السيمر / فيينا / الخميس 21 . 03 . 2019
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
الحرس وعلماء الدين في ايران كل طرف مكمل للآخر، الكثير من الكتاب والصحفيين من ابناء امتنا العربية المجيدة عندما يتحدثون عن الشيعة وعلمائهم يتخذون اسلوب التغابي للتدليس على القراء وهذا ليس جديد على الاعلام العربي والاسلامي، لقد وضع العرب قواعد صلبة للكذب والافتراء بدأها خال المؤمنين عدو الله ورسوله، اللعين معاوية بن ابي سفيان عندما شغل اعلامه لتشوية سمعة ومكانة الامام علي ع بحيث عندما وصل خبر استشهاد امير المؤمنين الامام علي ع وهو في محراب الصلاة بجامع الكوفة قال اهل الشام أعلي يصلي، وذكر هذه الحادثة ابن هشام في السيرة الحلبية والكثير من المؤرخين والمحدثين، عندما وضع مخطط داعش كان يعتقد صانعي داعش مجرد هروب الضباط والجنود انفسنا من الجيش وانسحاب الاكراد يتبخر الجيش العراقي المحاصصاتي ويدخلون بغداد لكنهم فوجئوا بتدخل المرجعية العليا بفتوى الجهاد الكفائي والتي قلبت المخططات وهزمت فلول البعث المتخفين خلف واجهة داعش وجعلتهم كعصف مأكول، انا لست بصدد الدفاع عن ايران بل انا ضد مبالغة قادة الثورة في معاداة امريكا واسرائيل، بزمننا هذا اختلف التفكير، ان كنا قبل ٧٠ عام نفكر ان فلسطين جزء منا اليوم اصبح الانتماء على المستوى القطري فقط، لذلك لدى الاخوة الشعب الفلسطيني قيادة سياسية حاكمة ومعترف بها دوليا فهم من يحمل عبىء القضية الفلسطينية، وليس ايران والشيعة، العرب قبلوا في تسليم اراضيهم وهم احرار بذلك، طالعنا كاتب خليجي يقول من يسبق الحرس الثوري ام رجال الدين، وصور السيد ابراهيم رئيسي كأنه شخص مجرد انه رجل دين لا اكثر واحجم عن ذكر ماضي ابراهيم رئيس والذي شغل منصب رئيس قضاء منذ عام ١٩٨١ يقول من يسبق من؟ ومن له الأولوية في إيران أيها الأنام؟ بين الحرس الثوري ورجال الدين في إيران، من يقود النظام؟ سؤال يتكرر كثيراً في محاولة لفهم طلاسم النظام الإيراني ومستقبله في ظل عوامل داخلية وخارجية ضاغطة، تفرز بدورها تفاعلات داخل ذلك النظام، الكاتب منزعج من قضية تعيين المرشد الإيراني للدكتور ابراهيم رئيسي والذي وصفه هذا الكاتب الفلته في السادن العتبة الرضوية في مشهد إبراهيم رئيسي رئيساً للسلطة القضائية ثم بعدها مباشرة يتم اختياره نائباً لرئيس مجلس الخبراء، اقول بدأ نجم إبراهيم رئيسي في الصعود التدريجي وظهور اسمه في وسائل الإعلام لم يكن في الفترة الأخيرة كما زعم الكاتب وانما كان رئيسا للقضاء في احدى المحافظات منذ عام ١٩٨١ وتدرج بمناصب وبما انه عنصر ثقة ويملك رؤية في مجال الاقتصاد والعمل الخيري فقد تم توليه منصب رئيس مؤسسة الامام علي بن موسى الرضا ع ومسؤل العتبة الرضوية في مشهد وااستطاع السيد رئيسي ولاول مرة بالتاريخ الاستفادة من إيراداتها القوية من الهدايا التي يتبرع بها عامة الشيعة للامام الرضا ع فجمع الاموال واسس مؤسسة للاستثمار بالمال من خلال اقامة المصانع والمعامل وتشغيل عشرات الاف الموظفين وجعل هذه الاموال مستثمرة في المصانع والمعامل وحققت ارباح تقدر بالمليارات، هذه المليارات لم تذهب بحساب شخص وانما تذهب لادارة مؤسسة تستثمر الاموال في اقامة المزيد من المصانع والمعامل ما ساهم بدوره في