متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الجمعة 05 . 02 . 2016 — النجاح في الحياة الزوجية لا يستمر بمفرده لوقتٍ طويل إذا لم نعمل على استمراره، إذ إنَّ أموراً عدَّة تدعم هذه العلاقة وتجعلها أقوى. فهي ليست ثابتة دوماً بل متغيرة يجب العمل عليها ليبقى الارتباط ناجحاً، متوازناً وسعيداً مبنياً على الحب، الحوار، والإصغاء، والاحترام والمشاركة. وككل شيء في الحياة، يسود العلاقة بين الشريكين مدٌّ وجزر، فما هي الخطوات الأساسية لإعادة إحياء هذه العلاقة أو جعلها أسعد؟ للتمكن من الحصول على معلومات أكثر وأجوبة شافية تزامناً مع قدوم عيد الحب تواصلت “النهار” مع الاختصاصية والمعالجة النفسية لوزان فرح خيرو.
تشير خيرو في حديث لـ”النهار” إلى أنَّ “الثنائي لا يعني شخصاً واحداً، على العكس الزواج يساوي اثنين، كما أنَّ العلاقة بين الشريكين تساوي أيضاً ثلاثة، فهي تضمُّ الرجل والمرأة والعائلة، ما يعني أنَّ “الزواج أو الارتباط ليس الانصهار في الآخر بعيداً من الحفاظ على شخصية الشريك وحماية كيانه. وتتطلب الاستمرارية بغية نجاح العلاقة وعيش حياة زوجية سعيدة إيلاء الأهمية للنقاط التالية:
– “تقبل الآخر وتفهمه: يختلف الأشخاص في شخصياتهم وطباعهم، وما من أحد يشبه الآخر. ولكل منا نقاط ضعف وقوة، حسنات وسيئات. وفي الزواج، يجب أن يدرك الشريكان هذا الاختلاف وتقبُّل الآخر كما هو. ففي فترة الارتباط يعرف الشريك طباع الآخر ما يمهِّد للتعايش مع هذه الاختلافات، وتفهُّم انفعالات أو تصرفات بعضهما البعض إن كانت حسنة أو سيئة. فالتأقلم مع واقع شخصية الشريك الآخر بعيداً من التذمُّر والشكوى سيجعل حياتكما المشتركة أنجح. كيف؟ مثال على ذلك: إذا كان أحد الشريكين عصبياً ويدرك منذ بدء العلاقة طباع الآخر عليه تقبُّل ردود فعله/ها، استيعاب تصرفاته/ها عند مرور أحدهما بفترات عصيبة لأنه/ها على يقين بأنَّ ما يحصل جزء من شخصيته/ها.
– الحوار عبر استخدام الـ”أنا”: الحوار أساسي بين الشريكين، ما يستدعي الانطلاق في التعبير عن الأفكار والمشاعر من “الأنا” للوصول إلى الآخر. فعوضاً من القول: “كم أنت لئيم” يجب الاستعاضة عنها بالقول: “أنا لا أحب أن تتكلم معي بهذه الطريقة.
– قول الأمور كما هي: من الضروري في العلاقة بين الشريكين عدم الهروب من المشاعر والأحاسيس بل مواجهتها كما هي، أي لدى الانزعاج من أمر ما، على الشريك إخبار الآخر بأنَّ هذا التصرف أزعجه. رد الفعل في لحظة الخلاف ضروري، بدلاً من السكوت وكبت التشنجات الصغيرة لتتراكم وتنفجر تالياً على أتفه سبب.
– احترام الآخر وتشكره: الزواج لا يعني التوقف عن استخدام تعابير لائقة يسودها الاحترام بين الشريكين، فحُسن التصرف والإبقاء على سمو العلاقة أساسي، والتواجد في منزل واحد يجب ألا يهدم الرقي في التخاطب. مثلاً: بعد أن يجلب الرجل الحاجيات إلى المنزل، أو بعض أن تحضِّر الزوجة الطعام، من الجيد الإشادة بالخطو عبر استخدام تعابير امتنان، مثل شكر الزوج على جلب الأغراض، أو شكر الزوجة على إعداد طعام لذيذ، حتى لو اعتبر كل منكما أنَّ ما يقوم به الآخر من ضمن واجباته.
