الرئيسية / مقالات / على ضفاف علي

على ضفاف علي

السيمر / فيينا / الخميس 21 . 03 . 2019

ثامر الحجامي

إنشق جدار الكعبة .. لتدخل منه سيدة تعاني أعراض الولادة، فلم تزل في البيت العتيق، حتى إمتلأ نورا، وفاح شذى أطيب العطور، وجاء المولود الى الدنيا ساجدا، فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت علي بن أبي طالب ” عليه وآله السلام ” في جوف الكعبة. ولد علي قبل البعثة النبوية بعشر سنين، وبعد عام الفيل بثلاثين سنة، وعاش 63 سنة، كانت مدة حكومته خمس سنوات، فكان أول القوم إسلاما وأقدمهم إيمانا، وهو ما زال صبيا، فشخص يولد في جوف الكعبة، بطريقة هي أكرم من ولادة السيد المسيح، حين منع الله السيد مريم أن تلد في محل لعبادة الله، بينما إنشق لفاطمة، فهذا الشخص سيكون له شأن عظيم في الاسلام. علي يفتدي النبي، وينام في فراشه، حتى يتمكن من الهجرة الى المدينة، لتكون عاصمة الدولة الإسلامية، ومنها ينطلق الفتح الإسلامي الى العالم كله، فقد كان هناك تخطيط نبوي للهجرة، ومخطط قريشي لإفشالها وقتل الرسول في فراشه، ولم تكن لتنجح الهجرة، إلا بتوفر أشبه الناس برسول الله، ليتوهم كفار قريش إن الرسول نائم في فراشه. حامل الراية؛ في معركة بدر، ذلك الفتى الهاشمي، الذي خرج لسادات قريش، فكان سيفه الأشد عليهم قتلا وبطشا، ولما تنتهي معركة بدر إلا وقد قتل سبعون من المشركين، نصفهم قتلهم علي، وأذل جبابرتهم، وأوقع الهيبة للمسلمين في قلوب العرب واليهود، وثبتت دعائم النبوة ومبادئ الأسلام، عندها نادى مناد من السماء : ” لافتى إلا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار “. في معركة أحد، حين أنهزم المسلمون، بعد إن دار عليهم خالد بن الوليد، لم يثبت مع النبي ألا علي، حين نظر له النبي وقال له : ياعلي إكفني هؤلاء، فدفعهم عن النبي، وكان أكثر المقتولين بسيف علي، فكان هو الصابر يوم ” المهراس ” مع النبي، لم يبرز في معركة الخندق أحد غيره، حين طلب عمر بن ود العامري من المسلمين المبارزة، فأطرقوا رؤوسهم ورجفت قلوبهم، ولم يستجيبوا لدعوات النبي لثلاث مرات إلا علي، فخرج لعمر الذي كان يعد بألف فارس، وأسقطه بأول ضربة. ما زال اليهود يذكرون عليا محطم قلاعهم، وفاتح حصونهم، وكاسر شوكتهم، بعد أن فشل جميع من أرسلهم الرسول قبله، فإقتلع الباب التي عجزت عن حملها أكف أربعون وأربع، وشطر مرحب الى نصفين، وأنهى خبث وتآمر اليهود على المسلمين، فلا فتح إلا وفيه علي، ولا نصر إلا وكان حامل اللواء علي، فهو أبن عم الرسول، وزوج إبنته فاطمة البتول، وهو الصاعد على أكتافه يوم الفتح، محطما أصنام قريش، وآخاه النبي مع نفسه، حين آخى بين المسلمين. لا يخفى أن علي ” عليه السلام ” أعظم شخصية في التاريخ بعد رسول الله ” صلى الله عليه وآله ” ، وأن ما بين ولادته في بيت الله، وإستشهاده في بيت الله أيضا، حياة مليئة بالجهاد دفاعا عن الإسلام والمسلمين، لم يخش في الله رمية رمح أو طعنة سيف.

اترك تعليقاً