الرئيسية / مقالات / السيد محمد توفيق علاوي … بالقلم العريض

السيد محمد توفيق علاوي … بالقلم العريض

السيمر / فيينا / الخميس 06 . 02 . 2020

أياد السماوي

رئيس الوزراء المكلّف السيد محمد توفيق علاوي المحترم / السلام عليكم ورحمة الله ..

تسريبات من جهات سياسية موثوقة وصلتني قبل بضعة أيام , تفيد أنّ جنابكم الموّقر عازم على إعادة توزير بعض الوزراء الحاليين في حكومتك التي تنوي تشكيلها , تحت تبرير أنّهم وزراء ناجحون , ومما يدفع للشّك بصحة هذه التسريبات هو ما صرّح به يوم أمس النائب عن تحالف الفتح كريم عليوي إلى وسائل الإعلام قائلا ( أنّ على رئيس الوزراء المكلّف محمد توفيق علاوي الحذر من إعادة أي وزير حالي أو سابق في حكومته الجديدة , فهذا أمر مرفوض برلمانيا وشعبيا ولن نسمح به ) .. كاتب هذه السطور حاول الاتصال تلفونيا بالناطق عن تحالف الفتح السيد أحمد الأسدي للاستفسار منه عن هذا التصريح فيما إذا كان موقف تحالف الفتح أم أنه موقف النائب عليوي , لكن السيد أحمد الأسدي لم يرد على الاتصال ويبدو أنّه مشغول بالرّد على صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي قبل بضعة أيام ..

سيدي الفاضل .. حديثي معك اليوم سيكون صريحا ومباشرا وبدون لف أو دوران وكما يقولون بالقلم العريض , فأرجو من جنابك الموّقر أن يتّسع صدرك وحلمك لي , سيدي الفاضل أنا شخصيا من الذين باركوا لك واستبشروا بك خيرا , وكنت لك من الناصحين .. موضوع التسريبات عن عزم جنابك إعادة بعض الوزراء في الحكومة المستقيلة تحت ذريعة أنّهم وزراء ناجحون , قد أصبح حديث النخب السياسية والمتابعين للشأن السياسي العراقي , بل أنّ بعض الشخصيات السياسية المرموقة قد ذهب إلى أبعد من هذا , حيث أكدّ لي أحد هذه الشخصيات بأنّ جنابك قد خضع تماما لإرادة أحد الكتل السياسية الفاعلة , ولم يعد الكلام مع جنابك نافعا .. وهذا الكلام إن صحّ فهو الكارثة بعينها ..

بدوري اقول لك وبالقلم العريض .. سيدي الفاضل .. لست مضطرا أبدا أبدا أبدا لأن تكون أداة بيد أي من الكتل السياسية .. فأنت تعلم جيدا أنّ انتفاضة الشعب العراقي هي ثورة ضدّ الفساد وضدّ الطبقة السياسية الحاكمة بكلّ اطيافها واتجاهاتها , فليس هنالك كتلة سياسية واحدة لم تتوّرط بالفساد والنهب المنظم للمال العام .. قبولك لهذه المهمة الصعبة جدا والخطيرة يضعك بمواجهة مباشرة أمام الشعب الثائر والمنتفض .. فإعادة أي وزير حالي أو سابق إلى حكومتك لا يثير غضب الشارع الذي لا زال قسما منه رافضا لك فحسب , بل سيثير حتى من بارك لك وهللّ بتكليفك وأولهم كاتب هذا المقال .. سيدي الفاضل دعمنا ومساندتنا لك يعتمد على الحكومة التي ستشّكلها , وعودك التي وجهتها إلى أبناء شعبك ستكون على المحك من خلال ما يلي :

إعادة توزير أي من الوزراء الحاليين والوزراء السابقين .. الاستمرار بدفع ما يسمى برواتب الإقليم بدون تسليم الإقليم لكامل نفطه المنتج وكافة الموارد الأخرى .. عدم تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة كبار المسؤولين الأمنيين في الحكومة المستقيلة عن المجازر التي ارتكبت ضدّ المتظاهرين السلميين والتي تسببت باستشهاد وجرح أكثر من عشرين ألفا .. عدم تقديم كبار الفاسدين إلى القضاء ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة ومنعهم من السفر خارج العراق .. التهاون وعدم الإسراع في إجراء الانتخابات المبكرّة .. وإيقاف كلّ الأوامر الديوانية المتعلقة بالتعينات للدرجات الخاصة التي صدرت قي زمن حكومة المستقيل عادل عبد المهدي ..

فهذه يا دولة الرئيس المكلّف ليست مطالب لتقوم بتنفيذها أو لا تقوم , بل هي إرادة شعب قدّم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ولن يتخلّى عنها مهما كانت التضحيات .. أيها السيد الموّقر .. نصحيتي لك أن لا تكون خاضعا لإرادة الكتل السياسية الفاسدة وتكون أداة كما كان سلفك أداة والعوبة بيدها , هذا الخضوع الذي أنهى به حياته السياسية بالخسران المبين .. فلا تكن من الذين خسروا دينهم ودنياهم بمنصب تافه وزائل لا يستمرّ إلا بضعة شهور .. ولتكن تجربة سلفك ماثلة أمام عينيك .. وفقك الله وسدّد خطاك .. اللهم أني قد نصحت لله ورسوله ..

في 06 / 02 / 2020   

اترك تعليقاً