القيام بمشاريع تساعد الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وبالتالي ابرز نموذج راقي وايجابي للجمهورية الاسلامية امام الشعب الايراني، هذه المشاريع ما كان لها أن تبصر النور بدون وجود عقلية تجارية ذكية وتطوعت مؤسسات الدولة مثل جهاد البناء تشكلت هذه الهيئة بزمن حرب صدام بذلك الوقت وكانت ولازالت مهمة هذه الهيئة تعبيد الطرق وبناء البيوت بالمناطق الريفية مجانا للمواطنين، ومؤسسة الامام الرضا ع والتي تسعى دائماً إلى إنشاء المستشفيات والمدارس في المناطق البعيدة النائية. مكانة السيد ابراهيم رئيسي عالية لدى الطبقات العمالية والفلاحية وتتوجه جموع المواطنين لزيارته بل حتى المسؤولين بالحكومة الايرانية ومنهم على سبيل المثال وزير الخارجية الإيراني في واجهة الدولة يقوم بزيارة إبراهيم رئيسي، ما يعطي دلالة على مكانة السيد رئيسي ورشح نفسه إبراهيم رئيسي للانتخابات وخسر الانتخابات الرئاسية أمام روحاني، الناخب الايراني صوت للشيخ روحاني وليس لرئيسي وهذه هي الديمقراطية، رئيسي مكمل للشيخ روحاني وليس كما يعتقد كتاب العرب ان هناك خلاف مابيين الطرفين، سبب قول الكتاب الخليجيين بوجود خلاف مابين الشخصيتين روحاني ورئيسي لان عقلية الكتاب العرب تعكس الواقع العربي المزري في التشبث بالسطة والقمع والقتل بينما في ايران يوجد دستور يحكم وشعب ينتخب، ويقول الكاتب رغم أن العلاقة ظلت ترتكز بين كل من التيار الديني الحاكم والحرس الثوري منذ بداية الثورة على الحفاظ على النظام الإيراني عن طريق حمايته بالحرس الثوري، ههههههههه وهناك قوة اخرى اغفل عن ذكرها الكاتب الخليجي وهي قوة المتطوعين الباسيج انصار المرجعية الحاكمة مرجعية ولاية الفقيه والتي تملك عشرات الملايين من المتطوعين، ايران تحكم من تيار ديني وحرس وجيش ومعهم مرجعية ولاية الفقيه بجماهيرها المليونية ونذكر الكتاب العرب بفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها السيد السيستاني لهزيمة داعش والتي اخرجت ٧ ملايين رجل حمل سلاحه الشخصي وذهبوا لمعسكرات الجيش سيرا على الاقدام، كذلك مرجعية ولاية الفقيه لها جماهير في ايران مثل جماهير مرجعية السيد علي السيستاني في العراق والتيار الاصلاحي هو تيار ضمن قادة الثورة وليس عدو للثورة كما يحلم العرب من الخليج المصابون بمرض كره وبغض الشيعة وخاصة ايران التي يبغضوها لكونها تتبع مذهب ال البيت ع لا اكثر ، تعيين رئيسي لمجلس القضاء او أي منصب اخر شيء طبيعي لمكانة ومقبولية هذا الرجل المحنك الذي خدم الاقتصاد الايراني في اموال العتبة الرضوية المباركة، وسبق لي ان اقترحت على الحكومات المحلية بمحافظات الوسط والجنوب تسليم مشاريع الاعمار والبناء للعتبة الحسينية والعباسية والعلوية فهؤلاء يملكون اموال لانجاز المشاريع افضل من اعطاء المشاريع لمقاولين وشركات لايملكون رؤوس اموال لاتتجاوز ربع وعشر المشروع الواحد، مشكلتنا بالعراق مشكلة عميقة والسبب اصل النظام السياسي الذي اسس الدولة العراقية البائسة عام ١٩٢١ من خلال دمج ثلاث مكونات غير متجانسة في بلد واحد وبظل عدم وجود دستور ونظام حكم يجمع الجميع ضمن الاقاليم الثلاثة او الاربعة او ضمن كونفدالية ……….الخ تضع حد للصراعات والمؤآمرات والاستقواء في دول الخليج وامريكا.