– التوصل إلى تسوية أو حل وسط: في حال تفاقُم الخلاف بين الشريكين وتشبُّث كل منهما برأيه، يستحسن أن يتنازل كلٌّ على حدة ويتقدَّم خطوة للتوصل إلى حلٍ وسطي. فإذا رغب مثلاً أحد الشريكين في زيارة منزل ذويه/ها، ولم يكن الآخر راغب في ذلك، يفترضُ من الشريك الثاني القول له بأنَّه/ها “اليوم متعب/ة وغير قادر/ة على الخروج، فهل بالإمكان تأجيل الزيارة إلى يوم آخر؟”.
– الإصغاء للآخر: قد يحب الشريك أن يتحدث مع الآخر بموضوع يهمه، ما يستدعي على الثاني الاستماع إليه دوماً حتى لو لم لا يتطابق الموضوع مع وجهة نظره/ها. مثلاً قد يكون أحد الشريكين مهتماً بالزراعة، مع أنَّ المسألة لا تدخل ضمن أولوياته/ها ولكن عليه/ها بالإصغاء إليه/ها وإلى رغباته/ها وحاجاته/ها وكلامه/ها، فعندما يكون/تكون مهتماً/ة بمسألة ما أو منزعجاً/ة من أمر معين يؤثر فيه/ها سلباً شاركيه/ها إياه/ها.
– الاعتذار لدى اقتراف خطأ: الاعتذار لا يعني الضعف أو الخضوع، لذا من المحبذ الاعتذار في حال الإساءة إلى الآخر من دون قصد، وهذه الخطوة لا تعني أنَّك مذنب/ة. فإذا سألتكَ زوجتك: هل أحببت طعام العشاء الذي تعِبَتْ كثيراً في تحضيره، وجاءت إجابتك: “لا”، من المفضَّل أن تعتذر عن الجواب لأنَّه سيؤدي حتماً إلى استيائها.
– التعبير عن الامتنان: من الجيد أن يعبِّر الشريكان الواحد للآخر عن الامتنان، عبر القول مثلاً: “كم أنا محظوظ/ة أنك موجود/ة في حياتي”، أو “المفاجأة التي أعددتها الليلة كانت رائعة”، أو “شكراً على الهدية أحببتها جداً”.
– الحفاظ على الحب: للحفاظ على قوة العلاقة العاطفية يستحسن إيلاء أهمية للعلاقة الحميمة بين الشريكين عبر ضمّ الآخر أو الإمساك بيده فهذا أساسي ومهم لإبقاء الشرارة في الحياة الزوجية.
– التعبير عن الانزعاج: في الحب أنتما شخصان مختلفان تعيشان معاً، لذا، ليس من الخطأ أن نعبِّر معترضين على مسألة معينة عبر قول كلمة “لا”، ولكن لا يجب التشبث بهذه الكلمة بل البحث عن حل وسط يرضيكما أنتما الإثنان.
– قل ما ترغب فيه بوضوح: عيد الحب بات قريباً، يمكنك أن تخبر/ي شريكك بالهدية التي ترغب/ين فيها. فقد ترغبين مثلاً في الحصول على المجوهرات عوضاً من الثياب، أو قد ترغب في الحصول على تذكرة سفر لحضور مباراة مفضلة لديك. الصراحة جيدة في هذه الحال بدلاً من الانتقاد لاحقاً بأن الهدية التي تمَّ جلبها لم يكن أي منكما في حاجة إليها. لذا، يفضَّل طلب الأشياء مثلما هي تفادياً للوم.
– حب الذات للتمكن من حب الآخر: يجب أن نعرف أنفسنا، وأن نحترم رغباتنا وأفكارنا وأن ندرك أنه إذا لم نحب أنفسنا لن نتمكن حينها من حب الشريك أو الآخرين الموجودين في حياتنا.
– الابتعاد عن الروتين: من الأساسي الابتعاد عن الروتين في حياة الشريكين، واللجوء إلى التغيير عبر السفر مثلاً، أو الاستجمام في فندق، لإعادة اللهفة إلى العلاقة.
– العلاقة لا يجب أن تكون “اعطيني لأعطيك: “إن قلتِ له “أحبك” ولم يبادلك بالكلمة نفسها فوراً عليك بعدم محاسبته، لأنَّ الحب بعيد من الحسابات، ويقوم على العطاء من دون التفكير أو انتظار ما ستحصل عليه في المقابل”.
وتلفت خيرو في الختام إلى أنَّ نجاح العلاقة الزوجية يشتمل على اعتماد الخطوات المذكورة آنفاً من قبل الشريكين على حدٍ سواء، وألاَّ تقتصر على واحدٍ دون آخر. إذ إنَّ السعادة والراحة يجب أن تسود على العلاقة لتصبح الحياة متكاملة أكثر.