السيمر / فيينا / الاحد 19 . 05 . 2019
عباس البخاتي
بالرغم من الخدمات الجليلة التي توفرها مواقع الإنترنت، من سرعة إيصال المعلومة، ونشر الخبر على نطاق واسع، وسرعة الاتصال، وتقريب المسافات بين الأفراد . إلا إن ذلك لا يخلو من احتواءه على سلبيات عدة، ناتجة عن الاستخدام السيء لتلك التقنية، التي لاتزال ثقافة المجتمع فتية بل تحبو نحو التصنيف الأمثل الذي وصلت إليه بقية شعوب العالم . تعتبر الكراهية أحد نتاجات ذلك الاستخدام السيء المشار اليه باعتبارها شعور متولد لدى شخص أو جماعة بعدم الحب كونها غير متأصلة في الطبع البشري، ولا في ثقافة الشعوب، بل تجذرت جراء مؤثرات خارجية أحدها التواصل الاجتماعي . كيف لنا ومن خلال نفس مسببات الداء أن نصمع الدواء ؟ المقصود هنا هل نحن قادرون من خلال التواصل الاجتماعي أن نعمل على مواجهة الكراهية ؟ إن الاستثمار الإيجابي للإخوة السببية والنسبية، فالناس كلهم لآدم وحواء قبل أن تجمعهم أخوة الدين الذي فعلت الطائفية افاعيلها من أجل تمزيقه وما الكراهية إلا أحد شعاراتها . على المستوى الديني أصبح الفضاء مفتوحا لمن هب ودب بغض النظر عن الموقع المؤسساتي والخلفية الثقافية والشهادة العلمية كي يبدي رأيا وان كان بعيدا عن الواقع والحقيقة وحتما سينال استحسان قطيع من الهمج الرعاع الذين يثنون على المنشور وصاحبه بدون تمحيص وتدبر ولا وعي يوصلهم للتمييز الصحيح مما يثير حفيظة الآخر الذي يعتبر مانشر بمثابة استهداف له وتعد على متبنياته الفكرية والعقائدية . لذلك لابد من تعزيز الحوار الثقافي وتشجيع الإعلام الهادف لنشر المحبة والمؤاخاة، والذي يمكن أصحاب الاختصاص وذوي الشأن من طرح وتسليط الضوء عليها، مي يركن المتطفلون في زاوية الإهمال تجنبا لفوضويتهم . إن للأسرة دورا لايمكن تجاهله في محاربة الكراهية من خلال نشر التسامح وقبول الآخر باعتبارها أحد اتجاهات محاربة التطرف الذي ساعد على تفشيه ذلك الاستخدام السيء للتواصل الاجتماعي . كما أن للمؤسسة العلمية والخطباء دورا محوريا باعتبارهم المرآة العاكسة لرسالة الأديان التي من أهم سماتها التسامح والمحبة والسلام غاية لكل الأديان كما يعبر عنه بأنه صحة وعافية الأرض لأن به يسود الوئام .