المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الثلاثاء 09 . 02 . 2016 — ذكرت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء 9 فبراير/شباط أن هدف الجيش من العمليات العسكرية في شمال البلاد هو تأمين الحدود مع تركيا وإعادة بسط سيطرته على مدينة حلب.
وقالت شعبان في مقابلة مع رويترز بمكتبها في دمشق إن “الدول التي تتحدث عن وقف لإطلاق النار، لا تريد إنهاء الإرهاب وبدلا من ذلك تحاول تثبيت مواقع المسلحين الذين خسروا مواقع مهمة”.
واتهمت مستشارة الرئيس السوري تركيا بالتسبب في أزمة اللاجئين وقالت إنها “تستخدم الأزمة لابتزاز دول أوروبية، كما انتقدت أنقرة وأطماعها العثمانية كهدف أساسي للأزمة السورية المستمرة منذ 5 سنوات”.
يذكر أن الجيش السوري حقق تقدما في الأسابيع الماضية خاصة في محافظتي اللاذقية وحلب على الحدود الشمالية مع تركيا وكذلك في درعا الواقعة على الحدود الجنوبية مع الأردن، كما حقق أيضا تقدما ضد تنظيم “داعش” في شرق حلب.
وتنقسم مدينة حلب بين مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت سيطرة المسلحين.
وغير هذا التقدم مسار الحرب لصالح الحكومة السورية، بعد أن خسرت دمشق أراضي العام الماضي في غرب سوريا لصالح مجموعات عدة بما فيها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة ومجموعات إسلامية أخرى ومجموعات تقاتل تحت مظلة الجيش السوري الحر التي تلقت دعما أمريكيا.
وقالت مستشارة الرئيس السوري “الهدف من تقدم الجيش السوري.. هو تحرير مدن وقرى كان يسيطر عليها الإرهابيون لثلاث سنوات ونصف وأيضا محاولة تحرير مدينة حلب من آثام الإرهاب التي عانى منها الناس في حلب في السنوات الماضية.. وأيضا السيطرة على حدودنا مع تركيا لأنها المنبع الأساسي للإرهابيين وهي المعبر الأساسي لهؤلاء ولذلك فإن ضبط الحدود مع تركيا والتي بالمناسبة دعا لها قرار مجلس الأمن رقم 2253 هو عامل مساعد جدا لدحر الإرهاب في سوريا”.
وأضافت المسؤولة السورية “الغريب أن الأسرة الدولية التي أخذت القرار 2253 تحت الفصل السابع لم تضع الضغوط على تركيا وعلى الدول الإقليمية التي تمول وتمرر الإرهاب إلى سوريا”، مؤكدة أن “هدف الجيش العربي السوري هو محاربة هذا الإرهاب وإعادة الأمن والأمان لمواطنينا في حلب وفي قراهم وفي مدنهم”.
ومضت بثينة شعبان تقول “نأمل أن تستمر العملية (العسكرية) في الشمال إلى أن نضبط الحدود ونمنع الإرهابيين الذين عملت تركيا منذ بداية الأزمة على إرسالهم إلى سوريا عبر حدودها معنا”.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت العمليات العسكرية ستستمر بهذه الوتيرة قالت “أكيد بإذن الله”.
وتم تعليق محاولات توسطت فيها الأمم المتحدة لإطلاق مباحثات سلام في جنيف الأسبوع الماضي في الوقت الذي تسارعت فيه العمليات العسكرية للجيش السوري وحلفائه في شمال حلب، فيما يهدف مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لاستئناف المحادثات في وقت لاحق من فبراير/شباط الجاري.
وقالت بثينة شعبان “لو كانت هناك إرادة دولية حقيقية لوضع حد للإرهاب في سوريا.. لكان تحقق (ذلك) منذ زمن.. لكن الدول التي تدعم الإرهاب في سوريا والتي تمول وتسلح لم تتخذ قرارا بوقف هذا التمويل والتسليح ولذلك لا نرى نجاحا للجهود الدبلوماسية”.
وتطالب المعارضة قبل البدء في أي مفاوضات بخطوات من دمشق بما فيها وقف الضربات الجوية وإطلاق سراح معتقلين، لكن الحكومة السورية التي ألقت باللائمة على المعارضة في فشل المفاوضات قالت إنها “لن تفرض أي شروط مسبقة ولن ترضخ لأي شروط مسبقة قبل بدء المفاوضات”.
وقال مسؤولون أمريكيون قبل اجتماع مهم في ميونيخ إن وزير الخارجية جون كيري سيسعى للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا وتقديم مساعدات للمدنيين.
وعبرت شعبان عن استغرابها من أن “الدول الأوروبية تتحاور مع تركيا حول مسألة اللاجئين السوريين” قائلة “أنا كسورية أريد أن أقول إن تركيا هي التي اعتدت على سوريا وهي السبب الأساسي في أزمة اللاجئين. وأذكر العالم أن تركيا وضعت الخيام على الحدود مع سوريا قبل أن يكون هناك لاجئ سوري واحد وهي تبتز الدول الأوروبية للحصول على الأموال أو للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بادعائها أنها هي جزء من الحل”.
واتهمت المسؤولة السورية تركيا أيضا بأنها “هي أساس كل المشاكل وكل الأزمة التي تعرضت لها سوريا نتيجة أطماعهم العثمانية في سوريا والدول العربية”.
وتابعت تقول “ما حصل في سوريا هو عدوان تركي على سوريا ولذلك بكل صدق وإخلاص أقول للدول الأوروبية وللدول الغربية إن تركيا هي المشكلة.. حكومة أردوغان هي المشكلة.. ولا يمكن أن تكون جزءا من الحل”.
رويترز