أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / مجلس التعاون.. من كتب بيان قمة الـ 54 دقيقة؟!

مجلس التعاون.. من كتب بيان قمة الـ 54 دقيقة؟!

السيمر / فيينا / الاربعاء 11 . 12 . 2019 — بعد عامين وستة اشهر وخمسة ايام من ازمة دبلوماسية سياسية واقتصادية مشتعلة داخل مجلس التعاون، قمةٌ كانت قمةً في قصر الوقت حيث استغرقت اربعا وخمسين دقيقة فقط، مع ما يعكسه ذلك من مشهد لم يكتمل كما ارادته السعودية. 

وقبل التفصيل في القمة وبيانها، لا بد من استذكار الاحداث التي سبقتها.

بداية من الازمة التي بدأت مع اعلان مقاطعة قطر من قبل السعودية ومعها الامارات والبحرين ومصر. مرورا بالشروط التي وضعتها هذه الدول لاعادة العلاقات مع الدوحة، والاخذ والرد والتصعيد ضد القطريين ومقاطعات متبادلة لاحداث وقمم. وصولا الى زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ال ثاني الى الرياض ونقل مكان القمة الاربعين لمجلس التعاون من الامارات الى السعودية.

كل ما دار ويدور حول القمة هو حل الخلاف مع قطر، بعد توجيه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز دعوة رسمية لامير قطر تميم بن حمد ال ثاني لحضور القمة.

لكن كان واضحا للجميع ان ثلاثين شهرا من الاستهداف والتحريض والتصعيد ضد الدوحة لا يمكن ان تنتهي بحضور امير قطر للقمة وهو ما لم يحدث حيث مثل الدوحة رئيس الوزراء عبدالله بن ناصر بن خليفة ال ثاني. وذلك رغم استعداد قطر للحوار بدون شروط ورغم فشل الرياض ومن معها في فرض شروطهم على القطريين وابرزها وقف العلاقات مع ايران وتركيا واغلاق قناة الجزيرة ووقف الدعم لتنظيم الاخوان. (لم يتحقق اي من هذه الشروط).

وهنا ياتي الكلام عن البيان الختامي للقمة التي اقتصرت على كلمة مقتضبة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وجلسة مغلقة وبيان ختامي، كل هذا في اربع وخمسين دقيقة فقط.

اما في البيان الختامي، فلم يخرج من القمة اي شيء جديد ما عدا الحضور القطري وذوبان شيء من جليد القطيعة بين الطرفين.

اولا..

دعا البيان الى التكاتف بين دول مجلس التعاون لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية. وهذه الجملة تتكرر في كل القمم وبياناتها الختامية، غير ان هذه المرة السعودية تعلم والاخرون يعلمون ان الرياض تواجه فشلا على مستوى المنطقة وسياساتها عجزت عن تحقيق اهدافها. من القطيعة مع قطر الى العدوان على اليمن، ولا يمكنها ادعاء قيادتها لمجلس التعاون في ظل التناقضات التي تحكم توجهات وسياسات الدول الاخرى.

كما تبرز جملة في البيان تقول ان اي اعتداء على دولة في المجلس اعتداء على كل دوله. وهنا لا بد من سؤال. هل نسيت السعودية والامارات والبحرين انهم هددوا بالهجوم على قطر واحتلالها واسقاط النظام فيه؟ وهو ما اكده امير الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح بانه تمكن من وقف عمل عسكري ضد الدوحة. فهل بقيت اي مصداقية لهذا البند؟

ثانيا..

دعا البيان الى ما اسماه الاعتداءات الايرانية في المنطقة وصواريخ طهران الباليستية. والكل يعلم ان الورقة الايرانية حاضرة دائما في بيانات قمم مجلس التعاون، لكن بغض النظر عن صحة هذه المزاعم حول ايران فان هذا البند لم يتجاوز الاستهلاك الاعلامي في عز قوة المجلس وتقارب دوله، فما بالك اليوم حيث تسيطر الخلافات والتناقضات على العلاقات بين دوله.

وعليه يمكن القول ان بيان قمة مجلس التعاون لم يكتب بوحي النوايا الحسنة للصلح داخل دوله (اقله من جانب الرياض وحلفائها) بل بوحي من الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة على الاطراف كافة لكسر جليد الخلاف، ليس حبا بتلك الاطراف بل لما تراه واشنطن ضرورة لمواجهة ايران، او بمعنى اخر ممارسة ضغط اكبر عليها، كون الجميع يعلم علم اليقين ان المواجهة مع ايران لن تكون رابحة اولا ولن تعتمد فيها واشنطن على حلفائها في مجلس التعاون ثانيا. فالدولة التي تقود المجلس غير قادرة على انهاء مغامرة تورطت فيها في اليمن منذ خمس سنوات، فكيف ستخرج هي وغيرها بسلام من مواجهة مع ايران قد تتخطى في نطاقها وادواتها ونتائجها حدود ما قد تتوقعه هذه الدول.

المصدر / العالم

اترك تعليقاً