السيمر موقع عراقي مستقل
السيمر / فيينا / الأربعاء 01 . 05 . 2019
بسرعة البرق انتشرت صور نجل مسرور البارزاني، ئارين، وهو يشارك مراسم توزيع الجوائز في إحدى المباريات النهائية لكرة القدم، جالساً في الصفوف الأولى مع رئيس برلمان إقليم كردستان والقنصل الفرنسي في أربيل، ومسؤولين آخرين، لتشكف الستار عن تنافس خفي بين جيل جديد من “البارزانيين” أطلق عليه الجيل الرابع.
وريث والده مسرور البارزاني كما تقول أوساط مقربة من العائلة؛ ئارين ذو الـ 17ربيعاً وجه آخرمن أحفاد مسعود البارزاني بدأ تكرر ظهوره كثيراً بشكل متعمد ومنسّق، وتشير توقعات المحللين إلى أنه سيكون وريت والده مسرور في سدة حكم الإقليم.
هذا الظهور تجلى بصورة سريعة بعد أحداث الـ 16 من تشرين الأول 2017، إذ أفرزت نتائج الاستفتاء على الانفصال مشهداً سياسياً جديداً، في الاقليم، كما خلقت شرخاً داخل العائلة البارزانية وأدت إلى ظهور محورين متضادين كلٌ بفروعه، الأول يقوده النجل الأكبر لإدريس، الأخ الأكبر لمسعود البارزاني وهو الرئيس الحالي لحكومة إقليم كردسان نجيرفان البارزاني وعدد من أولاده، ويقود المحور الثاني الابن الأكبر لمسعود البارزاني والمرشح لمنصب رئاسة حكومة الإقليم في التشكيلة الوزارية الجديدة مسرورالبارزاني.
وبالرغم من تصدر مسعود البارزاني ونجله مسرور وابن اخيه نيجيرفان المشهد السياسي في إقليم كردستان، إلا أن دولة عميقة تتشكل من البارزانيين وتُحكم قبضتها على مفاصل الإدارة والحكم في كردستان، وتتكون من اخوة مسعود بارزاني على وجه التحديد.
ويدير عدد من إخوة مسعود بارزاني الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخبارية المهمة في الاقليم، فسداد البارزاني هو مسؤول مكتب مسعود البارزاني، وسيهاد البارزاني هو القائد العام لقوات الإسناد الأولى، ونهاد ودلشاد هم ممثلو حكومة إقليم كردستان في ألمانيا، أما وجيه البارزاني فهو مؤسس وقائد القوات الخاصة الأولى.
ويبرز مسرور البارزاني كأحد أهم الوجوه في اقليم كردستان وهو مدعوم من أخويه منصور ومصطفى، اللذين يتمتعان بنفوذ واسع وقويّ داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني.
منصور البارزاني كان له دور بارز في الحرب على تنظيم داعش بقيادة قوات “كولان” الخاصة، وهي تابعة لقوات البيشمركة في الجبهة المحاذية لإقليم كردستان مع نينوى، لكن منصور يبدو أنه يستعد بشكل قوي إلى المرحلة المقبلة، إذ أنه أقحم أولاده الثلاثة( ياسر وناصر ودارفان ) في المفاصل الأمنية والعسكرية الحساسة.
أما مصطفى مسعود البارزاني وهو النجل الأصغر لمسعود البارزاني فإنة يحتل مكانة كبيرة في قلب والده، وتشير مصادر صحفية إلى أن مسعود يجل ابنه الأصغر ويحترمه كثيراً ويلقبه بـ ( بابو) أي الوالد، وذلك لأنه يحمل اسم والده الملا مصطفى البارزاني ويشبهه كثيراً.
مسعود لم يتوقف عن تصدير أبنائه إلى المقدمة فمصطفى لم يأخذ نصيبه بعد، لذلك أخذ يمهد له الطريق لتكون له مكانة مرموقة في مفاصل الحكم، وكان أول ظهور له عام 2017 عندما شارك مع والده في أحد الاجتماعات الهامة مع قوات التحالف الدولي ضد داعش على الرغم من عدم امتلاكه منصباً رسيماً.
تنافس الجيل الرابع
هذا التنافس بين الاخوة انسحب إلى أبنائهم، وأصبح التنافس بين المحورين المتضادين يأخذ منحى آخر من التنافس الخفي المستعر بين أولاد العم كل من ( نيجيرفان ومسرور البارزاني ) في محاولة لفرض النفوذ، إذ يسعى نجيرفان البارزاني إلى إعداد نجله إدريس، فيما يسعى مسرور إلى إعداد نجله ئارين، للمرحلة المقبلة، وتوريثهما ما لديهما من النفوذ والسلطة.
وتشير مصادر “ناس” إلى أن أولاد العم اعتمدا على نفس الخطة تقريباً في تصدير أبنائهم إلى الراي العام الكردي، وذلك عن طريق حشد المؤيدين، وتأسيس منظمات ومؤسسات إعلامية خاصة.
وسبق نجيرفان بارزاني ابن عمه مسرور في وضع نجله إدريس، في أول الطريق المؤدي إلى المفاصل الحساسة للحزب والسلطة، وذلك عام 2013 حيث ظهر في الكثير من المؤتمرات والاجتماعات كأحد الشخصيات البارزة، ومن خلفه الوزراء وكوادر الخط الاول والثاني في الحزب، أما ئارين نجل مسرور فإن أول ظهور لة كان عام 2018، عندما شارك نيابة عن والده في مراسم افتتاح الجامعة الأميركية المملوكة لهم في دهوك.
وبحسب مختصين في الشأن الكردي إقحام الشابين وهم في مقتبل العمر الحياة السياسية العامة يأتي لتعريف الشعب الكردي بهم، وإكسابهم الخبرة السياسية والدبلوماسية.
كما عمل كلٌ من نجيرفان ومسرور البارزاني خلال السنوات السابقة على زيادة نفوذهم و مؤيديهم من خلال العديد من المؤسسات الخيرية والتعليمة والاعلاميية، فمسرور بارزاني يملك قناة كوردستان 24 الفضائية، والجامعة الأميركية في دهوك، ومؤسسة بارزاني الخيرية، أما نيجيرفان البارزاني فإنه يملك قناة روداو الفضائية، وجامعة كردستان، ومؤسسة “روانكة” لدعم الطاقات الشابة.
وعلى صفحات التواصل الاجتماعي ظهرت حسابات تحمل اسم ئارين نجل مسرو، ومعظم هذة الحسابات أنشئت مع بدء أول ظهور لئارين عام 2018 ، وهي تحت عناوين شتى منها ( نفديك ئارين بارزاني ، الأميرئارين بارزاني، جمهور ئارين بارزاني) كما ظهرت محاولات لإظهار ئارين مسرور كأحد مؤسسي منظمة بارزاني الخيرية حيث زار المؤسسة عدة مرات واستقبل من قبل المدير وكادر المؤسسة بحفاوة.
المصدر / ناس
