السيمر / فيينا / الثلاثاء 25 . 02 . 2020 —
أياد السماوي
تداولت وسائل الإعلام المحلية البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء المكلّف السيد محمد توفيق علاوي .. وباعتباري من الداعمين للسيد محمد توفيق علاوي , تمنيّت لو أنّ السيد علاوي لم يقدّم هذا البرنامج المسخرة واكتفى بقصاصة من الورق يتعهّد بها إنجاز ما طالبت به جماهير الشعب المنتفض في ساحات التظاهر والاعتصام والمرجعية الدينية العليا , وهذه المطالب محدّدة ولا تتجاوز البضعة أسطر .. وليس لهذه الجنجلوتية المقرفة والخالية من أي تعهد حقيقي وواقعي .. بدوري أؤكد لرئيس الوزراء المكلّف السيد محمد توفيق علاوي إنّ هذا البرنامج لا يعكس اي جدّية للحكومة بإجراء الانتخابات المبكرّة التي طالب بها الشعب المنتفض والمرجعية الدينية العليا , بل على العكس يعكس رغبة رئيس الوزراء وداعميه ( مالكي حكومته ) بالاستمرار وتكملة المدّة المتبقية من هذه الدورة الانتخابية .. لا أعرف من هو العبقري أو العباقرة الذين كتبوا هذا البرنامج المسخرة فيما إذا كان شخصا أو لجنة مكلّفة بكتابة هذا البرنامج .. وسواء كان شخصا أو لجنة فإنّ البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء المكلّف قد عكس صورة حقيقية لرئيس الوزراء المكلّف الذي هو النسخة الجديدة لعادل عبد المهدي ..
أغلب المراقبين السياسيين كانوا ينتظرون هذا البرنامج على أحر من الجمر للوقوف على جدّية رئيس الوزراء المكلّف بإنجاز مطالب الشعب المنتفض ضدّ الفساد والفقر والجوع والانحطاط السياسي , من خلال استكمال قانون الانتخابات وتهيأة الأجواء الصحيّة لانتخابات مبكرّة في موعد محدد أقصاه نهاية هذا العام , وتقديم قتلة الشعب العراقي إلى المحاكمة , وإيقاف نهب المال العام المنّظم من قبل حكومة الإقليم المتمرّد , وملاحقة كبار الفاسدين وسارقي أموال الشعب منذ سقوط النظام الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة , وتشكيل حكومة مؤقتة من المستّقلين حقا وحقيقة , وعدم العودة إلى نظام التوافقات السياسية المدّمر … وقد قلناها مرارا وتكرارا يا دولة رئيس الوزراء المكلّف أنّ حكومتك هي حكومة مؤقتة ذات مهمات محددة تتمّثل بتهيئة الأجواء الصحيّة لإجراء انتخابات حرّة ونزيهة وشفافة , وإجراء تحقيق في عمليات القتل المتعمّد والخطف التي تعرض لها المتظاهرين السلميين والتي أدّت إلى استشهاد وجرح عشرات الآلاف من العراقيين .. وترك مهمة الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري للحكومة المنتخبة القادمة …
دولة رئيس الوزراء المكلّف المحترم .. يؤسفني أن أقول لك إنّ البرنامج الحكومي الذي تقدّمت به عبارة عن برنامج إنشائي مقرف ومستفز لمشاعر العراقيين , ليس لأنه غير ورديا , بل لأنه غير منطقي وغير قابل للتحقيق حتى بخمسين عاما .. ويؤسفني جدا أن أقول لك أنّ نهايتك ستكون أسوأ من نهاية سلفك عادل عبد المهدي .. ونصيحتي الأخيرة لك إذا كنت من المستمعين للنصائح المخلصة .. استبدل كلّ طاقمك من المساعدين فورا ولا تبقي منهم أحدا قط , واستعن بمساعدين آخرين غيرهم من الوطنيين والمخلصين ..
في 25 / 02 / 2020