الرئيسية / الأخبار / عراقيون يحولون حدائق منازلهم إلى حقول طلبا للرزق

عراقيون يحولون حدائق منازلهم إلى حقول طلبا للرزق

المركز الخبري لجريدة السيمر الاخبارية — لجات عوائل عراقية كثيرة إلى ما يعرف بالاقتصاد المنزلي، من أجل الحصول على المال، في ظل التردي المعيشي في البلد النفطي الذي يواجه صعوبات مالية دفعته إلى طرق أبواب المؤسسات الدولية للاقتراض، من أجل سد عجز كبير في موازنته.

وقام بعض المواطنين بفتح دكاكين صغيرة عند أبواب منازلهم، لبيع أبرز الاحتياجات اليومية للحارة أو الزقاق، فيما قام آخرون بتربية الدواجن والخراف، ورعاية الأطفال، وأعمال الخياطة، بغرض الحصول على دخل إضافي يعينهم على ظروف الحياة.

وباتت المهن المنزلية ظاهرة أكثر وضوحا في المجتمع العراقي خلال الأشهر الأخيرة.

ويقول رئيس لجنة الرقابة الاجتماعية في أمانة العاصمة بغداد، حسين أحمد إن “هناك الآلاف من المنازل في بغداد وحدها تحولت إلى خطوط إنتاج، سواء في مجال تربية الحيوانات كالدجاج والخراف وحتى الأبقار”.

وتابع احمد أن “العديد من العوائل لجأت إلى أسطح منازلها والحدائق المحيطة بها لتربية الدواجن والماشية، ويقومون بجني الحليب والبيض وبيعهما”، لافتا إلى أن “ذاك يحقق لهذه العوائل اكتفاء ذاتيا في بعض السلع، وكذلك يوفر لهم دخلا ماليا، لكن الأمر بات مضراً ومزعجا، وهناك من يشتكي من الجيران”.

كما لجأ اخرون إلى استغلال الحدائق العامة المنتشرة داخل الأحياء السكنية، والساحات الفارغة من خلال زرعها بشتى أنواع الخضروات مثل الطماطم والخيار، معتمدين على شبكات المياه الصالحة للشرب في سقاية هذه المزروعات.

وتغض الحكومة العراقية والمؤسسات الرقابية النظر عن تلك الظاهرة لعجزها عن تقديم البديل للعوائل التي تدخل هذا المجال مضطرة.

وصدر مؤخرا عن منظمات رقابية شبه حكومية تقارير تؤكد ارتفاع نسبة الفقر في العراق إلى 34% في أعلى نسبة يشهدها العراق منذ منتصف القرن الماضي.

من جهته يقول المهندس الزراعي محمود خليل، إن “لجوء الكثير من العوائل إلى زراعة المساحات الفارغة أمام منازلهم وتربية الدواجن والأغنام، يدخل ضمن ما يعرف بالاقتصاد المقاوم، موضحا أن “الأمر يزداد في عموم مدن العراق مع ازدياد الفقر فيه”.

ويؤكد الحاج مصعب محمد، 55 عاما، من سكان حي الأمين شرقي بغداد، إن “العاصمة تحولت إلى قرية بسبب احتياجنا، وبسبب فساد من هم في السلطة”.

ويضيف محمد ” أزرع الخضروات، وأربي الدجاج والبط والخراف، وأجني يوميا بيضا وحليبا وخضارا تكفيني، وأبيع ما يتبقى للجيران بسعر مناسب أرخص من السوق، وأقوم بالعمل وحدي بمساعدة زوجتي وابني”.

ويقول الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة بغداد أحمد عمر، إن “الكثير من العوائل العراقية لجأت إلى المهن المنزلية، بغرض تدبير المال وتقليل الإنفاق على مشترياتهم من الخضروات والفواكه والدواجن، خاصة أن 90% من العراقيين يمتلكون مساحات فارغة أمام منازلهم أو في محيطها تمكنهم من عمل هذه المشروعات المنزلية”.

ويشير الى أن “الحدائق الصغيرة، باتت توفر المحاصيل الصيفية والشتوية، وكذلك قام بعضهم بالعودة إلى تربية الدواجن والأغنام في المنزل، لتوفير اللحوم الحمراء التي يصل سعر الكيلوغرام منها إلى 13 ألف دينار (10 دولارات)”.