السيمر / فيينا / الخميس 17 . 10 . 2019
الخبر:
نقلت قناة “سكاي نيوز عربية” الاماراتية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قوله: “إن دولة الإمارات العربية المتحدة تساهم بدور مهم في حل الأزمات في المنطقة، وأنها تلعب دورا يعزز الاستقرار”.
الإعراب:
-العارفون بدور الامارات الكارثي في المنطقة وحتى العالم، اكيد سيضحكون ملء اشداقهم، لان ما قاله الرئيس بوتين هو نكتة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، والمعروف ان بوتين رغم تقاطيع وجهه الصارمة ، الا ان الرجل صاحب نكتة، ولا ندري ان كان يمزح عندما ادلى بهذا التصريح، ام ان الوسيلة الاعلامية الامارتية حرفت ما جاء على لسانه.
-الدور “الامبراطوري” و”الاستعماري” الذي باتت تتقمصه الامارات منذ تسلط محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي على القرار السياسي في دولة الامارات، بات حديث الساعة، فهذا الدور اثار الكثير من الازمات والصراعات في المنطقة وضرب استقرارها، فإبن زايد المدفوع بنوع من جنون العظمة، يسعى الى وضع يده على جميع موانىء الخليج الفارسي وبحر عمان والقرن الافريقي والبحر الاحمر، عبر المال او عبر ارسال الجيوش والمرتزقة كما في حال اليمن، فهو يسعى للسيطرة على موانىء اليمن من المكلا الى الحديدة مرورا بعدن والمخا، اما ميناء جيبوتي و ميناء بربره في الصومال وميناء عصب في ارتيريا فقد وضع يده عليها منذ فترة طويلة.
-من اجل التعرف على حجم الدور التدميري والكارثي للامارات في اليمن، يكفي مراجعة تقارير منظمات الامم المتحدة حول الكارثة الانسانية التي تعصف باليمن، للوقوف على ما اقترفه المحمدان الاماراتي والسعودي من فظائع في اليمن ، والتي جعلت هذا البلد العربي الاصيل مسرحا لاسوء كارثة انسانية يشهدها العالم منذ عقود طويلة.
-اموال الامارات ومرتزقتها، فهما ، بشهادة العالم اجمع، المتهم الاول في الجريمة التي ترتكب في ليبيا منذ عام 2011 والى اليوم، والتي جعلت من هذا البلد مقسما، تنهشه المجاميع المسلحة، حتى بات ملجأ لارهابيي العالم من الدواعش وغيرهم.
-اما تدخل الامارات في الحراك الذي شهدته مصر وتونس والسودان وتشهده اليوم الجزائر، فهو تدخل مرصود وموصوف بشهادة شعوب هذه الدول التي رفعت لافتات تدعو الى منع تسلل الاموال الاماراتية للحيلولة دون شراء ذمم بعض ضعاف النفوس من السياسيين والعسكريين، فالامارات معروفة بأساليبها المعقدة في شراء الذمم والتدخل عبر اموالها حتى في امريكا واوروبا وفي كل مكان ، واخر التاثيرات السلبية للمال الاماراتي كانت الفضيحة المدوية التي كشف عنها موقع ميديابارت الفرنسي حول دفع الامارات مبلغ 8 ملايين يورو الى حزب الجبهة الوطنية اليميني العنصري المتطرف والمعادي للعرب والمسلمين بزعامة مارين لوبان، بهدف انقاذ حزبها من أزمة مالية خانقة كانت ستعرضه لتدابير قانونية صارمة في عام 2017.
-لا يمكن جرد التداعيات السلبية لدور الامارات المزعزع لاستقرار المنطقة، فهو جرد سيطول كثيرا، لذلك لم نتوقف امام هذا الدور المتواطىء مع الارهاب الاقتصادي الامريكي ضد الشعب الايراني، ومالحق بسوريا من مآسي بسببه، وكذلك العراق، ولم يوفر هذا الدور حتى قطر “شقيقتها” الخليجية، لذلك لا نرى من وصف لتصريح بوتين ، وفقا لرواية سكاي نيوز الاماراتية، الا انه “نكتة” ، او انه كان يمازح الاماراتيين، الذين يبدو انهم حملوا مزاحه على محمل الجد.