضد المواطنين الشيعة تركت آثارها على المشهد الإعلامي السعودي الذي تحول إلى بوق يؤدى دور بث الانقسام و لغة التخوين ، يضاف إلى ذلك دور أجهزة الدولة الأمنية التي فعلت و كرست دورها الترهيبى التعسفي ضد جميع رموز المعارضة مما نتج عنه حالات من التعذيب الممنهج و حالات من الانتهاكات المخجلة لحقوق الإنسان و للذات البشرية تماما كما حدث في معسكر أبو غريب على يد القوات الأمريكية في العراق .
لا شك أن إعدام الشيخ الشهيد باقر النمر هي عملية قذرة مقصودة في هذا الوقت بالذات الذي يعانى فيه النظام من تبعات الفشل المعلن في العراق و سوريا و اليمن ، لا شك أيضا أن النظام قد تفطن مؤخرا إلى كل التحاليل الإعلامية التي تحدثت على أن فشل ” عاصفة الحزم ” على اليمن بعد الفشل في العراق و سوريا قد تشكل بداية النهاية للنظام ، فالنظام قد وصل إلى طريق مسدود و باتت علاقاته مهتزة مع كل الدول العربية بما فيها بعض الأنظمة التي تعيش على الصدقات السعودية مثل الأردن و المغرب ، و في كل الحالات فقد كان على النظام أن يبحث عن طريقة لتوجيه عيون الشعب السعودي و استهلاك تساؤلاته و هنا كان الاغتيال هو الطريقة الوحيدة الممكنة لإنقاذ نفسه من ارتدادات و إرهاصات الفشل السعودي الثلاثي في العراق، سوريا و اليمن ، لكن الرغبة السعودية في إشعال الحرب الأهلية بين الشيعة و السنة لن تقع طالما كانت خيوط المؤامرة واضحة بهذا الشكل ، و شماعة الخطر الإيراني لم تعد مقبولة خاصة بعد الاتفاق الإيراني الغربي و حصول كل هذه التحولات العميقة في السياسة الدولية بعد رجوع المارد الروسي إلى المياد الدافئة و انهيار الأنموذج التركي المزيف ، و لعل هناك اليوم من ينتظر سقوط النظام من الداخل لان استمرار الملك سلمان في الحكم بعد كل هذه الهزائم الشنيعة المتتالية قد أصبح من سابع المستحيلات .

بانوراما الشرق الاوسط

اترك تعليقاً