الرئيسية / ثقافة وادب / جادك الغيث يا سيدتي…

جادك الغيث يا سيدتي…

السيمر / الجمعة 05 . 02 . 2016

محمد الحنفي / المغرب

جادك الغيث…
يا سيدتي…
فأنا ما كنت لأقرأ كل الحرف…
ولا كل الكلمات…
وأنا ما كنت لأشاهد كل الصور…
ولا كنت لأقرأ كل شعرك عبر العصور…
يا سيدتي…
يامن تميزت بقول شعر عظيم…
يخاطب عمق الوجدان…
بنبرة عشق…
بوثبة حق…
بصرخة خد…
بكلام جميل…
يتوق نحو التحرر…
حتى تصيرين أنت قائدة للنضال…
مالكة لمفاتيح جمال الحياة…
اللا تصير جميلة…
إلا بتحرير كل النساء…
من عبودية يكرسها كل الرجال…
في كل العصور…
لتصير النساء حرائر…
حتى يتحرر كل الرجال…
من وهم ملك النساء…
وتصير علاقات كل النساء…
بكل الرجال…
علاقات توافق…
وعلاقات تراض…
تعبيرا عن كنه الإنسان…
في كل النساء…
وفي كل الرجال…
يا سيدتي…
يا من جعلت شجاعا مثل عنتر…
يذوب بين يديك…
وتصيرين أنت اشجع منه…
يامن جعلت قيسا…
يهيم على وجهه…
لا يتذكر غيرك…
لا يذكر إلا العشق الجميل…
إلى ليلاه يهديه…
تحديت كل الأعراف…
وقلت شعرا جميلا…
تجسيدا لعشقك حتى الثمالة…
لإثبات أنك كل الإنسان…
وأنك لست ناقصة…
وعقلك فوق كل العقول…
اللا تساوي غير وصف الغباء…
وما تنتجينه…
في كل مجالات الحياة…
لا يساويه ما ينتجه المدعون…
بأنك لا تساوي الإنسان…
يا سيدتي…
جادك الغيث إذا الغيث انهمر…
في اتجاه فرز عمق الأمل…
بتحريك الوجدان…
باستخدام عقول النساء…
باحترام الطيبات البديعات…
الأميرات الجميلات…
في عالم الكدح…
في صفوف الشعب العزيز…
وأنت يا سيدتي…
لا تملين…
تظلين سيدة لا تقبلين البهتان…
لا تنعمين بغير عقلك قبل الوجدان…
قبل ارتطام الأمواج بكل الشواطئ…
في عمق وجدان الإنسان…
فهل نستبيح الخلاف قبل الاختلاف…
بأنك كنت سيدتي…
بأنك صرت سيدتي…
بأنك ثورة…
في عالم تراجعت فيه الثورات…
ومن قال فيك عورة…
زاده الحقد ظلاما…
فصار أعور…
صار لا يعرف أين المكان…
ولا في أي زمان…
صار أعور…
والأعور جاء إليك…
يوجه منك العور…
الصار له…
لا يرى في كل حياته…
إلا الظلام…
اليعتقد…
أنه دين الإسلام…
ودين الإسلام المؤدلج…
صار سيفا…
لقطع كل الرؤوس…
لقطع الأطراف…
باسم شريعة دين الإسلام…
يا أيتها الطيبات…
يا أيتها الثائرات…
واجهن كل العور…
في كل الظلام….
الآتي إلينا…
عبر كل عصور الظلام…
عبر أصحاب اللحى…
اليعتبرون…
أن النساء عورات…
ولا يدركون…
يا سيدتي…
أن النساء ثورات…
فهل يستقيم العور؟…
ليرى الثائرات يكنسن كل العور…
من كل فضاءات الحياة…
لإقرار أن الجميلات الثائرات…
لا يعرفن ما معنى العور…
في ثورات النساء…
والثورات لا يستقيم فيها الجمال…
إلا بالتحام النساء / الرجال…
في ثورات ضد الظلام…
ضد حكام الاستبداد…
ضد آليات الاستعباد…
ضد نظام الاستغلال…
من أجل الإنسان…
في كنه النساء / الرجال…
من أجل تنوير الفضاءات…
بجمال النساء الثائرات…
لتحرير عقول الرجال…
من كل ظلام التخلف…
اليجعلهم…
لا يرون في كل النساء…
إلا العورات…
والنساء الثائرات لا يظهرن…
إلا جمال الثورات…
يا سيدتي…
يا ثائرة في فضاء الوطن…

اترك تعليقاً